"العمال": أي اتفاق مع المحافظين بشأن "بريكست" لن يتم دون استفتاء ثان

13 مايو 2019
العمال يخشى من خسارة قاعدته الشعبية (Getty)
+ الخط -
قال وزير بريكست في حكومة الظل العمالية، كير ستارمر، إن أي اتفاق مع حزب المحافظين حول بريكست "لن يمر في البرلمان من دون وجود استفتاء شعبي على نتيجة المفاوضات بين الحزبين"، مضيفا أن هذا المطلب "يصرّ عليه أكثر من 150 من نواب العمال في ويستمنستر". 

وأكد ستارمر، لـ"ذا غارديان"، في أول مقابلة خاصة يجريها منذ بدء المفاوضات الثنائية بين أكبر حزبين بريطانيين، ونشرت أمس الأحد، أن العمال "يخشى من خسارة قاعدته الشعبية المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي بعد النتائج المخيبة التي حصدها الحزب في الانتخابات المحلية". 

وحذّر ستارمر أيضاً، من أن "هذه الفئة من قواعد العمال قد تمنح أصواتها لصالح الديمقراطيين الأحرار أو حزب التغيير، ولكن حزب العمال هو الوحيد القادر على الدفع باتجاه استفتاء ثان". 

 

وسرعان ما خرج طوم واطسون، نائب جيريمي كوربن، زعيم العمال، بتصريحات مماثلة لـ"بي بي سي"، صباح اليوم الإثنين، ليقول "حزب العمال حزب مؤيد للإصلاح وللبقاء في الاتحاد الأوروبي"، مضيفا "نحن حزب إصلاحي ومؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي، ولكن بالطبع عندما يأتي الأمر لاتفاق بريكست، يمتلك الناس آراء مختلفة. أما في حال الانتخابات الأوروبية، فإن البقاء في الاتحاد الأوروبي ليس مطروحاً على ورقة الانتخابات".

وتناقض هذه التصريحات مواقف أخرى سابقة وصادرة عن قياديين في حزب العمال. 

وقال جيريمي كوربن، زعيم الحزب، الخميس الماضي، إن "العمال حزب لمؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي ومؤيدي الخروج منه"، بينما كان وزير التجارة الدولية في حكومة الظل العمالية، باري غاردنر، قد أكد، في شهر مارس/ آذار الماضي، أن "حزب العمال الآن ليس مؤيداً للبقاء في الاتحاد الأوروبي".

ويبدو أن نتيجة الانتخابات المحلية التي جرت بداية الشهر الحالي تقف وراء ارتفاع أصوات معارضي بريكست في حزب العمال. فقد خسر الحزب نحو مائة من مقاعده في المجالس المحلية في إنكلترا، بينما حققت الأحزاب المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي، مثل "الديمقراطيون الأحرار" والخضر، مكاسب هائلة تمثلت بمئات المقاعد في المجالس المحلية، وعلى حساب العمال والمحافظين. 

وكان ستارمر قد حذر أيضاً، في حديثه مع "ذا غارديان"، من أن "العمال سينسحب من المحادثات الجارية مع الحكومة المحافظة في حال تبين أنها لن تقود إلى نتيجة واضحة". كما حذر أيضاً، من أن "أي اتفاق مع (رئيسة الوزراء تيريزا) ماي قد لا يتم في حال استقالتها من منصبها، ووصول زعيم جديد لحزب المحافظين إلى داوننغ ستريت"، في إشارة إلى بوريس جونسون، أو رفاقه من مؤيدي بريكست مشدد.

كما أبدى ستارمر استعداده لمناظرة نايجل فاراج، حيث يسعى العمال لتصوير الانتخابات المقبلة على أنها معركة حول القيم. وقال إن "العمال سيدافع عن التسامح والانفتاح في وجه اليمين المتطرف". 

وقال: "إذا تفرقت الأصوات التقدمية، فإن ذلك يمنح حزب (بريكست) الفرصة ليزعم أنه يمثل وجهة نظر الأغلبية في هذه البلاد. في ما يتعلق بالقضايا الرئيسية، مثل العلاقة الاقتصادية القريبة من الاتحاد الأوروبي، والتصويت الثاني، حزب العمال هو الوحيد القادر على تحقيقها". 

 

ومن جهة أخرى، قال وزير الإسكان في الحكومة البريطانية، جيمس بروكنشير، صباح اليوم، لـ"بي بي سي"، إنه لا يزال يؤمن بإمكانية الوصول إلى اتفاق مع حزب العمال، نافياً بذلك الأنباء عن اتجاه الحكومة نحو الانسحاب من المفاوضات الثنائية. 

وقال "المحادثات جدية، ولم نكن لنستثمر الجهد والوقت فيها لو لم نكن نعتقد بوجود فرصة لاتفاق. لقد كانت بناءة ومفصلة، وستستمر اليوم أيضاً. وأود أن أراها تختتم بنجاح".

وكان استطلاع للرأي، صدر الأحد، عن نوايا البريطانيين للتصويت في الانتخابات الأوروبية في 23 مايو/ أيار، قد كشف عن تصدر حزب بريكست بنسبة 34 في المائة، متقدماً بـ13 نقطة على العمال (21 في المائة)، فيما حصل الديمقراطيون الأحرار على 12 في المائة، وحل المحافظون في المرتبة الرابعة بحصولهم على 11 في المائة.