مع مرور أكثر من ثلاثة أشهر... السترات الصفراء تواصل تظاهراتها بفرنسا غداً

22 فبراير 2019
"السترات الصفراء" دعت للتظاهر في كل أنحاء فرنسا (Getty)
+ الخط -
ككل يوم سبت، ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر، تتواصل تعبئة حركة السترات الصفراء، في باريس وفي مدن فرنسية عديدة. وعلى الرغم من تواصل الحوار الوطني الكبير، ومن الإنهاك الذي ينتاب قوى الأمن، وغضب التجار بسبب الخسائر التي لحقتهم؛ تواصل حركة السترات تنظيم تظاهراتها واحتجاجاتها، على الرغم من انخفاض التعبئة، كما تشهد على ذلك إحصاءات وزارة الداخلية الفرنسية.

ومثل كل سبت دعت السترات الصفراء للتظاهرات في كل فرنسا، في الجولة الخامسة عشرة، احتجاجاً على عدم تجاوب الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته لمطالبها، وأيضًا لأنها لا تتوقع نتائج ملموسة من الحوار الوطني، الذي تعتبره "مزوراً"، ويخدم أجندات ماكرون الانتخابية.

وبحسب صفحات السترات الصفراء في "فيسبوك" تنظم احتجاجات عدة في باريس، منها تجمع كبير في رأس الشانزيليزيه يبدأ في الساعة الحادية عشرة صباحًا، تحت شعار "لن نُفرِّطَ في شيء لماكرون وعالَمه"؛ بالإضافة إلى تجمع آخر أمام البرلمان الفرنسي، دعا إليه تيار "فرنسا الغاضبة"، الذي يتزعمه إيريك درووي، والذي جدَّد دعوة ماكرون للاستقالة، وكذلك فعل جيروم رودريغيز، الذي أعلن هذا الأسبوع عن فقدانه عينه اليمنى التي تعرضت لمقذوف أطلقه رجال الأمن، بشكل نهائي. 

وليست باريس وحدها مركز الاحتجاجات؛ فالعديد من المدن الفرنسية تشهد تظاهرات أكثر زخَماً، كتولوز وبوردو ورين ونانت. ومن المنتظر أن تشهدها، كما أعلنت صفحات "فيسبوك"، مدن أخرى كليل وليون. ومن أهم تظاهرات الغد تلك التي ستشهدها مدينة ستراسبوغ، حيث تمت الدعوة لتظاهرة إقليمية ثم تظاهرة ليلية، تسبق لقاء تنسيقية السترات الصفراء في الشرق الفرنسي.

كما تمت الدعوة إلى تظاهرة إقليمية كبرى في مدينة رين، حيث ينتظر أن يشارك فيها أحد وجوه السترات الصفراء، ماكسيم نيكول.



ويبدو أن السلطات وقوى الأمن، التي لا تخفي نقاباتها حالة الإنهاك التي تصيبها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تترقب التظاهرة الكبرى غداً في مدينة كليرمون- فيران التي ستشارك فيها نقابات عمالية عديدة منها "سي جي تي" و"قوة عمالية" و"صولدير" و"الفدرالية النقابية المتحدة"، واستباقاً لذلك، تمت إزالة كل الأسيجة التي كانت تحيط بالأشجار، ونزع كل ما يمكن أن يتسلح به المتظاهرون ويستخدمونه في مواجهة الشرطة.

من جهة أخرى، يتهيأ النائب البرلماني المستقل، جان لاسال، الذي ارتدى سترة صفراء في مجلس النواب، تعبيرًا عن دعمه للحراك، لإعداد قائمة انتخابية للسترات الصفراء في الاستحقاق الانتخابي القادم، بعد لقائه بمجموعة من وجوه السترات الصفراء.


وفي حال تحقّق هذه الرغبة، ستَعرف السترات الصفراء قائمة جديدة إلى قوائم أُعلِنَ عنها، ومنها قائمة فرنسيس لالان، و"تجمع المبادَرة المواطنية" و"الاتحاد الأصفر" و"تجمع السترات الصفراء المُواطِنية". في حين أن إيريك درووي وجيروم رودريغيز وأنصارهما لا يفكرون في تشكيل أي قائمة انتخابية، لكنهم يستعدون لإطلاق بادرة على الشبكة لمعرفة أي المرشَّحين، في الانتخابات القادمة، سيحظى بأصواتهم.