جددت قوات النظام السوري، صباح اليوم الجمعة، عمليات القصف المدفعي على ريف إدلب الجنوبي، فيما قُتل عناصر من قوات النظام في اشتباك وقع مساء أمس الخميس بريف حلب الجنوبي.
وقالت مصادر من الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام قصفت صباح اليوم الجمعة، بالمدفعية وراجمات الصواريخ، بلدتي الشيخ مصطفى والنقير بريف إدلب الجنوبي، مسفرة عن أضرار مادية.
وأوضحت المصادر أن قوات النظام قصفت أمس بلدتي معرة حرمة وكنصفرة بأكثر من أربعين قذيفة مدفعية، أسفرت عن أضرار مادية فقط.
إلى ذلك، أصيب أربعة مدنيين هم امرأتان وطفلان جراء انفجار دراجة نارية مفخخة بالقرب من دوار الساعة وسط مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام".
كما قصفت قوات النظام بالمدفعية والصواريخ قرى وبلدات القرقور وخربة الناقوس والمنصورة والسرمانية بريف حماة الغربي، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وفي ريف حلب الجنوبي، قتل ثلاثة من عناصر قوات النظام السوري في اشتباك مع "هيئة تحرير الشام" و"حراس الدين" على محور قرية حريشة. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن عناصر "هيئة تحرير الشام" و"حراس الدين" هاجموا موقعاً لقوات النظام في محور قرية حريشة، وقتلوا ثلاثة من العناصر المتمركزين في الموقع وجرحوا اثنين آخرين قبل الانسحاب إلى المناطق التي شنوا منها الهجوم.
وأشارت المصادر إلى أن "حراس الدين" استخدم رشاشات ثقيلة في الهجوم وقذائف "آر بي جي"، موضحة أن عنصراً على الأقل قُتل من المهاجمين.
وفي غضون ذلك، انفجرت دراجة نارية مفخخة في مدينة جنديرس بناحية عفرين في ريف حلب الشمالي، أسفرت عن أضرار مادية.
وجاء الانفجار عقب يومين من مقتل خمسة مدنيين وجرح ثمانية آخرين على الأقل، جراء انفجار سيارة مفخخة بالقرب من محلات تجارية في شارع يلان قوز وسط المدينة.
النظام يستقدم تعزيزات إلى الصنمين في درعا
إلى ذلك، استقدمت قوات النظام السوري، مساء أمس الخميس، تعزيزات عسكرية إلى مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، لتقوم بتوزيعها على مواقعها في المدينة الواقعة على الطريق الدولي الواصل بين درعا ودمشق.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام نقلت مساء أمس رتلاً من الدبابات والعربات الثقيلة من مقر الفرقة التاسعة، باتجاه مدينة الصنمين، وقامت بتوزيع الدبابات والعربات على مخافر الشرطة والحواجز التابعة لها في المدينة. وأضاف الناشط أن التعزيزات جاءت عقب هجوم من مجهولين على مواقع تابعة لقوات النظام واللجان الشعبية في المدينة.
وأشار الناشط نفسه إلى وجود حالة احتقان وتوتر في المدينة بين عناصر المعارضة السابقين والرافضين لإجراءات التسوية، من جهة، وبين اللجان الشعبية التابعة لقوات النظام، من جهة أخرى، جاءت على خلفية اشتباكات أوقعت جرحى بين الطرفين خلال الأسبوع الماضي.
يشار إلى أن عناصر اللجان الشعبية هم مقاتلون سابقون ضمن فصائل المعارضة السورية المسلحة، وأجروا مصالحة وتسوية مع قوات النظام السوري عقب اتفاق أفضى إلى سيطرة النظام بشكل كامل على محافظة درعا.
وشهدت مدينة الصنمين أمس، اشتباكات بين عناصر سابقين من المعارضة رافضين لإجراءات التسوية وعناصر من مجموعة اللجان الشعبية التابعة للأمن العسكري في الحي الشمالي الشرقي من المدينة. وأسفر الاشتباك عن مقتل أحد عناصر اللجان واعتقال مدنيين من أقارب عناصر المعارضة السابقين.
وأدى ذلك، بحسب مصادر محلية، إلى حالة خوف في المدينة أوقفت الدوام المدرسي، وسط حالة من الاحتقان المستمر ضد عمليات الاعتقال التي تمارسها اللجان الشعبية، للضغط على العناصر الرافضين لإتمام عمليات التسوية والمصالحة.
وتنص اتفاقات التسوية التي وقعتها المعارضة مع النظام في درعا على انتساب الشباب لقوات النظام أو المليشيات التابعة له تحت مسمى "الخدمة الإلزامية". وكان النظام قد منح مهلة ستة أشهر ثم قام بتمديدها ستة أخرى ليقوم الشباب بتسليم أنفسهم إلى مقرات التجنيد.
وفي يوليو/تموز عام 2018، وقّعت فصائل المعارضة مع النظام، برعاية روسية، اتفاق "تسوية" أفضى إلى سيطرة النظام على كامل المحافظة وتهجير الرافضين لمصالحة النظام نحو إدلب.