من جهتها، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية مقتل متظاهرين اثنين وإصابة 23 شخصاً في ذي قار جنوبي البلاد.
ووفقاً لمصادر أمنية عراقية وشهود عيان وناشطين، فإنّ التظاهرات في كربلاء، ليلة أمس الإثنين، تواصلت على الرغم من انسحاب المئات منهم من أمام القنصلية الإيرانية، بعد إنزال العلم الإيراني وحرقه، ورفع العلم العراقي بدلاً عنه، وأظهرت صور تعليق يافطة على جدار القنصلية حملت عبارة "أغلقت بأمر الشعب".
وذكر مسؤول أمن عراقي لـ"العربي الجديد"، أنّ الشرطة الاتحادية تفاوضت مع المتظاهرين للانسحاب من دون مواجهات أو استخدام للعنف، وجرى الاتفاق على ذلك بعد قيام شبان باعتلاء سياج القنصلية وإنزال العلم الإيراني من ساريته، ورفع العراقي بدلاً عنه.
وبيّن أن العبارة لا تعني بأي حال من الأحوال أنها أُغلقت فعلاً، والكادر الدبلوماسي الإيراني ما زال موجوداً فيها، وتم تأمين الإجراءات اللازمة لأمنه، لكن وضعها المتظاهرون كنوع من أنواع الاحتجاج، والسور الذي رُفعت عليه هو السور الأمني، وليس سور القنصلية الرئيسي.
وفيما تتواصل التظاهرات والاعتصامات في ساحة التربية وسط كربلاء، تشهد ذي قار، والنجف، وميسان، وواسط، والمثنى، والبصرة، تظاهرات مماثلة مرّت كأكثر الليالي هدوءاً على تلك المدن، باستثناء مدينة الشطرة التي شهدت مواجهات بين المتظاهرين والأمن العراقي، تسببت بسقوط إصابات بين المتظاهرين.
وفي بغداد، تتواصل الاحتجاجات وحركة الاعتصامات في ساحة التحرير، والطيران، والباب الشرقي، الذي فتح المتظاهرون النفق الخدمي الممتد على طول المنطقة، والمغلق منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وقاموا بتنظيفه وإنارته، ووضعوا عبارة "فتح باسم الشعب".
إلى ذلك، جرت مواجهات بين الأمن والمتظاهرين على جسر الجمهورية، والسنك، والأحرار، وأغلقت قوات الجيش الجسر الرابع في بغداد من أصل 12 جسراً تربط كرخ بغداد برصافتها على نهر دجلة.
وأعلن مرصد حقوق الإنسان في العراق، عن مقتل متظاهر عراقي قرب جسر الجمهورية، في ساعة متأخرة من ليلة أمس، ليرتفع عدد القتلى العراقيين، منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 266 قتيلاً عراقياً وأكثر من 12 ألف جريح.
وكانت الحكومة العراقية قد أغلقت مجدداً شبكة الإنترنت في بغداد وعموم مدن البلاد، عدا إقليم كردستان العراق، وذلك بعد ساعات من إضعافها إلى أدنى حد طوال ساعات الليلة الفائتة، مع حجب لموقعَي التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" و"تويتر".
وقال مسؤول في وزارة الاتصالات العراقية لـ"العربي الجديد"، إنّ خدمة الإنترنت توقفت بأوامر حكومية، وجرى إبلاغ شبكات الهاتف الجوال أيضاً بإغلاق الشبكة الخاصة بها.
وقد سجلت عودة الخدمة من جديد، صباح اليوم الثلاثاء.
وكان المتحدث العسكري باسم مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، اللواء عبد الكريم خلف، قد قال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية عراقية، إنه "لا توجد جهة واضحة من المتظاهرين تستطيع الحكومة دعوتها للتفاوض، وإن الحكومة مستعدة للحوار"، مشيراً إلى أن "الجهات التي دعت للتظاهر وتقودها عبر "فيسبوك" غير معروفة، وتحمل أسماء مثل "طيف الشمس وردة الزئبق"، في أسلوب تهكمي.
وتعهّد "بعدم ملاحقة واعتقال قادة التظاهرات في حال كشفوا عن هوياتهم وتفاوضوا مع الحكومة"، مؤكداً أنه "سيقدّم ضماناً بذلك بتوقيع عبد المهدي"، نافياً قتل الأمن العراقي أي متظاهر بالقول إنها "مقاطع فيسبوك"، في إشارة إلى مشاهد الفيديو التي يبثها الناشطون على "فيسبوك" لعمليات قنص وقتل المتظاهرين في بغداد وجنوبي العراق.