وغصت ساحات التحرير والخلاني وجسر الجمهورية ومحيط مبنى المطعم التركي، اليوم الجمعة، بالمتظاهرين الذين حملوا أعلاماً عراقية وشعارات كتبت على يافطات كبيرة، من أبرزها "16 عام من فشل ألا يكفي"، و "لا تراجع عن المطالب"، و"انتخابات بقانون واضح وليس ماصخ".
وتنتشر قوات الأمن في محيط مناطق وجود التظاهرات بكثافة عالية من دون أن تسجل أي حوادث احتكاك بين الطرفين، مع وجود واضح لأصحاب القبعات الزرق، وهم عناصر "التيار الصدري"، الذين كلفهم زعيمه مقتدى الصدر بحماية المتظاهرين.
إلا أن عمليات الاختطاف التي تحصل للناشطين بعد خروجهم من الساحة ما زالت مستمرة حتى صباح اليوم الجمعة، حيث سجل اختطاف ناشط، بعد خروجه من الساحة، على يد مجموعة مسلحة كانت توجد خارج ساحة التحرير.
ودعت مفوضية حقوق الإنسان العراقية وزير الداخلية ياسين الياسري، إلى الكشف عن الأحداث والجرائم التي تعرض لها المتظاهرون والناشطون، وإعلانها للرأي العام.
وقالت المفوضية في بيان، إن "اجتماعاً جمع بين رئيس المفوضية عقيل جاسم الموسوي ووفد من المفوضية ولجنة حقوق الإنسان النيابية البرلمانية بوزير الداخلية، في مقر الوزارة، أكد على دور الأجهزة الأمنية بتحمل مسؤولياتها في حماية المتظاهرين وساحات التظاهر".
وأضاف أن "الاجتماع أكد على ضرورة وضع حد لجرائم الاغتيالات والخطف المتكررة ضد المتظاهرين والناشطين والإعلاميين وملاحقة الجناة الذين نفذوا تلك الجرائم وتقديمهم إلى القضاء"، داعياً إلى "الكشف عن نتائج التحقيقات في الأحداث والجرائم التي رافقت التظاهرات منذ بدايتها في منطقتي السنك والوثبة وإعلان نتائج التحقيقات أمام الرأي العام".
وشهدت ساحات الحبوبي في الناصرية، والتربية في كربلاء والصدرين في النجف وساحتا البحرية وذات الصواري في البصرة وساحة الساعة في الديوانية، وميادين أخرى في السماوة عاصمة محافظة المثنى والكوت عاصمة محافظة واسط، تظاهرات واسعة مع عملية نصب خيام جديدة من قبل المعتصمين.
كما شهدت ساحة الحبوبي، في مدينة الناصرية، توافد الآلاف الذين طالبوا بتنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين، وقد أقام المئات منهم مسيرة صامتة جابت المدينة شكراً للمواقف الداعمة للتظاهرات.
وفي محافظة البصرة خرجت تظاهرات واسعة، أحياها طلاب وطالبات جامعيون، وموظفون انضموا إلى صفوف التظاهرات. بينما ندد متظاهرو بلدة الزبير غربي البصرة، خلال تظاهرة واسعة، بمحاولات الأحزاب السيطرة على الحكومة الجديدة، في حين خرج المئات من المتظاهرين من منطقة العشار باتجاه مباني الحكومة المحلية ورددوا شعارات تندد بالأحزاب السياسية.
وفي ميسان خرج الآلاف بتظاهرات واسعة ترفض عمليات القمع التي يتعرض لها المتظاهرون، وأكد المتظاهرون أنهم باقون في ساحات التظاهر حتى تحقيق المطالب.
ووسط ساحة اعتصام الخضر بمحافظة المثنى، دعا المتظاهرون إلى رفض الأحزاب السياسية ومحاولاتها للحصول على منصب رئيس الحكومة.
أما بابل، فتشهد هي الأخرى اعتصاماً مفتوحاً مدعوماً من غالبية منظمات المجتمع المدني والدور الثقافية واتحاد الأدباء في المدينة، وكذلك ممثلية الحزب الشيوعي، حيث توفر هذه الجهات المأكل والأفرشة لغرض المبيت في خيم تحت جسر الثورة، الذي تحول إلى منطقة ثابتة للاحتجاج في بابل.
في السياق، أكد الناشط من النجف علي الحجيمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التظاهرات لا تزال مستمرة، لأنها تحولت إلى ممارسة يومية، ومن الصعب إقناع الشباب الموجودين في ساحة التحرير بالوعود التي تطلقها الأحزاب والمليشيات".
ولفت إلى أن "غالبية الناشطين في تظاهرات النجف، مهددون بالاختطاف والقتل، وبالتالي فإن العودة إلى المنازل لا تعني نهاية الأزمة، وكل الناشطين معرضون للاختطاف، مع أن النجف هي أكثر محافظات العراق التي التزمت بسلمية الاحتجاج".