على وقع التظاهرات في العراق: تحالف المالكي يُعلن تقديم مرشحه لرئاسة الوزراء

21 ديسمبر 2019
المتظاهرون يشددون على سلمية احتجاجاتهم (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

وسط استمرار الاحتجاجات الشعبية في عدد من المحافظات العراقية، بادر متظاهرو بغداد بالانسحاب من ساحتي الوثبة والخلاني وشارع الرشيد، وتجمعوا في ساحة التحرير حصراً، في بادرة حسن نية لسلمية التظاهرات، فيما أعلن تحالف "البناء" أنه قدم مرشحه لرئاسة الوزراء.


وبعد توافد مئات المتظاهرين نحو ساحات التظاهر في بغداد، التي شهدت قبل ظهر اليوم تظاهرات غاضبة تأكيداً لضرورة تنفيذ المطالب المشروعة، قرر المتظاهرون في وقت لاحق التوجه نحو ساحة التحرير فقط. وبالفعل، أُخليَت الساحات بعد تنظيفها، وجرى التجمع في التحرير.

وقال الناشط المدني، عدنان الهاشمي، لـ"العربي الجديد"، إنه "كبادرة حسن نية، انسحبنا إلى ساحة التحرير وأخلينا ساحات الوثبة والخلاني وشارع الرشيد وحافظ القاضي، حتى نثبت أن تظاهراتنا سلمية وأنها تراعي أعمال المواطنين وأرزاقهم"، مبيناً أنه "جرى فتح تلك الساحات أمام المارة والعجلات (السيارات)، وتجمع المئات في ساحة التحرير".

وأضاف قائلاً: "لا يعني ذلك أن التظاهرات خفتت أو قلّ عدد المتظاهرين، بل يعني أننا متمسكون باستمرارها حتى تحقيق المطالب، ولا انسحاب حتى تحقيقها"، داعياً رئيس الجمهورية، برهم صالح، إلى "التمسك بموقفه وعدم ترشيح شخصية حزبية لمنصب رئيس الحكومة".

في الأثناء، وفي المحافظات الجنوبية، وتحديداً ذي قار التي شهدت اضطرابات أمنية على خلفية إحراق المتظاهرين لعدد من مقارّ الأحزاب والمليشيات، ليل أمس بعد مقتل أحد الناشطين، توافد المئات نحو ساحة الحبوبي في الناصرية بمشاركة نقابات مهنية وشرائح مجتمعية مختلفة، ووسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار مكثف، دعا المتظاهرون إلى ضرورة محاسبة المجرمين الذين يقتلون الناشطين، محمّلين الحكومة مسؤولية ذلك. فيما أغلق متظاهرو البصرة حقل مجنون النفطي، رغم محاولات الأمن لتفريقهم بالقوة، وتوافد المئات من الطلبة الذين انضموا إلى الظاهرات، ونصبوا خيماً للاعتصام في الساحات.

وشهدت المثنى تظاهرات حاشدة، تأييداً لدعوة المرجعية والمطالب الشعبية، ووسط انتشار أمني في ساحة الغدير، تجمع مئات المتظاهرين الذين أكدوا استمرارهم بالتظاهر، فيما انضم وجهاء العشائر إلى تظاهرات كربلاء، ورفعوا شعارات تندد بالسلطة القضائية والحكومة، مطالبين بتحمل مسؤوليتهما تجاه جرائم القتل والخطف التي يتعرض لها المتظاهرون.

من جهتها، أكدت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، أنها تمارس ضغوطاً على الحكومة للحد من جرائم الاغتيال والخطف والقتل التي تطاول النشطاء المدنيين، مؤكدة ببيان لها، أنها "مارست دورها الإنساني برصد التظاهرات بكل حيادية، بالرغم من جميع التحديات التي تواجهها".

سياسياً، وفي ظل الجدل الدائر بشأن اختيار رئيس للحكومة، أعلن تحالف "البناء" الذي يضم ائتلافي "دولة القانون" (بزعامة نوري المالكي) و"الفتح" (الذي يمثل "الحشد الشعبي") أنه قدم مرشحه لمنصب رئيس الحكومة.

وبعد اجتماع للتحالف دام لساعات عدة بين قياداته البارزة، دعا التحالف رئيس الجمهورية إلى التزام التوقيتات الدستورية وأن يكلف مرشح الكتلة الأكبر تشكيل الحكومة، وقال النائب في التحالف محمد الغبان خلال مؤتمر صحافي، عقده عقب الاجتماع، إنه "قُدِّم اسم مرشح التحالف لمنصب رئاسة الوزراء إلى رئيس الجمهورية".


وأضاف الغبان عشية انتهاء المهلة الدستورية لتسمية رئيس جديد للحكومة أن "الجدل بشأن الدوائر الانتخابية سيحسم اليوم وسيصوت على قانون الانتخابات في جلسة الاثنين"، موضحاً أن "المحكمة الاتحادية هي المعنية بحسم الجدل بشأن الكتلة الأكبر، ويجب تحديدها غداً لتكليف مرشحها للمنصب".