أثار التفجير الذي وقع في معسكر تتشارك فيه مليشيات "كتائب حزب الله" و"جند الإمام"، في مدينة بلد، بمحافظة صلاح الدين في العراق (85 كيلومتراً شمالي بغداد)، والذي نجم عنه تدمير واسع في المعسكر ومخازن السلاح فيه، مع خسائر مادية بممتلكات السكان القريبين من المكان بفعل تساقط صواريخ وقذائف على منازل بقرى مجاورة، تساؤلات أطلقها سياسيون بشأن صمت رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تجاه الجهة التي تسببت بهذا الحادث، وتفجيرات أخرى سبقته، في ظل وجود تلميحات بأنّها كانت نتيجة ضربات جوية من طائرات مسيرة.
وتساءلت عضو البرلمان السابق، سروة عبد الواحد، بشأن تفجير الثلاثاء، قائلة: "هل أخذ من نفذ العملية موافقة الحكومة؟"، مضيفة، في تغريدة على "تويتر"، أنّ "الحكومة ألغت الطيران في الأجواء العراقية، وأنّ أمر الطيران مرتبط برئيس الحكومة مباشرة"، متسائلة بشأن من قام بضرب هذه القاعدة، وهل يُعقل أن تكون الطائرات المسيرة قد أخذت موافقة للضرب.
Twitter Post
|
بدوره، قال عضو البرلمان السابق عن محافظة صلاح الدين، مشعان الجبوري، إن قصف طائرة مسيرة لمستودعات فصيل بـ"الحشد الشعبي"، في منطقة بلد، يثير تساؤلات عما إذا كانت الجهة التي أرسلت الطائرة قد حصلت على موافقة القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الذي سبق أن حصر موافقات الطيران به شخصياً، مضيفاً عبر صفحته على "فيسبوك": "خصوصاً أن المكان الذي تم قصفه يقع إلى جوار قاعدة جوية مخصصة لطائرات إف 16".
Facebook Post |
في السياق، قال عضو بلجنة الأمن والدفاع البرلمانية لـ"العربي الجديد"، إن "نواباً من "تحالف الفتح" (الجناح السياسي لمليشيا "الحشد الشعبي")، وجهوا تساؤلات للجنة وللحكومة بشأن أسباب تفجير معسكر بلد، والتفجيرات التي سبقته، مشيراً الى وجود نية لإثارة هذا الملف بقوة خلال الفصل التشريعي المقبل، بعد أحاديث متكررة عن احتمال وجود أيادٍ صهيونية أو أميركية وراء هذه التفجيرات.
من جهته، دعا عضو البرلمان عن "حركة صادقون" (الجناح السياسي لمليشيا "عصائب أهل الحق") سعد السعدي، الحكومة والبرلمان الى توضيح الحقيقة للشعب بشأن استهداف سلاح "الحشد الشعبي".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن السعدي قوله إن الاستهداف المتكرّر لمقرات ومخازن "الحشد الشعبي" يدلّ على وجود مشروع واضح وحقيقي لاستهداف المنظومة الأمنية والسيادة الوطنية. وتابع: "على رئيس الوزراء والبرلمان العراقي تبيان الحقيقة لأبناء الشعب، والتصدي بحزم للاعتداءات الأميركية والإسرائيلية، وإلا سيكون للحشد والجيش والشعب موقفهم".
وجاء تفجير معسكر "الحشد" في بلد، بعد خمسة أيام على قرار لعبد المهدي، ألغى فيه جميع تصاريح الطيران في الأجواء العراقية والخاصة بالطيران الأجنبي، على خلفية تفجير في مستودع للسلاح والذخيرة يتبع مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، أحد الفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بـ"الحرس الثوري الإيراني"، جنوبي العاصمة بغداد، وسط ترجيحات بأن التفجير كان ناجماً عن قصف جوي.