كشفت صحيفة "خبر تورك"، اليوم الخميس، بعضاً من تفاصيل الهجوم على الدبلوماسي التركي، وسط أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، أمس، والذي أسفرت عن مقتله إلى جانب مواطنين عراقيين، ومنها تعقب المهاجمين لسيارة الدبلوماسي التركي عن كثب حتى وصوله إلى المطعم الذي كان مسرح الهجوم.
وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادر تركية وكردية، إلى أن "المطعم يبعد قرابة 1.5 كيلومتر من القنصلية فقط، وأن سيارة المهاجمين بدأت بتعقب موكب الدبلوماسي التركي إلى حين وصوله للمطعم"، مبينةً أنّ "المنطقة التي تتواجد فيها القنصلية والمطعم هي منطقة محمية بشكل كبير لتواجد 1600 شركة كبيرة محلية وأجنبية، ومنطقة لإقامة عوائل كبار الموظفين والدبلوماسيين وكل نقطة فيها تخضع للمراقبة".
وبحسب الصحيفة، فإن المهاجمين وهم ثلاثة وصلوا عبر سيارتهم إلى المطعم بعد 5 دقائق فقط من وصول الدبلوماسي ومرافقيه، لافتة إلى أن موقف سيارات المطعم يتسع لـ30 مركبة، لم يكن يتواجد فيها سوى 17 مركبة وقت الهجوم.
وتابعت "بعد ذلك وضع المهاجمون سيارتهم في الموقف، وبعد حديث قصير بين الدبلوماسي وأحد ضحايا الهجوم، تم طلب الطعام، وبعدها وقع الهجوم مع دخول مهاجمين من باب المطعم".
ومضت بالقول "نظر المهاجمون لمدة دقيقة باتجاه الدبلوماسي التركي، ليتوجهوا بعدها إلى طاولته مباشرة، بأسلحة كاتمة للصوت، ثم أطلقوا الرصاص على الدبلوماسي ومرافقيه".
وأكدت أن التدقيق مستمر بكاميرات المراقبة في المطعم وما حوله.
وأظهرت، كاميرات المراقبة دخول المهاجمين من باب موقف السيارات وليس من الشارع الرئيسي، وأن أحد المهاجمين وأثناء هروبه أصيب من خلال استهدافه من قبل عنصر حماية أحد المسؤولين الذين تواجدوا في المطعم لتناول الطعام، وأنه ركب السيارة وهو مصاب.
وكشفت الصحيفة أن التحقيق يركز على لوحة إحدى السيارات التي أقلت المهاجمين، مشيرة إلى اعتقال 3 أشخاص يشتبه بارتباطهم بالهجوم، يتم التحقيق معهم.
تدريب عالٍ
من جهة ثانية، نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أنّ منفذي الهجوم يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم "قوات الحماية الذاتية" الكردية التي أعلنت عن تشكيلها، أخيراً؛ وهو تنظيم موازٍ لقوات "صقور كردستان الحرة" في تركيا، وهي تنظيمات مرتبطة بحزب "العمال الكردستاني"، وقد يكون من أهدافها استهداف المصالح التركية الدبلوماسية، نتيجة التقارب التركي مع إقليم شمال العراق والحكومة العراقية، ونجاح عمليات "المخلب" في القضاء على قيادات كردية.
وفي الإطار ذاته، نقلت الصحيفة عن خبراء أمنيين وصفهم المهاجمين بأنهم "على درجة عالية من التدريب"، من خلال الهجوم والتنفيذ باستخدام مسدسات كاتمة للصوت، والانسحاب، ما يدل على تلقيهم تدريبات عالية المستوى من قبل قوات خاصة تابعة لأجهزة استخبارات محترفة، على المستويين البدني والنفسي.
وقُتل دبلوماسي تركي، أمس الأربعاء، ومواطنون عراقيون، في هجوم مسلّح استهدف مطعماً في منطقة عين كاوه وسط أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، فيما توعدت أنقرة، التي تمتلك قواعد عسكرية بشمال العراق، بـ"الرّد المناسب" على هذا الاعتداء، الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه بعد.