تتواصل معارك الأمتار الأخيرة في بلدة الباغوز، شرق نهر الفرات، بين مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وما تبقى من عناصر "داعش" في منطقة لا تتجاوز مساحتها بضع مئات من الأمتار.
ويعتقد أن المنطقة التي يجري القتال فيها تحمل الكثير من أسرار "داعش"، وتضم قادة بارزين فيه، فيما يلف الغموض مصير كثير منهم، ما بين قتلى أو معتقلين أو "مسحوبين" ضمن عمليات خاصة لقوات التحالف الدولي، وفق ما أشارت العديد من المعطيات.
وفيما ذكرت شبكات محلية أن تنظيم "داعش" أفرج، صباح اليوم الأحد، عن عدد من الأسرى المعتقلين لديه، تتواصل عمليات التمشيط ضمن المزارع الواقعة عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات للألغام والعبوات الناسفة والمنازل والأنفاق، والمواقع التي كان يسيطر عليها التنظيم قبيل انتهاء سيطرته بشكل كامل على المنطقة، حيث لا تزال الشكوك تدور حول تواري عناصر من التنظيم داخل الأنفاق في المنطقة، أو في مواقع أخرى.
وقالت مصادر محلية إن التحالف الدولي عمد إلى تنفيذ عمليات نقل لأشخاص وصناديق من المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم باتجاه جهة مجهولة، يرجح انها تشمل مسؤولين في التنظيم وأموالا وذهبا كان بحوزة التنظيم.
وكان جيا فرات، قائد العمليات في "قسد"، قال إن قواته شارفت على دحر فلول التنظيم وتطهير المنطقة منهم "في وقت قصير جدا".
من جهتها، ذكرت شبكة "فرات بوست" المحلية أن مفاوضات تجري بين قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وما تبقى من عناصر "داعش" في مخيم بلدة الباغوز، الجيب الأخير للتنظيم بريف دير الزور الشرقي.
يشار إلى أن أكثر من 200 عنصر تابعين لـ"داعش"، غالبيتهم من الجنسيات الأجنبية، سلموا أنفسهم لقوات التحالف الدولي قبل يومين في إحدى أكبر عمليات الاستسلام الجماعي لعناصر التنظيم في الجيب الأخير له بريف دير الزور الشرقي.
وفي السياق، توقع مصدر أمني عراقي، في حديث لوكالة "بترا" الأردنية، أن يكون زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي محاصرا برفقه خمسة من وزرائه بمنطقة صغيرة في دير الزور.
وأضاف المصدر أن القوات العراقية "تراقب العملية العسكرية، وهي متأهبة لمواجهة أي تطورات قد تحصل، وذلك من أجل حماية الحدود العراقية من محاولة دخول الإرهابيين".