هدوء نسبي في محاور القتال جنوبي طرابلس

08 مايو 2019
قوات "الوفاق" تواصل صد قوات حفتر (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

تشهد أغلب محاور القتال جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، هدوءاً نسبياً، بعد معارك طاحنة شهدها محور طريق الخلاطات ومعسكر اليرموك، حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقوات حكومة "الوفاق".

وأكد محمد قنونو المتحدث الرسمي باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق"، لــ"العربي الجديد"، أنّ هذه القوات "صدّت هجوماً، مساء الثلاثاء، حاولت من خلاله قوات حفتر التقدم باتجاه منطقة شارع الخلاطات ومعاودة السيطرة على معسكر اليرموك".

وقال قنونو، اليوم الأربعاء، إنّ "اشتباكات متقطعة تدور حالياً في وادي الربيع، لكن المحاور الأخرى هادئة نسبياً"، مشيراً إلى أنّ "قوات حفتر ضغطت على كل المحاور في محاولة منها لاستعادة دورها الهجومي، وإظهار نفسها بموقف القوي".

وبيّن قنونو أنّ "محاولات التقدم، مساء الثلاثاء، رافقتها غارات جوية من قبل الطيران الأجنبي الموالي لحفتر استهدفت مواقع عسكرية تستخدم لأغراض إنسانية، من بينها معسكر الضمان بتاجوراء الذي يستخدم كمركز لإيواء المهاجرين"، لكنّه أشار إلى أنّ القصف لم يخلّف خسائر بشرية.

وأعلن حفتر، في 4 إبريل/نيسان الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام العاصمة طرابلس، بينما ردّت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة.

ودعت الأمم المتحدة، الأحد الماضي، إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوع، بعد شهر من هجوم حفتر للسيطرة على العاصمة، والذي أدى إلى نزوح 50 ألف شخص، وسقوط نحو 400 قتيل، فضلاً عن أضرار بالغة ببعض الأحياء الجنوبية.

غير أنّ حفتر تجاهل هذه الدعوة، على الرغم من أنّ قواته لم تتمكّن من اختراق الدفاعات الجنوبية لطرابلس، مع حلول شهر رمضان. وقال حفتر، خلال تسجيل صوتي، الإثنين، إنّ "رمضان لم يكن سبباً" لوقف المعارك السابقة عندما سيطر على مدينتي بنغازي ودرنة بشرق البلاد.

ومجدداً، نفى قنونو صحة الأنباء عن إسقاط قوات حفتر لطائرة تابعة لحكومة "الوفاق"، وقال "أجدد ما قلته: إننا لم نفقد أي طائرة حربية وطواقمنا كلهم بسلامة الله موجودون".

وكانت وسائل إعلام تابعة لحفتر قد نشرت، أمس الثلاثاء، صوراً لرجل قالت إنّه طيار مرتزق برتغالي الجنسية كان يقود طائرة تابعة لحكومة "الوفاق"، قبل أن تتمكّن الدفاعات الجوية لحفتر من إسقاطها والقبض على طيارها.

ولفت قنونو إلى أنّ "اختلاق كذبة الطيار البرتغالي ليست الأولى، فقد سبق أن نشروا صور طيار أميركي وآخر إيطالي وتبيّن كذبهم فيما بعد"، معتبراً أنّ "شائعة الطيار البرتغالي هي بقصد التشويش على الجولة الأوروبية للوفد الرئاسي، وأيضاً للتغطية على صدور تقرير سري لخبراء أمميين كشف عن ضلوع الإمارات في دعم حفتر عسكرياً بطائرات مسيّرة قصفت طرابلس بصواريخ جو- أرض".

ومن ناحيتها، نفت وزارة الدفاع البرتغالية، لوكالة "رويترز"، أي صلة لأي جندي برتغالي بالحرب في ليبيا، مؤكدة أنّه لم يقبض على أي جندي برتغالي على الأراضي الليبية.

ونقل تقرير لوكالة "فرانس برس"، عن فريق تحقيق أممي، بدأ بالتحقيق في التدخل العسكري الإماراتي في ليبيا، أنّه تم رصد استخدام صواريخ في قصف طرابلس من طائرات مسيرة صينية الصنع تملك مثلها الإمارات.

وأكد التقرير أنّ الصواريخ التي أطلقتها الطائرات المسيرة على مناطق جنوبي طرابلس، يومي 19 و20 إبريل/ نيسان الماضي، هي من نوع صواريخ جو- أرض، من طراز "بلو آرو" استناداً لدراسة شظايا الصواريخ من قبل خبراء أمميين، بحسب الوكالة.

ولفت التقرير إلى أنّ هذا النوع من الصواريخ هو صواريخ طائرات بدون طيار تصنعها شركة "وينغ لونغ" الصينية، ولا تمتلكه إلا 3 دول من بينها الإمارات.


وبدأ رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" الليبية فايز السراج، برفقة وفد حكومي رفيع المستوى، زيارة موسعة لعدة عواصم أوروبية، أمس الثلاثاء.

وعلم "العربي الجديد" من مصادره بوزارة خارجية حكومة الوفاق بطرابلس، أنّ السراج سيبدأ جولته الأوروبية، بزيارة روما وبرلين، قبل أن ينتقل إلى باريس، ومن ثم لندن، حيث سيلتقي رؤساء حكومات هذه الدول.

وأكدت المصادر أن "السراج عازم على إحداث اختراق لجدار الموقف الدولي، الذي يعيش جموداً وانقساماً بشأن الأزمة الليبية، وتحديداً هجوم حفتر على العاصمة طرابلس"، لافتاً إلى أن نتائج المعركة ضد قوات حفتر ستدعم موقف السراج خلال زيارته لهذه الدول، سيما روما وباريس.

كما أكدت المصادر أن رئيس حكومة الوفاق سيؤكد على موقف حكومته الرافض لوقف إطلاق النار إلا بعد رجوع قوات حفتر إلى قواعدها الأصلية.