ترامب يتجاهل أسئلة حول خاشقجي خلال لقاء "صديقه" بن سلمان

29 يونيو 2019
ترامب تجاهل الأسئلة حول مقتل خاشقجي (بريندان سميلوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -
تجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، خلال لقاء مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، أسئلة حول اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، واصفاً الأمير السعودي بأنّه "صديق".

وقال ترامب لبن سلمان "لقد قمتَ بعمل رائع"، وذلك خلال اجتماع بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان، بحسب ما أوردت "فرانس برس".

وشدد ترامب على التغييرات الجارية في السعودية "وبالخصوص ما قمتَ به من أجل النساء"، بحسب ما قال الرئيس الأميركي موجهاً كلامه إلى بن سلمان، من دون أن يأتي على ذكر ناشطات معتقلات في المملكة.

وألقت السلطات السعودية القبض على عدد من الناشطات النسويات، قبل أسابيع من رفع الحظر على قيادة النساء للسيارات في المملكة، في يونيو/حزيران من العام الماضي، متّهمة إياهن بإقامة علاقات مع وكالات استخبارات أجنبيّة، في حين وصفتهنّ وسائل إعلام شبه رسمية بأنهن خائنات و"عميلات للسفارات".

واعتقلت السلطات السعودية نحو 200 شخص بارز، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، ضمن حملة اعتقالات "ريتز كارلتون" الجماعية الشهيرة، والتي أطلقها بن سلمان، وسبقتها حملة اعتقالات، في سبتمبر/أيلول 2017، شملت عدداً من العلماء والكتاب.

وقال ترامب لبن سلمان، بحسب ما أوردته "رويترز"، "شرف لي أن أكون مع ولي عهد السعودية، وهو صديق لي، ورجل فعل بشكل حقيقي أشياء خلال السنوات الخمس الماضية، فيما يتعلق بانفتاح السعودية".

وعند سؤاله مراراً عما إذا كان يعتزم مناقشة اغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، قام ترامب بتجاهل الأسئلة.


وكانت مقررة لدى الأمم المتحدة قد أكدت، في وقت سابق، في تقرير أنّ هناك أدلة كافية تربط ولي عهد السعودية بقتل خاشقجي، مطالبة بتجميد الأصول الشخصية للأمير في الخارج.

والتقرير أصدرته المقررة المستقلة للأمم المتحدة المعنية بالإعدامات التعسفية والقتل خارج نطاق القانون، أنييس كالامارد، بعد تحقيق استمر ستة أشهر. ودعت كالامارد الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريس، إلى فتح تحقيق جنائي رسمي في القضية.

وكالامارد خبيرة مستقلة ولا تتحدث نيابة عن الأمم المتحدة.

وتعليقاً على التقرير، زعم عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، أنّه يتضمن "تناقضات واضحة وادعاءات لا أساس لها تطعن في مصداقيته".

كما توصلت وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، إلى أنّ بن سلمان أمر بقتل خاشقجي.

من جهة أخرى، قال ترامب إنّه يقدر مشتريات السعودية من المعدات العسكرية الأميركية.

وواجهت خطة ترامب لزيادة المبيعات الدفاعية للسعودية، عقبات في الكونغرس، حيث يشعر الديمقراطيون وبعض من أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، باستياء من انتهاكات الرياض لحقوق الإنسان؛ بما في ذلك قتل خاشقجي العام الماضي.

وصوّت مجلس الشيوخ، هذا الشهر، لوقف بيع معدات عسكرية بمليارات الدولارات للسعودية، ودولة الإمارات العربية، ودول أخرى، رافضاً قرار ترامب بتحاشي مراجعة الكونغرس لمثل هذه الصفقات من خلال إعلان حالة الطوارئ بشأن إيران.

ووعد ترامب باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد إجراء مجلس الشيوخ.

وقال ترامب إنّ مشتريات السعودية لمعدات دفاعية دعمت ما لا يقل عن مليون وظيفة في الولايات المتحدة، وبرأ ساحة السعودية على ما يبدو من أي أعمال "إرهابية" وقعت في الماضي.

وقال ترامب، أثناء جلوسه بجوار ولي العهد السعودي "كانت هناك تساؤلات منذ فترة طويلة بشأن ما إذا كانت السعودية ودول أخرى ترعى الإرهاب. أنت أنهيت ذلك تماماً، وأنا أقدر فعلاً ذلك ويقدر العالم ذلك بشكل حقيقي".


ترامب يبرر: "لم أسمعه"

وفي وقت لاحق اليوم السبت، برر ترامب، خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام القمة، تجاهله السؤال بشأن مقتل خاشقجي، بالقول "لم أسمعه".

وقال ترامب: "لا أخشى إهانة أحد، ولم أتجاهل السؤال بشأن مقتل خاشقجي في وجود ولي العهد السعودي، بل لم أسمعه".

وأكد ترامب أنّه يشعر بـ"غضب شديد" جرّاء مقتل خاشقجي، لكنه شدد على أن أحداً لم "يشر بإصبع الاتهام" باتجاه بن سلمان.

وقال ترامب "أشعر بغضب وحزن شديدين" حيال قتل الصحافي السعودي. لكن لدى سؤاله بشأن إن كان تحدث عن القضية خلال اجتماعه مع ولي العهد السعودي، أكد على أن "أحداً لم يشر مباشرة بإصبع الاتهام" إلى بن سلمان.

وتابع "لقد تعاملوا (السعوديون) مع الأمر بكل جدية"، مشيراً إلى المحاكمة التي تجريها السلطات السعودية للمشتبه بهم، والتي اُنتقدت بسبب سريتها وإجرائها خلف أبواب مغلقة حتى دون الكشف عن أسماء المشتبه بهم بوضوح.

ووصف ترامب قتل خاشقجي بأنّه "كان فظيعاً"، وقال: "لستُ مرتاحاً للكثير بقضية خاشقجي وسمعت أنّ هناك 13 شخصاً يحاكمون بالقضية وعددهم سيرتفع".

وأكد ترامب عن السعوديين "إنهم حلفاء رائعون"، مشدداً في الوقت عينه على أنّه لم يكن "لطيفاً" معهم عندما بحث قضية رفع أسعار النفط.

ورداً على سؤال بشأن تقييم "سي آي إيه" بأن بن سلمان أمر بقتل خاشقجي، قال ترامب: "لا أعلق على تقارير وكالات الاستخبارات".

بدائل للتعامل مع إيران

وشدد الرئيس الأميركي، على أنّ بلاده لا يمكن أن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، كاشفاً أنّ لدى واشنطن بدائل للتعامل مع طهران، غير الضربات العسكرية، من دون مزيد من التفاصيل.

ورداً على سؤال عن التوتر مع إيران، قال ترامب: "فرنسا تقوم بمشاورات وأنا رحبت بذلك".

من جهة أخرى، تطرق ترامب إلى خطة إدارته لتصفية القضية الفلسطينية، وقال إذا لم تتم "صفقة القرن" فلن يحصل أي اتفاق مع الفلسطينيين.

وأقرّ بأنّ الانتخابات الإسرائيلية وإعادتها المقررة في 17 سبتمبر/ أيلول المقبل، أخّرت "صفقة القرن"، قائلاً إنّ "هناك فرصة لكنها ليست جيدة لعقدها.

ووصف ترامب مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش القمة، بأنّها كانت "رائعة"، مرجحاً رفع التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وروسيا.

ورداً على سؤال حول التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية 2016، قال ترامب: "روسيا... روسيا... روسيا هذا أمر فظيع! لم أفز بفضل روسيا بل فزت بجهدي وذكائي، في حملة انتخابية صعبة".

وأضاف أنّ المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي روبرت مولر "لم يحبني، لكنه قال إنني لم أعرقل عمل القضاء وهذا جيد".

وتطرق ترامب إلى الأوضاع في فنزويلا، قائلاً "الوضع كارثي هناك بسبب النظام الاشتراكي"، مكتفياً بالقول "لدينا خيارات في جعبتنا بخصوص فنزويلا، وسنرى ماذا سيحدث".