وأوضح نصر الشمري، المتحدث باسم مليشيا "النجباء"، أحد أبرز الفصائل القريبة من إيران، في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية، أنّ الحركة تُخضع القواعد العسكرية الأميركية في العراق لمراقبتها.
ووفقاً لتصريحات أدلى بها الشمري الموجود في طهران حالياً، عقب لقائه مع مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون العسكرية اللواء يحيى رحيم صفوي، نقلتها قناة "العالم" الإخبارية الإيرانية، فإنّ "النجباء" تراقب كلّ القواعد العسكرية الأميركية في العراق، التي يصل عددها إلى 11 قاعدة".
وأكد أنّ "القاعدة العسكرية الأكثر تطوراً تقع في كردستان العراق"، موضحاً أنّ "الولايات المتحدة تحاول إجراء عملياتها في سورية بطريقة تؤثر سلباً على قوات المقاومة". وأشار إلى أنّ "هناك نشاطاً ملحوظاً تمارسه القواعد الأميركية، ولدينا صور تثبت تورط الأميركيين في تزويد "داعش" بالسلاح"، لافتاً إلى أنّ "النجباء" تقوم بعمليات استخباراتية في منطقة البوكمال، وعلى طول الشريط الحدودي مع سورية".
من جهته، قال مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون العسكرية إنّ "الصهاينة يخشون من توطيد العلاقات بين العراق وإيران"، معتبراً أنّ "الدفاع عن بغداد أشبه بالدفاع عن طهران".
وعقب التصريحات، وصف مسؤول عراقي رفيع في بغداد التصريحات بأنها كانت محرجة لرئيس الوزراء، لكونها مخالفة لقرارات هيكلة "الحشد" وإخضاعه لسيطرة الدولة، مؤكداً في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أنّ "النجباء" من بين فصائل عدة ما زالت تماطل في قرار إخضاعها لقانون هيكلة فصائل الحشد، ويُرجح أنّ زيارتها إيران تأتي ضمن هذا الإطار تحديداً للحصول على وضع خاص لها داخل العراق.
وأصدر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، مطلع الشهر الماضي، قراراً يقضي بهيكلة مليشيات الحشد وتحويلها إلى ألوية وأفواج قتالية، ونزع أسمائها السابقة منها، وإعادة توزيع عناصرها على معسكرات ومقارّ ثابتة، والسيطرة على ترسانتها العسكرية، غير أنّ زعيم "الحشد" ومستشار الأمن الوطني فالح الفياض، عاد ليطلب في بيان له نهاية الشهر الماضي، تمديداً لشهرين بغية إنجاز كلّ متطلبات قرار الحكومة.
في المقابل، تحدث مسؤول في مديرية أمن "الحشد"، وهو تشكيل خاص داخل مظلة "الحشد الشعبي"، مهمته رقابية وحسابية على تصرفات وتحركات عناصر "الحشد" في العراق، عن أنّ الوفد الموجود في إيران لا يمثل الحشد الشعبي رسمياً.
وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنهم عدة شخصيات، و"لقاءاتهم تتعلق بفصيل واحد أو اثنين فقط، معتبراً أن التصريحات في هذه المرحلة الحسّاسة، خصوصاً في ما يتعلق بقوات التحالف الدولي الموجودة في العراق، يجب أن تكون من قبل الحكومة، كما اتُفق على ذلك في وقت سابق"، في إشارة إلى أن ممثلي الفصائل المسلحة الموجودين حالياً في إيران لا يمثلون الرأي العام لهيئة الحشد الشعبي بالعراق.