تبريرات حفتر لخسارة غريان... هل تُفقده حلفاءه؟

01 يوليو 2019
لقيت تبريرات حفتر سخطاً بأوساط داعميه بالشرق (Getty)
+ الخط -
بعد خسارته لمدينة غريان الاستراتيجية بالنسبة لمعركته في طرابلس، حاول اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقادة قواته، تبرير هذه النكسة، مستخدمين حججاً وخطاباً مختلفاً في أكثر من مرة، لجهة تهدئة الأمور التي تشهد توتراً في شرق ليبيا.

وفي أول خطابات قادة حفتر بعد الانتكاسة، برر المتحدث باسم القيادة العامة، أحمد المسماري، والمتحدث باسم إدارة التوجيه المعنوي، خالد المحجوب، خسارة غريان، بتعرض قوات حفتر لـ"خيانة" من داخل المدينة، من دون أن يحددا الجهة التي كانت توالي حفتر وخانته في ما بعد، ولا الأسباب التي دعت تلك الجهة إلى التخلي عنه.

ولم يبد هذا التبرير مقبولاً، ولقي سخطاً في أوساط داعمي حفتر في شرق ليبيا، عكسته عشرات التدوينات لنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع قادة حفتر لتهدئة الوضع من خلال اتهام قوات حكومة "الوفاق" بتصفية عشرات الجرحى في مستشفى غريان.

لكنّ وزارة الصّحة في حكومة "الوفاق" أكدت، في بيان أصدرته ليل أمس الأحد، أن الجثث التي سلّمها "الهلال الأحمر الليبي" لقادة قوات حفتر في بنغازي، هي جثث لجنود اللواء المتقاعد كانت مكدسة في ثلاجات الموتى، فيما يبدو أن قادة حفتر كانوا يحاولون عدم إبلاغ أهاليهم بمقتلهم خشية بروز أي معارضة في صفوفهم.

وفي تصعيد جديد للتعمية عن حقيقة ومجريات خسارة غريان، خاصة بالنسبة للرأي العام الليبي، اتهمت قيادة حفتر تركيا بالانخراط في معركة المدينة ضدها، وذهبت إلى حد التلميح أن أنقرة تورطت في قتل العشرات من المقاتلين بواسطة طائرات، قال المسماري إن "عددها ثمانية وساعدت على اقتحام المدينة". وحملت تصريحات المسماري والمحجوب شعارات مثل "الاحتلال" و"الغزو التركي" و"انتهاك السيادة الوطنية"، ليصل حد التهديد إلى صدور أوامر بقصف أي سفينة تركية تدخل المياه الإقليمية الليبية، في محاولة لإيهام الرأي العام بأن جيش حفتر لا يزال قادراً على السيطرة وحسم المعركة.

لكن يبدو أن محاولات حفتر لم تنجح في إقناع شركائه الدوليين، ومن بينهم روسيا، وكذلك فرنسا التي غيرت وسائل إعلامها بسرعة توصيف مليشيات حفتر من "الجيش الوطني" إلى "قوات حفتر" في تقاريرها وتغطياتها منذ يوم السبت الماضي، في إشارة قد تعكس تغيراً قريباً في سياسات هذه الدول في التعاطي مع مشروع حفتر العسكري.

في هذه الأثناء، قالت مصادر مقربة من حكومة "الوفاق"، لـ"العربي الجديد"، إن مساعيَ اجتماعية تقودها شخصيات ليبية فاعلة تجري من أجل إقناع مناطق بغرب ليبيا عقد حفتر صفقات معها، لتتخلى عنه.


وأوضحت المصادر أن "مفاوضات تجري في صرمان وصبراتة والأصابعة ومدن أخرى غير مباشرة مع ترهونة، من أجل تخليها عنه"، مشيرة الى أن قادة قوات حكومة "الوفاق" يملكون خططاً بديلة، كالاتفاق مع مجموعات مسلحة من داخل هذه المناطق، أسوة بما حدث في غريان، لقلب الأوضاع.

وأرجعت المصادر هدوء الوضاع العسكري نسبياً في جنوب طرابلس الى وجود مفاوضات لانسحاب تلك القوات تغني عن استمرار القتال، مؤكدة أن "مشروع حفتر في الغرب الليبي انتهى".

إلى ذلك، تجري الهيئة البرقاوية، المكونة من أعيان ونشطاء من النازحين من شرق ليبيا الرافضين لمشروع حفتر العسكري، اتصالات مع مكونات قبلية واجتماعية، من أجل تشكيل تيار سياسي، ليكون مشاركاً في أي عملية تفاوض سياسي جديدة، لكسر احتكار حفتر وحلفائه للمشهد في شرق ليبيا.

وكانت الهيئة قد رحبت الخميس الماضي بتحرير غريان، مطالبة زعماء قبائل الشرق بسحب أبنائهم من الحرب التي وصفتها بـ"الخاسرة"، ومؤكدة استعدادها للمبادرة والتدخل من أجل المساهمة في عودة هذه القبائل والمناطق إلى نسيجها الاجتماعي الليبي حتى يتحقق السلم الأهلي في كامل البلاد.​

المساهمون