تعيد حصيلة ضحايا الخميس الدامي في عدن اليمنية، وسقوط نحو 50 قتيلاً وعشرات الجرحى في هجومين استهدفا أمس معسكراً لقوات "الحزام الأمني" التابعة للإمارات ومركزاً للشرطة، تسليط الضوء على حجم المأساة اليمنية التي تزداد تفاقماً ويدفع المدنيون الجزء الأكبر من فاتورتها في ظل استمرار الحرب منذ أكثر من أربعة أعوام، من دون بروز أي مؤشرات على قرب نهايتها، لا سيما في ظل تعنت وتصعيد مختلف الأطراف المشاركة فيها. كما تفتح المجال لتساؤلات عدة حول طبيعة ما حصل أمس، بما في ذلك حول كيفية اختراق الحوثيين أمنياً للمدينة المحررة منذ نحو أربع سنوات، وغياب دفاعات التحالف السعودي-الإماراتي، وذلك بعد توجّه أبوظبي للانسحاب عسكرياً من الساحة اليمنية، ثم فتحها حواراً مع طهران بزيارة وفد منها العاصمة الإيرانية في الأيام الأخيرة. كما أن التصعيد الحوثي في عدن، والذي ترافق مع إعلان الجماعة إطلاق صاروخ بعيد المدى على مدينة الدمام، لأول مرة منذ بدء استهدافها للسعودية، يوجّه رسائل مزدوجة من "أنصار الله"، باتجاه الإمارات والسعودية.
وفي تفاصيل ما جرى أمس، كشفت مصادر محلية وأخرى مقربة من "المجلس الانتقالي الجنوبي" في عدن لـ"العربي الجديد"، أن معسكر "الجلاء" الذي يُعدّ من أبرز معسكرات "الحزام الأمني" في منطقة البريقة بعدن، تعرض لهجوم بينما كان يستضيف عرضاً عسكرياً بمناسبة تخريج دفعتين من القوات الموالية للانفصاليين والمدعومة من أبوظبي، الأولى تعرف بـ"اللواء 11 صاعقة" والثانية من قوات "الحزام الأمني". وكان العرض يجري بحضور قيادات عسكرية ومدنيين من أنصار "المجلس الانتقالي"، قبل أن يحدث الانفجار خلف المنصة الخاصة بالعرض مخلّفاً حفرة تعزز الرواية بوقوعه جراء صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون.
وقُتل في انفجار معسكر "الجلاء"، القيادي البارز في "الحزام الأمني"، والذي يعد أحد أبرز قادة التشكيلات المسلحة الموالية لأبوظبي، العميد منير اليافعي والمعروف بـ"أبو اليمامة"، وهو القيادي الذي برز أكثر من مرة بتصريحات تصعيدية، بما في ذلك البيان الذي ألقاه في يناير/كانون الثاني 2018، وأمهل خلاله الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أسبوعاً واحداً لإقالة حكومة أحمد عبيد بن دغر (رئيس الوزراء السابق)، وهي المهلة التي سبقت تفجّر الوضع عسكرياً في عدن بين القوات الحكومية وبين الموالين لـ"المجلس الانتقالي" الانفصالي، من حلفاء الإمارات. وقال الصحافي ياسر اليافعي، الذي كان يحضر العرض العسكري، على صفحته في موقع "فيسبوك"، إن الانفجار حدث مباشرة بعد نزول أبو اليمامة من المنصة، ما يعزز فرضية تعمد استهدافه على نحو مباشر. وذكر أحد سكان عدن، محمد إسماعيل، لـ"العربي الجديد"، أنهم سمعوا طائرة تحلق في السماء ثم تبعها انفجار في معسكر "الجلاء".
من جهتها، أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المسؤولية عن الهجوم على معسكر "الجلاء"، باستخدام صاروخ باليستي متوسط المدى بالإضافة إلى طائرة مسيرة من دون طيار من طراز "قاصف 2k"، الهجومية. كما قال وزير الإعلام في الحكومة التابعة للحوثيين في صنعاء، ضيف الله الشامي، إنّ هذا الهجوم "نتيجة عملية استخباراتية" واستُخدم فيه "صاروخ من نوع جديد"، "كذلك سلاح الجو المسير ساند العملية بشكل كبير جداً ما أصاب الهدف".
وقبل دقائق من هجوم معسكر "الجلاء"، كانت عدن على موعد مع تفجير انتحاري، إذ فجّر انتحاري يقود سيارة مفخخة نفسه في مركز شرطة مديرية الشيخ عثمان شمال مدينة عدن، مخلفاً ضحايا من الجنود والمدنيين المتواجدين في المكان. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الحادثة. وأدى الهجومان إلى سقوط 49 قتيلاً بينهم نحو 20 من رجال الأمن، إضافة إلى إصابة 48 آخرين، كما نقلت وكالة "فرانس برس" عن المسؤول في وزارة الصحة في الحكومة محمد ربيد.
اقــرأ أيضاً
بالتوازي مع ذلك، أعلن الحوثيون، أمس، إطلاق "صاروخ باليستي متطور بعيد المدى"، على "هدف عسكري" في مدينة الدمام السعودية. وقال المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع، في بيان نشره على صفحته في "فيسبوك"، إن الإطلاق جاء في تجربة جديدة وعملية للقوة الصاروخية اليمنية، مضيفاً أن الاستهداف يأتي ردا على هجمات التحالف وحصاره لليمن. ودعا كل الشركات الأجنبية والمواطنين إلى الابتعاد الكامل عن الأهداف العسكرية والحيوية، كونها أصبحت أهدافا مشروعة.
وسارعت الحكومة اليمنية والسعودية لاتهام إيران بالوقوف وراء الهجومين. وقالت الحكومة اليمنية، في سلسلة تغريدات نشرتها عبر حسابها على "تويتر"، إن الهجومين هدفا إلى "قطع الطريق على كل فرص السلام والاستقرار في اليمن، كوسيلة لتحقيق المخططات الإرهابية التي تتلاقى وتتحرك بدعم من إيران". وتابعت "من خلال العمليتين، يبرز الدور الإيراني المعادي والتدميري في اليمن، من خلال دعمها ورعايتها لمليشيا الحوثي وتزويدها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والأسلحة النوعية". من جهته، كتب السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر في تغريدة "الاستهداف المتزامن من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لأمن واستقرار العاصمة عدن مؤشر قوي لتوحّد أهدافها مع أخواتها الإرهابية داعش وتنظيم القاعدة".
كما قالت مصادر في الشرعية لـ"العربي الجديد" إن ما حصل دليل على تورط جهات خارجية في دعم قدرات الحوثيين وتطويرها سواء عبر الطيران المسيّر أو الصواريخ أو السلاح الآخر، مضيفة "على الجميع توحيد الصف، شرعية وتحالفاً وأطرافاً جنوبية، لمواجهة الحوثيين والإسراع في الحسم العسكري".
وتعليقاً على ما حصل، قال وزير جنوبي يتولى وزارة مهمة، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن مقتل أبو اليمامة وفي الوقت نفسه مهاجمة شرطة الشيخ عثمان، "رسالة واضحة من الحوثيين ومن معهم، لنا جميعاً، سواء كنا في السلطة أو في المعارضة، وفي المجلس الانتقالي أو غيره، أن الحوثيين يستغلون الانقسام الحاصل في الجنوب وباقي المناطق المحررة"، مشدداً على ضرورة "تقارب الجنوبيين بدل الانشقاقات، وإلا فإننا سنظل مستهدفين". وأضاف: "من يعتقد أن الهدف طرف معين كالشرعية مثلاً، مخطئ، فأبو اليمامة أدى دوراً كبيراً في تحسين الوضع الأمني في الجنوب، واستهدافه هو استهداف لأجهزة الأمن التي تقاوم المليشيات الحوثية وخلاياها، وهي محاولة حوثية لاستهداف خطوات الجنوبيين في تعزيز جبهات الشمال وإفشال محاولة الحوثيين التقدّم نحو الجنوب وباقي المناطق المحررة، بعد الانتصارات المحققة على الحوثيين في تعز والضالع وصولاً إلى عمق إب فضلاً عن محافظة البيضاء والساحل الغربي".
كما قال مصدر في الرئاسة اليمنية لـ"العربي الجديد" إن مقتل أبو اليمامة خسارة كبيرة وفاجعة لا يمكن السكوت عنها، وهذا الاستهداف هو لواحد ممن قادوا المقاومة ضد المليشيات الحوثية منذ اليوم الأول وكان في مقدمة الصفوف. وأضاف أن "مثل هذه الاستهدافات التي تطاول القيادات وفي المناطق الآمنة والآهلة بالسكان، هي جرائم حرب تقوم بها المليشيات، وتؤثر على مساعي الأمم المتحدة لتوفير الأجواء المناسبة للحوار، كما أن سُبل السلام تقل يوماً عن يوم كلما بالغت المليشيات في استهداف الخطوط الحمراء".
وأثارت تفجيرات عدن وما تخللها من تصفية لقيادي مهم في القوات المدعومة من الإمارات، عاصفة من التساؤلات، إذ إن الحوثيين أُجبروا على مغادرة عدن منذ أكثر من أربعة أعوام، ومع ذلك، تجنّبت الجماعة توجيه صواريخها الباليستية باتجاه المدينة، على الرغم من قدرتها على استهدافها بالمقارنة مع وصول الصواريخ إلى مدن سعودية بعيدة.
وعلى الرغم من إعلان التحالف السعودي الإماراتي في فترات سابقة، عن اعتراض طائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون باتجاه عدن، تعد المرة الأولى التي يسقط فيها صاروخ باليستي داخل أحد أهم المعسكرات المعروفة في المدينة. والأهم من ذلك، أن القصف جاء بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، وصولاً إلى نجاحه بالوصول إلى الهدف وقتل قيادي بارز.
وفي السياق، يقفز على رأس التساؤلات الخاصة بالخميس الدامي في عدن، غياب الدفاعات الجوية للتحالف السعودي-الإماراتي، إذ إن الأخير وبقيادته الإماراتية في عدن، يمتلك منظومة دفاع جوي أميركية الصنع (باتريوت)، وخصوصاً في مدينة البريقة، التي يقع فيها مقر قيادة التحالف وفيها استهدف الحوثيون "معسكر الجلاء"، الأمر الذي يمكن تفسيره من أكثر من زاوية، بما فيها أن الحوثيين وجّهوا رسالة عملية إلى التحالف في عدن، بقصف أحد المعسكرات القريبة جداً من قاعدته، بالتأكيد أنهم قادرون على فعل ذلك، من دون أي اعتراض.
ومن زاوية أخرى، فتح غياب وجود أي فعل للدفاعات الجوية التابعة للتحالف، الباب أمام التكهنات، التي مفادها أن وراء الحادثة أمراً ما، وأنها قد لا تكون بعيدة عن تصفيات لشخصيات، تحوّلت من حليف إلى هدف بالنسبة للإماراتيين، كأحد الاحتمالات الممكنة ولو بنسبة ضعيفة، مقارنة بغيرها من التفسيرات التي تشير بمجملها إلى أن الحوثيين حققوا اختراقاً نوعياً بقصف أحد أهم المقرات العسكرية والأمنية التابعة لقوات مدعومة من الإمارات.
وكان لافتاً، أن يترافق أعنف هجوم للحوثيين على أهداف عسكرية داخل عدن، مرتبطة بأبوظبي، مع بدء الأخيرة في الفترة الأخيرة حواراً مباشراً مع إيران، للمرة الأولى منذ العام 2013، من خلال إرسال وفد أمني من قوات خفر السواحل إلى طهران، وهو التطور الذي بدا منعطفاً مهماً في العلاقات بين البلدين، مثلما أنه يلقي بظلاله على التحالف بين الإمارات والسعودية.
وفي تفاصيل ما جرى أمس، كشفت مصادر محلية وأخرى مقربة من "المجلس الانتقالي الجنوبي" في عدن لـ"العربي الجديد"، أن معسكر "الجلاء" الذي يُعدّ من أبرز معسكرات "الحزام الأمني" في منطقة البريقة بعدن، تعرض لهجوم بينما كان يستضيف عرضاً عسكرياً بمناسبة تخريج دفعتين من القوات الموالية للانفصاليين والمدعومة من أبوظبي، الأولى تعرف بـ"اللواء 11 صاعقة" والثانية من قوات "الحزام الأمني". وكان العرض يجري بحضور قيادات عسكرية ومدنيين من أنصار "المجلس الانتقالي"، قبل أن يحدث الانفجار خلف المنصة الخاصة بالعرض مخلّفاً حفرة تعزز الرواية بوقوعه جراء صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون.
من جهتها، أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المسؤولية عن الهجوم على معسكر "الجلاء"، باستخدام صاروخ باليستي متوسط المدى بالإضافة إلى طائرة مسيرة من دون طيار من طراز "قاصف 2k"، الهجومية. كما قال وزير الإعلام في الحكومة التابعة للحوثيين في صنعاء، ضيف الله الشامي، إنّ هذا الهجوم "نتيجة عملية استخباراتية" واستُخدم فيه "صاروخ من نوع جديد"، "كذلك سلاح الجو المسير ساند العملية بشكل كبير جداً ما أصاب الهدف".
وقبل دقائق من هجوم معسكر "الجلاء"، كانت عدن على موعد مع تفجير انتحاري، إذ فجّر انتحاري يقود سيارة مفخخة نفسه في مركز شرطة مديرية الشيخ عثمان شمال مدينة عدن، مخلفاً ضحايا من الجنود والمدنيين المتواجدين في المكان. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الحادثة. وأدى الهجومان إلى سقوط 49 قتيلاً بينهم نحو 20 من رجال الأمن، إضافة إلى إصابة 48 آخرين، كما نقلت وكالة "فرانس برس" عن المسؤول في وزارة الصحة في الحكومة محمد ربيد.
بالتوازي مع ذلك، أعلن الحوثيون، أمس، إطلاق "صاروخ باليستي متطور بعيد المدى"، على "هدف عسكري" في مدينة الدمام السعودية. وقال المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع، في بيان نشره على صفحته في "فيسبوك"، إن الإطلاق جاء في تجربة جديدة وعملية للقوة الصاروخية اليمنية، مضيفاً أن الاستهداف يأتي ردا على هجمات التحالف وحصاره لليمن. ودعا كل الشركات الأجنبية والمواطنين إلى الابتعاد الكامل عن الأهداف العسكرية والحيوية، كونها أصبحت أهدافا مشروعة.
كما قالت مصادر في الشرعية لـ"العربي الجديد" إن ما حصل دليل على تورط جهات خارجية في دعم قدرات الحوثيين وتطويرها سواء عبر الطيران المسيّر أو الصواريخ أو السلاح الآخر، مضيفة "على الجميع توحيد الصف، شرعية وتحالفاً وأطرافاً جنوبية، لمواجهة الحوثيين والإسراع في الحسم العسكري".
وتعليقاً على ما حصل، قال وزير جنوبي يتولى وزارة مهمة، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن مقتل أبو اليمامة وفي الوقت نفسه مهاجمة شرطة الشيخ عثمان، "رسالة واضحة من الحوثيين ومن معهم، لنا جميعاً، سواء كنا في السلطة أو في المعارضة، وفي المجلس الانتقالي أو غيره، أن الحوثيين يستغلون الانقسام الحاصل في الجنوب وباقي المناطق المحررة"، مشدداً على ضرورة "تقارب الجنوبيين بدل الانشقاقات، وإلا فإننا سنظل مستهدفين". وأضاف: "من يعتقد أن الهدف طرف معين كالشرعية مثلاً، مخطئ، فأبو اليمامة أدى دوراً كبيراً في تحسين الوضع الأمني في الجنوب، واستهدافه هو استهداف لأجهزة الأمن التي تقاوم المليشيات الحوثية وخلاياها، وهي محاولة حوثية لاستهداف خطوات الجنوبيين في تعزيز جبهات الشمال وإفشال محاولة الحوثيين التقدّم نحو الجنوب وباقي المناطق المحررة، بعد الانتصارات المحققة على الحوثيين في تعز والضالع وصولاً إلى عمق إب فضلاً عن محافظة البيضاء والساحل الغربي".
كما قال مصدر في الرئاسة اليمنية لـ"العربي الجديد" إن مقتل أبو اليمامة خسارة كبيرة وفاجعة لا يمكن السكوت عنها، وهذا الاستهداف هو لواحد ممن قادوا المقاومة ضد المليشيات الحوثية منذ اليوم الأول وكان في مقدمة الصفوف. وأضاف أن "مثل هذه الاستهدافات التي تطاول القيادات وفي المناطق الآمنة والآهلة بالسكان، هي جرائم حرب تقوم بها المليشيات، وتؤثر على مساعي الأمم المتحدة لتوفير الأجواء المناسبة للحوار، كما أن سُبل السلام تقل يوماً عن يوم كلما بالغت المليشيات في استهداف الخطوط الحمراء".
وأثارت تفجيرات عدن وما تخللها من تصفية لقيادي مهم في القوات المدعومة من الإمارات، عاصفة من التساؤلات، إذ إن الحوثيين أُجبروا على مغادرة عدن منذ أكثر من أربعة أعوام، ومع ذلك، تجنّبت الجماعة توجيه صواريخها الباليستية باتجاه المدينة، على الرغم من قدرتها على استهدافها بالمقارنة مع وصول الصواريخ إلى مدن سعودية بعيدة.
وعلى الرغم من إعلان التحالف السعودي الإماراتي في فترات سابقة، عن اعتراض طائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون باتجاه عدن، تعد المرة الأولى التي يسقط فيها صاروخ باليستي داخل أحد أهم المعسكرات المعروفة في المدينة. والأهم من ذلك، أن القصف جاء بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، وصولاً إلى نجاحه بالوصول إلى الهدف وقتل قيادي بارز.
ومن زاوية أخرى، فتح غياب وجود أي فعل للدفاعات الجوية التابعة للتحالف، الباب أمام التكهنات، التي مفادها أن وراء الحادثة أمراً ما، وأنها قد لا تكون بعيدة عن تصفيات لشخصيات، تحوّلت من حليف إلى هدف بالنسبة للإماراتيين، كأحد الاحتمالات الممكنة ولو بنسبة ضعيفة، مقارنة بغيرها من التفسيرات التي تشير بمجملها إلى أن الحوثيين حققوا اختراقاً نوعياً بقصف أحد أهم المقرات العسكرية والأمنية التابعة لقوات مدعومة من الإمارات.
وكان لافتاً، أن يترافق أعنف هجوم للحوثيين على أهداف عسكرية داخل عدن، مرتبطة بأبوظبي، مع بدء الأخيرة في الفترة الأخيرة حواراً مباشراً مع إيران، للمرة الأولى منذ العام 2013، من خلال إرسال وفد أمني من قوات خفر السواحل إلى طهران، وهو التطور الذي بدا منعطفاً مهماً في العلاقات بين البلدين، مثلما أنه يلقي بظلاله على التحالف بين الإمارات والسعودية.