قُتل أربعة عسكريين وثلاثة مدنيين على الأقل، اليوم الثلاثاء، في تفجير انتحاري استهدف قوة تأمين تابعة للأمن المصري في السوق المركزي لمدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، شرقي مصر.
وقالت مصادر قبلية وشهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن انتحارياً فجر نفسه في قوة تأمين سوق الثلاثاء، ما أدى لمقتل وإصابة عسكريين ومدنيين.
وأضافت المصادر ذاتها، أن التفجير هز السوق بأكمله، وتطايرت شظايا التفجير إلى مكان واسع من السوق الذي كان مكتظاً بالمواطنين.
وفي سياق متصل، قالت مصادر طبية في مستشفى العريش العسكري لـ"العربي الجديد"، إن أربعة عسكريين على الأقل قُتلوا نتيجة التفجير، فيما أصيب ثلاثة عسكريين بجروح متفاوتة.
وأضافت المصادر أنه جرى نقل جثث ثلاثة مدنيين قتلوا نتيجة الانفجار، بالإضافة إلى 23 مدنياً أصيبوا بجروح متفاوتة بينهم أطفال ونساء.
وأشارت إلى أن من بين القتلى المقدم شريف الصياد رئيس مباحث شرطة مدينة الشيخ زويد، ومعاون رئيس المباحث النقيب محمد شلبي، بالإضافة إلى مجندين لم يجرِ التعرف على هويتهما.
من جهته، تبنى تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش" الإرهابي الهجوم عبر بيان له نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إنه "جاء انتقاماً لما يجري بحق أبناء التنظيم في سورية، والهجوم على آخر معاقله هناك في مدينة الباغوز قبل أسابيع قليلة".
وفي التعقيب على ذلك، قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها إنه أثناء قيام قوة أمنية بإجراء عملية تمشيط بمنطقة السوق بدائرة قسم شرطة الشيخ زويد، قام شخص انتحاري يبلغ من العمر حوالي 15 عاماً بتفجير نفسه بالقرب من القوة الأمنية.
وأضافت أن ذلك "أسفر عن استشهاد ضابطين وفردي شرطة فضلاً عن استشهاد ثلاثة مواطنين أحدهم طفل يبلغ من العمر 6 سنوات، بالإضافة إلى إصابة عدد 26 من المواطنين، تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج".
وكانت طائرات حربية مجهولة قد شنت، أمس الاثنين، غارات مكثفة على مناطق جنوب مدينة الشيخ، التي تشهد عمليات عسكرية للجيش المصري منذ خمس سنوات.
وقالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، إن طائرات حربية يعتقد أنها إسرائيلية، شنت غارات على عدة قرى ومناطق زراعية في جنوب مدينة الشيخ زويد، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات حتى هذه اللحظة.
وأضافت المصادر ذاتها أن القصف الجوي تركز في مناطق ينوي الجيش شن حملات عسكرية عليها خلال الساعات المقبلة، ضمن مخطط السيطرة على المناطق التي يوجد فيها تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش" الإرهابي.
ويأتي هذا التفجير والغارات الجوية في الوقت الذي تشهد فيه سيناء هدوءاً في الهجمات التي يشنها التنظيم ضد قوات الجيش والشرطة، دون معرفة أسباب توقفها مؤقتاً منذ أسبوعين تقريباً.
وتستمر هذه الهجمات مع بدء العام الثاني للعملية العسكرية الشاملة التي بدأها الجيش المصري في 9 فبراير/ شباط من العام الماضي، وخسر منذ بدايتها عشرات العسكريين، بينهم ضباط برتب رفيعة، بالإضافة إلى مقتل عشرات المدنيين، وتجريف منازل وأراض زراعية في كافة مناطق سيناء.