وأضافت ميركل للصحافيين إثر القمة "توافقنا على احترام هذا الحظر على الأسلحة وعلى مراقبة هذا الحظر في شكل أكثر حزماً من السابق"، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".
وفي مؤتمر صحافي مشترك ضم ميركل وغوتيريس والمبعوث الخاص للأمين العام غسان سلامة ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أعلنت ميركل أن المشاركين اتفقوا على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع، وأن محاولات الحسم العسكري ستؤدي فقط لزيادة معاناة الناس.
وتحدثت ميركل عن "بداية سياسية جديدة" مؤكدة أن نتائج المؤتمر تمثل خطوة من أجل دعم جهود الأمم المتحدة لإرساء السلام في ليبيا، وأعربت عن أملها في أن يلتزم السراج وحفتر بما تم الاتفاق عليه، علماً أنهما لم يشاركا على طاولة المفاوضات إنما رافقا أعمال المؤتمر من الغرف الجانبية.
من جانبه، أعلن غوتيريس، أن القوى الأجنبية التزمت عدم "التدخل" بعد اليوم في النزاع في هذا البلد. وقال غوتيريس إن "جميع المشاركين التزموا عدم التدخل بعد اليوم في النزاع المسلح أو في الشؤون الداخلية لليبيا"، معرباً عن قلقه الشديد من إغلاق عدة موانئ للنفط وأحد الحقول النفطية في ليبيا. وكانت قوات موالية للواء المتقاعد، خليفة حفتر، أوقفت الإنتاج في جميع حقول النفط الرئيسية في ليبيا، وهو تصعيد هدد بخنق الموارد المالية للبلاد وألقى بظلاله على قمة برلين.
وفيما جدد الأمين العام للأمم المتحدة رفضه الحل العسكري للصراع في ليبيا، أعرب عن أمله أن تساهم الالتزامات التي تم الاتفاق عليها خلال المؤتمر في حل دائم للأزمة الليبية. وتابع قائلاً، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول": "توصلنا إلى مرحلة يمكننا فيها عقد اجتماع للجنة عسكرية ليبية في جنيف خلال الأيام المقبلة".
وتحدث الأمين العام عن مسار اقتصادي باجتماعات لجنة اقتصادية عقدت في تونس لتبحث ما يتعلق بالبنك المركزي ومؤسسة الوطنية للنفط، ومسار عسكري يتمثل بلجنة عسكرية تتشكل من 5 أعضاء لكل من حكومة الوفاق ومن جانب اللواء حفتر على أن تجتمع بعد أيام.
كذلك دعا المؤتمر إلى توزيع عادل وشفاف لإيرادات النفط في البلاد وإلى تسريح ونزع سلاح المليشيات وفرض عقوبات على من يخرق الهدنة.
وفيما يتعلق بخطوات تفعيل الهدنة، قال رئيس وزراء إيطاليا، جوزيبي كونتي، إن بلاده مستعدة للقيام بدور بارز في مراقبة اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا. وقال للصحافيين في تصريحات بثها على الهواء التلفزيون الإيطالي "إننا مستعدون تماماً لأن نكون في الصدارة ... نحو تحمل المسؤولية من أجل مراقبة السلام".
بومبيو: إحراز تقدم نحو التوصل لوقف لإطلاق النار
قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الأحد، إنه تم إحراز تقدم في قمة برلين نحو التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في الحرب الدائرة في ليبيا.
وقال للصحافيين أيضاً إنه يأمل في أن تكون إحدى نتائج قمة برلين إعادة فتح منشآت النفط الليبية التي أغلقتها الفصائل الموالية لخليفة حفتر.
لافروف: "لا حوار جدياً" بين طرفي النزاع
إلى ذلك، قال القائم بأعمال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده تقيم نتائج مؤتمر برلين بأنه "خطوة صغيرة" نحو التسوية في ليبيا رغم أن "انعدام الثقة لا يزال سائداً" بين طرفي الصراع في هذا البلد العربي.
وأعلن لافروف أن طرفي النزاع في ليبيا لم ينجحا في بدء "حوار جدي" خلال المؤتمر الدولي. وصرح لافروف للصحافيين في مطار برلين "كان المؤتمر مفيداً جداً (...) لكن من الواضح أننا لم ننجح حتى الآن في إطلاق حوار جدي ودائم" بين رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج والمشير خليفة حفتر.
وأضاف لافروف، في مؤتمر صحافي، إثر ختام مؤتمر برلين الذي شارك فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه "لا يزال من المستحيل تنظيم حوار بين طرفي الصراع الليبي".
وأشار إلى أن الرئيس بوتين "طرح موقفنا حول المؤتمر ويجب عرض ما توصلنا إليه (خلال المؤتمر) على مجلس الأمن". ولفت إلى أن "روسيا ساهمت في التحضير للمؤتمر منذ البداية ودعونا السراج وحفتر إلى الحوار". وذكر أن البيان الختامي لمؤتمر برلين "يؤكد حق كافة المكونات الإثنية الليبية في الوصول للثروات النفطية".
اقترح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، نشر قوات حفظ سلام دولية في ليبيا لمراقبة وقف إطلاق النار، حسبما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
جاء ذلك خلال مشاركته، الأحد، في مؤتمر برلين حول ليبيا، وقال جونسون: "إذا كان هناك وقف لإطلاق النار، فنحن قادرون على إرسال خبراء لمراقبة وقف إطلاق النار هذا".
ويجري حالياً النظر في إمكانية قيام قوة دولية، بينها قوات بريطانية وقوات أوروبية أخرى، بمراقبة وقف إطلاق النار الليبي المقترح وربما فرض حظر على نقل الأسلحة إلى ليبيا بعد مؤتمر برلين.
وفي وقت سابق الأحد، أكد كل من وزيري دفاع إيطاليا وألمانيا استعداد بلادهما لإرسال قوات، ولكن بموجب تفويض صريح من الأمم المتحدة، حسب المصدر ذاته.
من جهته قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال مؤتمر صحافي مع ميركل إنه سيتم تشكيل لجنة متابعة لتحديد الخطوات التي يتعين اتخاذها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، فيما قال أحد المشاركين في القمة إن زعماء العالم اتفقوا على البيان الختامي.
واختتم مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا أعماله، مساء اليوم الأحد، بمشاركة 12 دولة و4 منظمات دولية وإقليمية، وبحضور رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السرّاج، وخليفة حفتر، واستمر أكثر من 4 ساعات.
وتأتي هذه القمة بعد خمسة لقاءات مكثفة أجراها وزراء خارجية وممثلو الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، انتهت إلى صياغة مسودة اتفاق سبق أن نشرها "العربي الجديد".
وواجهت ألمانيا والأمم المتحدة بوصفهما الجهتين اللتين تستضيفان القمة صعوبة في إقناع حفتر، بالانضمام من جديد للمساعي الدبلوماسية بعد انسحابه من محادثات عُقدت الأسبوع الماضي في موسكو ووقف أكثر من نصف إنتاج ليبيا من النفط في المناطق التي يسيطر عليها.