وزراء بريطانيون يحذرون ماي: تأجيل "بريكست" أو مواجهة تمرد في البرلمان

21 فبراير 2019
ماي أعلنت عن "تقدّم" بالمفاوضات مع بروكسل (دانيال ليل-أوليفاس/Getty)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية، أنّ بعض الوزراء في الحكومة حذروا رئيسة الوزراء تيريزا ماي، من أنّه يتعيّن عليها الموافقة على تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" دون اتفاق، أو مواجهة تمرد في البرلمان، الأسبوع المقبل.

وقالت الصحيفة، وفق ما نقلت وكالة "رويترز"، إنّ وزيرة العمل والمعاشات آمبر راد، ووزير العدل ديفيد جوك، ووزير العمل غريغ كلارك، ووزير شؤون اسكتلندا ديفيد مانديل، قالوا إنّه يتعيّن أن تستبعد ماي الخروج بدون اتفاق، عن طريق تمديد المادة 50 من معاهدة لشبونة.

وقال الوزراء إنّه إذا رفضت ماي ذلك فسوف يدعمون، ومعهم 20 من أعضاء الحكومة، خطة إيفيت كوبر، عضو مجلس النواب من حزب "العمال"، كي يتولّى البرلمان مسؤولية عملية الخروج.


نواب يحذرون من السير على خطى المنشقين

ويواجه كل من حزبي "المحافظين" و"العمال"، خطر المزيد من الانقسامات، بعد استقالة عدد من نوابهم في البرلمان، وتشكيل "المجموعة المستقلة"، والتي عبر أعضاؤها عن استعداد العديد من زملائهم السابقين للانضمام إليهم.

وأمس، الأربعاء، أعلنت ثلاث نائبات بريطانيات عن حزب "المحافظين"، استقالتهن من الحزب الحاكم، إلى جانب إعلان النائبة جوان آلان، من حزب "العمال"، هي الأخرى استقالتها، لينضممن إلى "المجموعة المستقلة".

وأعلنت النائبات عن حزب "المحافظين": آنا سوبري، وهيدي آلن، وساره وولاستون، في رسالة إلى ماي،​ عن نية الانضمام إلى "المجموعة المستقلة" التي أسسها سبعة نواب عماليين استقالوا من حزبهم، يوم الإثنين الماضي.

وقالت النائبات اللواتي استقلن من الحزب الحاكم، إنّ "استقالتهن تعود إلى الطريقة التي تتعامل بها رئيسة الوزراء مع بريكست"، متهمات حزب "المحافظين" بـ"تبنّي سياسات يمينية أقرب إلى حزب استقلال المملكة المتحدة المتطرف، والعمل على تحقيق بريكست مشدد".

وكانت هيدي آلن، المستقيلة من حزب "المحافظين"، قد قالت، في تصريحات لقناة "آي تي في" البريطانية، أمس الأربعاء، إنّ نحو مائة من زملائها السابقين يشاركونها الإحباط من توجهات الحزب الحالية.


كما أعرب اثنان من كبار نواب حزب "المحافظين" عن استعدادهما للاستقالة في حال لم يغير الحزب اتجاهه حيال "بريكست". وقال كل من دومينيك غريف، وجستين غريننغ، إنّه في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، فإنّهما سيستقيلان من الحزب، في ظل ترحيب من "المجموعة المستقلة".

وقالت غريننغ، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنّها ستسعى لتعديل مسار حزبها حول "بريكست" من داخله، ولكن إذا فشلت، فإنّ الحزب بالنسبة لها لن يكون الحزب الذي انضمت إليه قبل سنوات. وأضافت "إذا أصبحنا حزب بريكست، فإنني لا أعتقد أننا نمتلك مستقبلاً ناجحاً".


أما غريف، فقال، مساء الأربعاء، إنّ "الحكومة التي أدعم تطبّق بريكست من دون اتفاق، ماذا عليّ أن أفعل؟ لن أستطيع الاستمرار في دعم الحكومة. سأستقيل من الحزب".


وحاول وزير المالية في حكومة ماي، فيليب هاموند، التهدئة من الجو المتوتر في صفوف حزبه، وأعرب، اليوم الخميس، عن شعوره بالأسف لاستقالة زملائه.

وقال في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "أتفهم مخاوفهم، ولكنّي آمل بأن يشعروا أنّ بإمكانهم العودة إلى صفوف الحزب مع الوقت"، نافياً في الوقت عينه أن يكون الحزب الحاكم رهينة بيد متشددي "بريكست".


أما حزب "العمال"، فاستغلّ انضمام النواب المحافظين إلى "المجموعة المستقيلة" منه، لتشويه صورتهم، بزعم أنّهم يدعمون حزب المحافظين وسياسته.

وقال المتحدث باسم زعيم العمال جيريمي كوربن: "لقد شكلوا في الحقيقة تحالفاً مؤسساتياً مبنياً على سياسات سابقة فاشلة ومرفوضة: التقشف وتخفيض الضرائب على الشركات، والخصخصة".

وأضاف "وتماماً لأنّ هذه السياسات فشلت وتم رفضها، فقد تغيّر مسار حزب العمال منذ انتخاب جيريمي كوربن. وأوضحت الانتخابات العامة الماضية أن مقاربة مختلفة تمتلك دعماً انتخابياً كبيراً".

ولا ينتظر أن تؤدي الانشقاقات الأخيرة إلى تغيير المعادلات البرلمانية في التصويت الحاسم المنتظر، الأسبوع المقبل، حول "بريكست"، وذلك لأنّ النواب الأحد عشر المكونين لـ"المجموعة المستقلة" هم من مؤيدي الاتحاد الأوروبي المعارضين لخطة ماي لـ"بريكست".

إلا أنّ الاستقالات قد تؤدي إلى ضغط داخلي في صفوف الحزبين الرئيسيين، لا سيما أنّ ماي وكوربن يحاولان جاهدين السيطرة على الانقسامات في حزبيهما، سواء كانت حول "بريكست" أو أي سبب غيره.


تشاؤم أوروبي

وكانت ماي قد أعلنت، أمس الأربعاء، عن إحراز "تقدّم" في مباحثاتها مع الاتحاد الأوروبي حول "بريكست"، وذلك إثر لقائها رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في العاصمة البلجيكية بروكسل.

واليوم، الخميس، عبّر يونكر عن تشاؤمه بالقدرة على تجنّب "بريكست" من دون اتفاق، محذراً من تبعاته السلبية.

وقال يونكر، أمام مؤتمر للاتحاد الأوروبي، إنّ "بريكست عملية هدم وليس عملية بناء. بريكست هو الماضي وليس المستقبل".

وأضاف أنّ "فشل التقدم في المفاوضات سببه البرلمان البريطاني، لأنّه في كل مرة يصوّت فيها البرلمان البريطاني، توجد دائماً أغلبية ضد أمر ما، بينما لا توجد أغلبية لصالح أمر معين".

ويأتي هذا بينما بقيت خمسة أسابيع على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر في 29 مارس/ آذار المقبل، من دون توصّل البرلمان البريطاني إلى إقرار اتفاق "بريكست" الذي قدّمته ماي بعد مفاوضات مع الأوروبيين.

ويرتقب تصويت جديد للبرلمان على الاتفاق الذي يخضع لتعديلات، يوم 27 فبراير/ شباط الحالي، والذي قد يكون اللحظة الحاسمة في مسار "بريكست".