مناورات بحرية إيرانية - عراقية مرتقبة: رسالة لواشنطن

01 مايو 2019
هل تجري البحرية العراقية مناورات مع الإيرانية؟(حيدر علي/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت وسائل إعلام محلية إيرانية، اليوم الأربعاء، عن مباحثات بين العراق وإيران لإجراء مناورات بحرية مشتركة، مؤكدة سعيها لبناء منظومة دفاعية بين البلدين، في وقت حذّر فيه سياسيون عراقيون من تأثير ذلك على العلاقات العراقية – الأميركية.

ويجري قائد القوة البحرية العراقية اللواء الركن أحمد جاسم معارج، زيارة إلى طهران على رأس وفد عسكري عراقي رفيع المستوى، بينما لم يكشف الجانب العراقي عن تلك الزيارة وتفاصيلها.

ووفقاً لما ذكرته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، اليوم الأربعاء، فإنّ "قائد القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي رضا تنكسيري، استقبل قائد القوة البحرية العراقية ووفداً عسكرياً مرافقاً له".

وأوردت أنّ "الجانبين تباحثا، خلال اللقاء، حول العديد من الأمور؛ أهمها تطوير التعاون الدفاعي في المجال البحري، وتشكيل لجنة مشتركة للتعاون الدفاعي البحري، وتنمية التنسيق بين القوتين البحريتين للبلدين، والتعاون التدريبي والعلمي والبحثي، وتبادل الخبرات الجامعية في مجال العلوم والتقنية البحرية والتعاون التقني والهندسي البحري في شؤون البنية التحتية، وإجراء المناورات البحرية المشتركة".

وأضافت الوكالة أنّ "قائد القوة البحرية للحرس الثوري، أكد أنّ الأعداء يسعون لإثارة التفرقة بين المسلمين، لكن هناك علاقات مميزة قديمة بين الشعبين الإيراني والعراقي، في ضوء المشتركات الدينية والتقارب القومي"، مؤكداً أنه "يمكن اعتبار العلاقات بين الشعبين أفضل مثال للوحدة بين المسلمين".

يأتي ذلك، بعد قرار واشنطن تصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية"، وتحذيرها الدول من التعامل معه.

واعتذر مسؤولون في مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، عن عدم التصريح لـ"العربي الجديد" حول الموضوع، إلا أنّ مسؤولاً عسكرياً في وزارة الدفاع نفى علمه بوجود أي مخطط لإجراء مناورات من هذا القبيل.

وأضاف المسؤول أنّ "الجانب العراقي لا يملك أي معلومات حول تلك المناورات، وقد يكون الموضوع طلباً من إيران خلال زيارة المسؤول العراقي الحالية اللواء أحمد معارج، للقيام بمناورات بحرية، وهو ما يستوجب رداً عراقياً بالاعتذار أو القبول".

وأشار إلى أنّ "الجانب العراقي طوّر أخيراً قدراته العسكرية البحرية، وأنّ إجراء المناورات واستخدام الأسلحة التي دخلت لدى القوات البحرية مهم، لكن ليس هناك أي طرح حالي بخصوص المناورة، على الأقل خلال الأيام الماضية".


في الأثناء، حذّر سياسيون عراقيون من تأثير أي مناورات مع إيران واستفزازها للجانب الأميركي، وتأثير ذلك على علاقة بغداد مع واشنطن.

وقال عضو الحزب "الشيوعي" العراقي حاتم سالم الونداوي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّه "يجب أن يتعامل العراق بحذر في مثل هذه المواضيع، كونها ستفسر بغير جانبها العسكري".

وأضاف أنّه "على الأرجح تحاول إيران تنظيم المناورة للرد على قرار واشنطن بإدراج الحرس الثوري على لائحة الإرهاب، ضمن رسائل تريد منها استعراض نفوذها في العراق"، معتبراً أنّ على "العراق تأجيل أي مناورات من هذا القبيل تحمل رسائل سياسية، بسبب حساسية الموقف بالمنطقة بشكل عام حالياً".

ورأى الونداوي أنّ "طهران تتعامل وفقاً لمصالحها الخاصة، بينما ينجرّ بعض القادة العراقيين إلى ذلك بحكم علاقاتهم معها، متناسين مصلحة البلاد"، محذراً من أنّ "أي خطوات من هذا القبيل قد تفهم على أنّها استفزاز أو تحد للقرار الأميركي بوضع الحرس الثوري على لائحة الإرهاب".

المساهمون