خلافات ترامب وماكرون وأردوغان تهيمن على قمة حلف الأطلسي

03 ديسمبر 2019
آثر ماكرون توجيه نيرانه باتجاه تركيا (Getty)
+ الخط -
شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، هجوماً لاذعاً على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقاده استراتيجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) ووصفه إياه بأنه "ميت دماغياً"، في حين آثر ماكرون توجيه نيرانه باتجاه تركيا.

وخيّمت هذه الخلافات على القمة التي تعقد في لندن بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الحلف، وتهدد بعرقلة الجهود لإظهار الوحدة في مواجهة روسيا والصين. وحاول ماكرون تغيير أجندة الاجتماع عبر المطالبة بمراجعة استراتيجية الناتو، إلا أن ترامب الذي تفاخر بإجباره الدول الأعضاء على زيادة إنفاقها الدفاعي انتقده بشدة.

وبدون انتظار اكتمال انعقاد اللقاءات الرسمية مساء الثلاثاء في قصر بكنغهام والأربعاء في ملعب للغولف على أطراف لندن، انتقد دونالد ترامب تعليق ماكرون واعتبره "مهيناً للغاية".

وقال ترامب في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قبيل القمة إن تعليقات ماكرون "بغيضة بدرجة كبيرة جداً بشكل أساسي بالنسبة للدول الـ28".

وأكد أنه "فوجئ جداً" بتصريح ماكرون الذي التقاه الثلاثاء، معتبراً أنه "تصريح خطير جداً" من جانب فرنسا. واعتبر أن "لا أحد يحتاج إلى حلف شمال الأطلسي أكثر من فرنسا". وخفف ترامب من لهجته أثناء مؤتمر صحافي مع ماكرون الذي أصرّ على تصريحاته.

وقال ماكرون "تصريحي خلق ردود فعل من الكثير من الناس. ولكنني متمسك به". وأضاف "العدو المشترك اليوم هو الجماعات الإرهابية، كما ذكرنا، ويؤسفني أن أقول إننا لا نتفق على التعريف نفسه للإرهاب" مشيراً إلى أن تركيا هاجمت مقاتلين أكراداً دعموا الحلفاء ضد تنظيم "داعش"، وأضاف "عندما أنظر إلى تركيا أرى أنها الآن تقاتل ضد من قاتلوا معنا. وأحياناً تعمل مع مقاتلين على صلة بداعش".

ومن المقرر أن يجتمع ماكرون بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في وقت لاحق اليوم.

وأكد ماكرون أن مسالة تنظيم "داعش" يجب أن تكون واضحة، وقال إن تصرفات تركيا ضد المقاتلين الأكراد الذين ساعدوا الحلفاء في القتال ضد التنظيم تظهر الحاجة إلى تحسين التنسيق.

وهدد أردوغان بتعطيل جهود الناتو لتعزيز حماية جمهوريات البلطيق ضد روسيا إلا إذا أعلن الحلفاء الآخرون أن المقاتلين الأكراد الذين قاتلوا مع القوات الأميركية والفرنسية ضد تنظيم "داعش" في شمال شرق سورية "إرهابيون".

ستولتنبرغ "لا يتفق" مع ماكرون
من جهته، أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أنه "لا يتفق" مع ماكرون، مضيفاً "يجب عدم التشكيك في وحدة الحلفاء وعزمهم على الدفاع عن بعضهم البعض"، على اعتبار أن ذلك يشكّل أساساً لمبدأ الردع.

وأعرب ستولتنبرغ عن شكه في إمكان حل هذا الخلاف خلال القمة، آملاً أن يأتمنه الحلفاء خلالها على مهمة قيادة العمل على سبل تحسين التفكير الاستراتيجي داخل الحلف. ومن المقرر أن يدعو رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الدول الأعضاء إلى أن تبقى "موحّدة ليتمكن حلف شمال الأطلسي من التأقلم مع التحديات المقبلة"، وفق المتحدث باسمه.

وتطرّق ترامب في مؤتمر صحافي لمدة 52 دقيقة إلى عدد كبير من المواضيع. ودافع عن الإيرانيين "الذين قتلوا فقط لأنهم كانوا يحتجون"، معرباً في الوقت نفسه عن استعداده لتأجيل حل النزاع التجاري مع الصين إلى ما بعد انتخابات عام 2020 الرئاسية.

وانتقد ترامب من جديد "من لا يدفعون" جيداً في الحلف الأطلسي، خصوصاً ألمانيا، علماً أنه يحض منذ انتخابه الحلفاء على رفع موازناتهم العسكرية لتقاسم العبء بشكل أفضل داخل الحلف.

(فرانس برس)

المساهمون