لقاء الفصائل الفلسطينية في موسكو: لا بيان ختامياً بسبب "الخلافات في المواقف"

13 فبراير 2019
شارك ممثلو 12 فصيلاً فلسطينياً باللقاء (كيريل كودريافتسيف/فرانس برس)
+ الخط -
اتفقت الفصائل الفلسطينية التي شاركت في الحوار الذي انعقد بالعاصمة الروسية موسكو، على عدم إصدار بيان ختامي للقاء، بسبب "الخلافات في المواقف"، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول".

واختتمت الفصائل الفلسطينية، لقاءها بالتأكيد على "ضرورة مواجهة خطة التسوية الأميركية، المعروفة باسم (صفقة القرن)، وإنهاء الانقسام الفلسطيني، ورفض إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة".

وبدأ ممثلو 12 فصيلاً فلسطينياً، الإثنين الماضي، اجتماعات في موسكو لبحث الأوضاع الداخلية، بما فيها ملف المصالحة، والتحديات أمام القضية الفلسطينية، بدعوة من مركز الدراسات الشرقية، التابع لوزارة الخارجية الروسية.

وخلال الجلسة الختامية للحوارات، اليوم الأربعاء، أجمع ممثلو الفصائل على ضرورة مواجهة "صفقة القرن"، ورفض إقامة دولة فلسطينية في غزة أو بدون مدينة القدس، والتمسك بضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

وقال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، خلال الجلسة، إنّ حركته متمسكة بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وترفض أي عملية سلام مع إسرائيل ترعاها الولايات المتحدة في ظل إدارتها الحالية.

وأضاف الأحمد: "لا يشرفنا التعامل مع الإدارة الأميركية، إلا من خلال مؤتمر دولي يعقد تحت رعاية الأمم المتحدة".

وأشار إلى أنّ "إسرائيل قدّمت عرضاً لإقامة دولة في غزة تمتد على نحو 750 كيلومتراً في سيناء، ورفضته مصر". وشدد على تمسك حركته بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وألا تُقام دولة فلسطينية بقطاع غزة، أو بدون القطاع.

وذكر الأحمد أنّ الفصائل الفلسطينية اتفقت على ضرورة مواجهة "صفقة القرن"، وإزالة العقبات أمام إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

و"صفقة القرن"، هي خطة سلام تعدها الولايات المتحدة، ويتردد أنها تتضمن إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل.

وأوضح الأحمد أنّه سيتم بحث آليات إنهاء الانقسام الفلسطيني مع الجانب المصري، مشيراً إلى وجود "عقبات جدية" تحول دون تنفيذ اتفاق المصالحة للعام 2017.

وأكد القيادي البارز في "فتح" أنّ حوارات موسكو أخرجت الفصائل من حالة الجمود فيما بينها، التي عاشتها طوال أكثر من عام.


من ناحية أخرى، قال الأحمد، إنّه "بالرغم من كل خلافات حركة فتح مع إيران، فنحن لا نقبل أن نُجند ضدها وإسرائيل هي العدو الحقيقي والأبدي لنا".

وفيما يتعلّق بـ مؤتمر وارسو الذي ينعقد اليوم، في العاصمة البولندية، أضاف: "تم توجيه دعوة لنا لحضور المؤتمر، لكننا رفضنا"، معتبراً أنّ "مؤتمر وارسو يريد تعزيز قبضة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسياسته في الساحة الدولية والعربية".

وتنطلق في العاصمة البولندية، اليوم الأربعاء، أعمال مؤتمر حول الشرق الوسط، ويستمر على مدار يومين بمشاركة دول عربية وغربية.

"حماس"

من جانبه، قال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، إنّ "الفصائل الفلسطينية اتفقت على ضرورة إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ومواجهة الخطة الأميركية التي تسمى بصفقة القرن".

وأفاد أبو مرزوق بأنّ "الفصائل اتفقت أيضاً على أنّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها، حق ثابت لهم"، وذكر أنّ "الحوارات في موسكو أكدت على مقاومة التطبيع مع إسرائيل".

كما اتفقت الفصائل، وفق القيادي بحركة "حماس"، على رفض إقامة دولة فلسطينية في غزة، بدون الضفة الغربية المحتلة، ولا دولة بدون مدينة القدس.

ولفت إلى أنّ "الخلافات التي شهدتها الحوارات كانت على قضايا تفصيلية، وهناك دعوات لاستكمال المباحثات لمعالجة هذه القضايا".

"الجهاد الإسلامي"

وفي السياق نفسه، شدد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" محمد الهندي، على "أهمية إجراء حوار شامل بين الفصائل في مصر، للاتفاق على استراتيجية وطنية تعزز صمود الشعب الفلسطيني وتتصدى للمؤامرات التي تحاك ضده".

كما طالب الهندي بـ"بناء مرجعية وطنية، وإعادة تفعيل وتطوير منظمة التحرير، كي تضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي".

"المبادرة الوطنية"

بدوره، قال أمين عام حركة "المبادرة الوطنية" مصطفى البرغوثي، إنّ "ما اتفقت عليه الفصائل أكثر مما اختلفت عليه، وسنستكمل حواراتنا في مصر للخروج باتفاق كامل"، مضيفاً أنّ "الجميع متفق على أنّه بدون إنهاء الانقسام، لن تسقط صفقة القرن".

ومن أبرز الفصائل المشاركة في حوارات موسكو: حركات "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية" و"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، وحزب "الشعب".


ويسود الانقسام الفلسطيني بين حركتي "فتح" و"حماس" منذ عام 2007، ولم تفلح وساطات واتفاقيات عديدة في إنهائه، ووقّعت الحركتان أحدث اتفاق للمصالحة بالقاهرة، في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2017، لكنه لم يطبق.

وكانت حركة "الجهاد الإسلامي"، قد أعلنت رفضها التوقيع على البيان الختامي للقاء، وذلك لاحتوائه على بنديْن: الأول هو "اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً، دون ربط ذلك بإعادة بنائها وتطويرها وفق اتفاق القاهرة 2005"، والثاني "متعلق بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".