أجهشت النائبة الأميركية من أصل فلسطيني رشيدة طليب بالبكاء خلال إطلاعها الكونغرس، الثلاثاء، على تهديدات بالقتل تلقاها مكتبها، منذ دخولها مجلس النواب.
وغصّت النائبة عن ولاية ميشيغان، بينما كانت تقرأ مقتطفات من إحدى الرسائل التي وصلتها، وتشيد بـمجزرة المسجدين في نيوزيلندا، وتتمنى وقوع اعتداء مماثل في الولايات المتحدة.
ومما ورد في الرسالة التي وصلت إلى طليب وقرأتها بصوت مختنق، تعليقاً على مجزرة نيوزيلندا "هذه بداية رائعة. دعونا نأمل ونصلي من أجل أن تتواصل هنا في الولايات المتحدة الأميركية القديمة الجيدة. المسلم الوحيد الصالح سيموت".
وأطلعت طليب الكونغرس على التهديدات التي تقلتها، وسط دعوات من زملائها الديمقراطيين للتركيز على مكافحة تفوق البيض، والإرهاب المحلي المحتمل.
وعقد الكونغرس، الثلاثاء، جلسة استماع للجنة الفرعية للحقوق والحريات المدنية بعنوان "مواجهة التفوق الأبيض: كفاءة الاستجابة الفيدرالية"، بحضور مسؤولين من مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، ووزارة الأمن الداخلي.
وتساءلت طليب بعد قراءة نماذج من التهديدات "كيف لا يكون ذلك كافياً، لاعتباره مدرجاً تحت الإرهاب الداخلي، إذا كان الاستهداف مبنياً فقط على إيماني وإيمان الآخرين، في قولهم (المسلم الصالح سيموت) وموجهاً بشكل واضح إليّ؟".
وسجّل التاريخ اسم طليب في عام 2018، كأول عضو في الكونغرس الأميركي من أصل فلسطيني. وتُعتبر مع النائبة إلهان عمر (عن ولاية مينيسوتا)، أول امرأتين مسلمتين تم انتخابهما في الكونغرس.
وأوضحت طليب أنّها أرسلت نسخاً من رسائل التهديدات التي تلقاها مكتبها إلى الرئيس دونالد ترامب، ووزارة العدل الأميركية ووزارة الأمن الداخلي، ساخرة من عدم تحرّك هذه الجهات حيال مرسلي التهديدات بالقول "ماذا سيحدث؟ ماذا سيحدث لهؤلاء الأفراد؟ أسأل بصدق. أنا أم. أريد أن أعود إلى منزلي وأولادي".
Twitter Post
|
وخلال جلسة الاستماع، أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنّه يأخذ التهديدات المدرجة في إطار الإرهاب المحلي وجرائم الكراهية "على محمل الجد"، وتعهد بمواصلة التحقيق في هذه الحوادث، وفقاً لنسخة من شهادة المكتب نشرت إلكترونياً.
ويجهد النواب الديمقراطيون للتركيز على طريقة تعامل إدارة ترامب مع التهديدات المتطرفة المحلية، حيث سجّل "إف بي آي" ارتفاعاً بنسبة تراوحت بين 30 إلى 40%، في مثل هذه الحالات منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفقاً لمحطة "إيه بي سي نيوز" الأميركية.
يُذكر أنّ النائبة إلهان عمر قالت بدورها سابقاً إنّها واجهت تهديدات متزايدة بالقتل منذ نشر الرئيس ترامب نفسه، في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، فيديو مرفقاً بتغريدة على "تويتر"، ربط فيه بين تصريحات لعمر، اعتبرها تُهوّن فيها من اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية، ولقطات من تفجير مركز التجارة العالمي في مانهاتن في نيويورك، والذي استهدف بتلك الهجمات.
وقالت عمر في بيان، حينها، إنّ "هذا أمر يعرض حياة الناس للخطر. يجب أن يتوقف"، متهمةً ترامب بإثارة التطرف اليميني.
وجاء بيان عمر عقب إعلان رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أنّها اتخذت خطوات لضمان سلامة النائبة، ودعت ترامب لحذف الفيديو. وبعد تصريح بيلوسي، لم يعد الفيديو مثبتاً في الجزء العلوي من حساب ترامب على "تويتر"، لكنه لم يحذف.
ودافعت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، عن ترامب قائلة إنّ الرئيس الأميركي لا يحاول التحريض على العنف ضد عمر، بل يسلط الضوء على ما قال منتقدو النائبة الديمقراطية إنّه تاريخها من التصريحات المعادية للسامية وغيرها من التصريحات، حسب قولها.
وأعرب ناشطون أميركيون عن تضامنهم مع عمر، وانتشر وسم "#IStandWithIlhan" بكثافة في الولايات المتحدة والعالم، حيث نشر المغرّدون تعليقاتٍ تدقّ ناقوس الخطر حول عنصريّة ترامب، وآثار ذلك على الانقسام الداخلي واحتمال تأجيجه.