وجال نتنياهو برفقة رئيس المستوطنة في أنحاء الأراضي المحيطة بها، حيث قام بقص شريط وتدشين متنزه للمشاة حولها، يطل على جبل خورودوس الروماني الذي قام الاحتلال بمصادرته وتحويله إلى "حديقة قومية". وكرر نتنياهو خلال الجولة تصريحات سابقة له بأنه لن يتم "اقتلاع" أي مستوطنة إسرائيلية.
في المقابل، أقر الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال، بتسليئيل سموطريتش، في منشور له على "فيسبوك"، بأن قرار الكابينت الأمني والسياسي الإسرائيلي أمس بشأن إقرار بناء 715 وحدة سكنية، مع ما سبق الكشف عنه بالمصادقة على إقامة 6 آلاف وحدة سكنية في المستوطنات الإسرائيلية، في المنطقة "سي"، يشكل "تحولاً مهماً يحول دون تحقيق الحلم العربي بإقامة دولة إرهاب".
وأضاف سموطريتش، الذي يطالب منذ ولاية الحكومة السابقة بإعلان ضم المنطقة "سي" لإسرائيل رسمياً، وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة عليها، أضاف أن "هذه هي المرة الأولى التي تضع فيها دولة إسرائيل خطة استراتيجية لمنع إقامة الدولة الفلسطينية في قلب البلاد".
وردد سموطريتش في منشوره ادعاءات المستوطنين بأن "كل من يتجول في الميدان في السنوات الأخيرة، يرى بعيون الحسرة الاحتلال الزاحف للعرب مقابل تقريباً صفر من الجهد والعمل من قبل الإدارة المدنية (الذراع التنفيذي للاحتلال في الضفة الغربية المحتلة)، مقابل مطاردتها لكل بيت متنقل أو بيت صفيح من حركة الاستيطان الإسرائيلية. للمرة الأولى تقوم دولة بوضع رزمة من الأدوات التي تمكن فرضا حقيقيا للقوة المستخدمة لإحباط خطط السيطرة الفلسطينية".
وبالإضافة لسموطريتش، فقد أقر وزير التعاون الإقليمي في حكومة نتنياهو، تساحي هنغبي، المسؤول عموماً أيضاً عن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، بأن قرار الكابينت السياسي والأمني الإسرائيلي يأتي لخدمة المصالح الأمنية والاستراتيجية لحكومة إسرائيل، وإبقاء السيطرة على أراضي المنطقة سي بقبضة إسرائيل.
ولم ينف هنغبي أن قرار إقرار بناء 715 وحدة سكنية فلسطينية يمكن دولة الاحتلال من مواصلة سياسة الهدم في الضفة الغربية.
وقد أشارت صحف إسرائيلية إلى أن القرار الذي اتخذه الكابينت الإسرائيلي، مساء أمس، يتزامن مع وصول المبعوث الأميركي جاريد كوشنر، اليوم، إلى إسرائيل، كمحطة أولى في جولة له في المنطقة يجري خلالها محادثات في كل من الأردن ومصر والسعودية.
من جهتها، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، في هذا السياق، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم الدعوة لمؤتمر سلام في منتجع كامب ديفد تشارك فيه الدول العربية، مثل الأردن ومصر والسعودية والإمارات، مع تغيب إسرائيل عن هذا المؤتمر. ووفقاً للصحيفة، فإن الخطوة تهدف من قبل ترامب، إلى مساعدة نتنياهو خلال المعركة الانتخابية في إسرائيل، وتصويره كزعيم سياسي مقبول، ويخطب زعماء عرب وده.