رسالة تهديد أميركية إلى مصر: إلغاء صفقة "سوخوي" الروسية أو مواجهة العقوبات

15 نوفمبر 2019
المشاكل تتصاعد بين واشنطن والقاهرة (بريندان سميالوفسكي/ فرانس برس)
+ الخط -
أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الإدارة الأميركية تهدد بفرض عقوبات على مصر بسبب صفقة تسليح وقعتها مع روسيا، موضحة أن البيت الأبيض دعا القاهرة لإلغاء عملية اقتناء مقاتلات جوية روسية جرى الاتفاق عليها مسبقاً.

التهديد الأميركي، توضح الصحيفة، جاء من خلال رسالة بعثها الأربعاء، كل من وزير الخارجية، مايك بومبيو، وزميله في الدفاع، مارك إسبر، تدعو وزارة الدفاع المصرية إلى إلغاء صفقة اقتناء مقاتلات "سوخوي-35" الروسية الصنع، موضحة أن القاهرة، إذا لم تمتثل لذلك، قد تواجه عقوبات ينص عليها القانون الأميركي يحظر اقتناء المعدات الحربية الروسية.
وبحسب ما تنقل الصحيفة الأميركية، من الرسالة التي حصلت عليها: "على أقل تقدير ستعقد صفقات تسليح جديدة ضخمة مع روسيا مستقبل عمليات التسليح الأميركية وكذا المساعدات الأمنية لمصر".
وترفض الولايات المتحدة من حيث المبدأ، شراء دول كمصر وتركيا والهند، أسلحة روسية، وتحديداً طائرات "سوخوي-35" التي تعاقدت مصر، نهاية العام الماضي، مع روسيا رسمياً لشراء نحو 20 طائرة منها، في الفترة من 2021 إلى 2022، مقابل مليارين وربع المليار دولار، لتكون من أضخم صفقات التسليح التي يجريها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.
الاعتراضات الأميركية ليست فقط بشأن التنافس مع روسيا في مجال التسليح، ولكن أيضا بشأن "مدى ملاءمة مدّ يد العون لدولة تشتري أسلحة من منافس الولايات المتحدة، بأسعار تزيد بكثير عن الأسعار التفضيلية التي كانت تحصل مصر بها على الأسلحة من واشنطن"، وفقاً لتصريحات سابقة لمصادر "العربي الجديد"، التي أوضحت أنّ هذه المسألة، إلى جانب قضية توغّل الجيش الواسع في الحياة الاقتصادية، تعرّض إدارة ترامب لضغوط متزايدة داخل الكونغرس. ووصفت المصادر الضغوط الخاصة بهذا الشأن، بأنها "ربما الأصعب" منذ تلك التي مورست خلال جلسات الاستماع في صيف 2017 بشأن قضية حقوق الإنسان في مصر، وكذلك قضية الدور الاقتصادي للجيش، ونتج عنها تعليق جزء من المعونة قبل الإفراج عنه.
وخلال العقود الأخيرة، قدمت الولايات المتحدة لمصر ما قيمته مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والاقتصادية، بما في ذلك إمدادها بمقاتلات "إف-16"، والمروحيات الهجومية، وتجهيزات عسكرية أخرى.


وكان بومبيو قد قال في جلسة استماع في إبريل/ نيسان، داخل لجنة الموازنة بمجلس الشيوخ، إنه أخطر الجانب المصري بالعواقب التي يمكن وقوعها إذا تمت الصفقة مع روسيا، وفقاً لقانون "مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات" (CAATSA)، الصادر منذ عامين.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن روسيا تبحث عن موطئ قدم لها في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد إنقاذها نظام بشار الأسد في سورية من خلال مده بالدعم العسكري في عز انهياره، وكذا توقيع صفقة منظومة الدفاع "إس-400" مع تركيا.
وكشفت أن التهديد الأميركي تم إرساله بالتزامن مع زيارة أجرها الثلاثاء إلى القاهرة وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، التقى خلالها السيسي.


ووفق "وول ستريت جورنال" فإن المسؤولين المصريين طلبوا مرات عديدة من إدارة ترامب تزويد القاهرة بنحو 20 طائرة مقاتلة من طراز "إف-35"، لكن واشنطن تفرض حظرا شاملا على مبيعات هذه المقاتلات في الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل، وربما هذا ما دفع القاهرة إلى المضي قدما في اتفاقها لشراء الطائرات الروسية.

المساهمون