وسيكون ملف إدلب هو الرئيسي الذي سيتم نقاشه بين الرئيس التركي رجب طيب أدردوغان، ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، خاصة بعد التصعيد الكبير من روسيا والنظام خلال الشهور الأربعة الماضية جنوب إدلب، والسيطرة على عدة بلدات وقرى هامة في المنطقة.
وقالت دائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية، في بيان اليوم، إن "القادة الثلاثة يجتمعون في أنقرة من أجل نقاش الملف السوري، وخاصة ملف إدلب، لإيقاف الحرب الدائرة في البلاد، والعودة الطوعية للاجئين، وتوفير الشروط المناسبة لعودتهم عبر الحل السياسي الدائم، فضلا عن الخطوات المشتركة خلال الفترة المقبلة".
وأدت هجمات النظام، بدعم روسي، إلى محاصرة نقطة المراقبة التركية في مورك، ما دعا أردوغان للقاء بوتين بشكل عاجل في موسكو نهاية الشهر الماضي، فيما سيكون مستقبل مصير هذه النقطة والنقاط التركية الأخرى على طاولة الحوار، خاصة أن وجودها مع تواصل سيطرة النظام قد يصبح بلا معنى.
ويبدو أن الجانب الروسي يطالب نظيره التركي بتنازلات كبيرة، سواء على الأرض، أو من ناحية التعاون العسكري، ضمن مساعي روسيا لسحب تركيا من حلفها مع أميركا، وخاصة أن التهدئة الروسية جاءت بعد زيارة أردوغان لمعرض الطيران، واستضافة تركيا مقاتلات روسية تشارك في معرض الطيران الدولي في إسطنبول الشهر الجاري، فضلا عن الحديث عن شراء أنقرة مقاتلات روسية بدلا من مقاتلات "إف 35" الأميركية التي علقت واشنطن بيعها لأنقرة.
أما السياق الذي أدى لهذه القمة فهي تطورات عدة، منها فشل تطبيق اتفاق سوتشي حول إدلب الموقع قبل عام، حيث أسفر التصعيد الروسي عن عدم تطبيق الاتفاق بسحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة، وفتح الطرق الدولية بين دمشق حلب، وحلب اللاذقية، حيث اتهمت روسيا تركيا بعدم تطبيق الالتزامات، ودافعت أنقرة عن نفسها بأن التصعيد في المنطقة لم يساهم في حل مشكلة تواجد "التنظيمات الراديكالية" في إدلب، والمقصود "هيئة تحرير الشام".
التقدم الروسي في المنطقة وحصار القوات التركية عجل بتحرك أنقرة في ظل غياب أي ضغط دولي على روسيا بوقف الهجمات على إدلب، ما دفع أنقرة للتلويح بورقة اللاجئين، ودعوتها لقمة رباعية ثانية ينتظر عقدها بعد شهر من عقد القمة الثلاثية، حيث تضم القمة الرباعية كلا من تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا، ما يجمع محوري أستانة وجنيف.
مصار تركية قالت لـ"العربي الجديد" إن "القمة الحالية مفتوحة على كافة الاحتمالات، قد تأتي بحل لإدلب في حال نجحت القمة الروسية التركية، فلا مؤشر حاليا لوقف دائم لإطلاق النار، فإيران ستواصل كما العادة في كل قمة معارضة وقف إطلاق النار، رغم الضغوط الدولية عليها".
وبحسب المصادر، فإن "الآمال كلها معقودة من الجانب التركي على اللقاء بين أردوغان وبوتين، إذ إن روسيا تصر على فتح الطريق الدولي المعروف بـ(إم 5) بين دمشق وحلب، وأن يكون تحت سيطرة النظام، والجانب التركي لا يعترض على ذلك، إلا أن "هيئة تحرير الشام" هي التي تعارض ذلك، وربما يتم تجاوز الأمور العالقة وفتح الطريق، الأمر الذي قد يرضي روسيا ويوفر الهدوء لإدلب".
وبينت المصادر أن التصريحات الروسية بانتهاء الحرب "هي تصريحات تشير للطرف الفائز في الحرب، ولكن هذا لا يعني توقف الاشتباكات في سورية، بل ستتواصل وإن بشكل محدود"، في وقت تشير فيه المصادر التركية إلى أن "ملف تشكل اللجنة الدستورية سيكون على طاولة الحوار، وسيعلن عنها حسب التوافقات الحالية نهاية الشهر الجاري، ولكن هذا الأمر أيضا قد يكون في محور المحادثات في القمة، وقد يعلن التوافق عليها، قبل الإعلان عن تشكيلها رسميا من قبل الأمم المتحدة، إما على هامش اجتماعات الأمم المتحدة أو في جنيف".