تبنت حركة طالبان اليوم الأربعاء، مسؤولية الهجوم الكبير على أكبر قاعدة أميركية في أفغانستان، وهي قاعدة باغرام الواقعة في شمال العاصمة الأفغانية كابول، بينما تستمر المواجهات بين القوات الدولية ومسلحي الحركة المتمركزين داخل القاعدة.
وقال الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في بيان له أصدره عصر اليوم، إن "الهجمات داخل قاعدة باغرام، أكبر قاعدة أميركية في أفغانستان لا تزال مستمرة"، موضحاً أن الهجوم "بدأ صباح اليوم في الساعة السادسة، حيث ضرب أحد مسلحي الحركة حافلة محمّلة بالمتفجرات على أحد جدران القاعدة، وكانت بمحاذاته ثكنة عسكرية أميركية، ومن ثم دخل عدد كبير من مسلحي الحركة إلى داخل القاعدة".
وأضاف مجاهد أن "المسلحين المدججين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة والأحزمة الناسفة استهدفوا بهجماتهم مساكن القوات الأميركية وغرف نومهم والمواقع العسكرية داخل القاعدة"، مشيراً إلى أن الهجمات لا تزال مستمرة.
وذكر المتحدث أنه "منذ الصباح حتى الآن (عصر اليوم) قُتل وأصيب عشرات من جنود القوات الأميركية والأفغانية الموجودة داخل القاعدة"، مشيراً إلى أن الهجوم أيضاً كبّد القوات خسائر فادحة مادياً.
أيضاً نفى مجاهد وقوع خسائر في صفوف المدنيين أو إلحاق ضرر بمسجد أو مستشفى أو أحياء مدنية، بينما أفادت السلطات المحلية بإصابة 60 مدنياً جراء التفجير أو التفجيرات الأولية، حسب تصريحات المسؤولين الأمنيين.
في الأثناء، قال مصدر أمني في الإقليم لـ"العربي الجديد"، فضل عدم الكشف عن هويته، إن القوات الدولية "طلبت من سكان المنطقة البقاء داخل المنازل، حيث إن الطائرات الحربية تحلّق في موقع الهجوم، ويتوقع أن تقصف المكان الذي تحصّن فيها المسلحون".
وسبق أن قالت الناطقة باسم الحكومة المحلية في إقليم بروان شمال العاصمة كابول، وحيدة شهكار، في تصريح صحافي لها، إن "مهاجماً انتحارياً ضرب حائط القاعدة، وبعد التفجير تسلل مسلحون إلى مستشفى كوري داخل القاعدة".
وأضافت أن الهجوم وقع في منطقة جانقدم بمديرية باغرام، وأوقع أضراراً في صفوف عامة المدنيين.
كذلك قال مسؤول الحكومة المحلية في مديرية باغرام، عبد الشكور قدوسي، لوسائل إعلام محلية إن "هدف الهجوم كان قاعدة باغرام، وإن عدداً من التفجيرات بسيارات مفخخة قد وقعت قبل تسلل المسلحين إلى داخل القاعدة".
وأكد قدوسي أن الأنباء الأولية "تشير إلى إصابة 50 جريحاً بإصابات متفاوتة جراء الهجوم".
ونقلت بعض وسائل إعلام محلية عن مسؤولين في الحلف الأطلسي في كابول وقوع الهجوم بالقرب من القاعدة الأميركية، مؤكدين عدم وجود إصابات.
ويتزامن الهجوم مع استمرار الحوار بين "طالبان" وواشنطن في الدوحة، الذي انطلق السبت الماضي بعد توقف دام ثلاثة أشهر بسبب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلغاءه، على إثر مقتل جندي أميركي في هجوم لـ"طالبان" في كابول.
وبخلاف عادتها، تأخرت "طالبان" في تبني الهجوم لأسباب غير معلومة، إذ هي عادة تتبنى مسؤولية الهجوم خلال الساعات الأولى، لكن هذه المرة نُفذ الهجوم في الساعة السادسة صباحاً، وأعلنت "طالبان" مسؤوليتها بعد عصر اليوم.