اشتهر مورو، وهو من مواليد 1 يونيو/حزيران 1948، في تونس العاصمة بنشاطه كمحامٍ وسياسي في التيار الإسلامي التونسي، وهو من أبرز القادة التاريخيين لحركة النهضة، قبل أن ينتخب نائبا عن الحركة، ونائبا أول في مجلس نواب الشعب، ثم رئيسا له بالنيابة.
واليوم، يعتبر مورو أن تسليم السلطة لمن سيخلفه في البرلمان "مسؤولية وأمانة"، مؤكدا أن التسليم تم بشكل سلس رغم الخلافات السياسية، وهو مظهر من مظاهر التحضر، ووراء شعوره بالفخر، "لأن هذه اللحظة تعتبر تاريخية".
وأكد مورو، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه سيعود لمهنة المحاماة وسيغيّر توجهاته نحو العمل المجتمعي أو الاجتماعي، مضيفا أنه شعر اليوم الأربعاء "بالمسؤولية، وفي الوقت نفسه بالسعادة"، لأنه أكمل عهدته في مجلس نواب الشعب، مبينا أنه "سلّم الامانة لأهلها"، وبالتالي "هو سعيد لأنه عاش هذه اللحظة التاريخية ولم يدخر جهدا طيلة الأعوام الخمسة الفارطة في أداء واجبه".
وأوضح مورو أن هذه اللحظة المفصلية في انتقال السلطة "كانت منتظرة"، وقد اختار عدم الترشح مجددا بعد تفكير وبعد أن خطط لمساره الجديد، مشيرا إلى أنه "عمل بجد، وسواء أخطأ أو لم يخطئ في أداء مهامه؛ فإنه مطمئن لما قام به وسيترك التقييم للآخرين".
وقيّم مورو الوضع في تونس بأنه "صعب، وحتى العمل داخل مجلس نواب الشعب لن يكون مثل السابق، لأن الأحزاب متقاربة، وهناك للأسف من دخل للعمل بعقلية المعاداة والتهكم". وكشف مورو أن "البعض من الوجوه كانت ترفض التعاون ومتمسكة بعقلية عدائية، رغم أنها في مجلس ديمقراطي يقتضي العمل بعقلية مغايرة"، معتبرًا أن "ما حصل اليوم (أمس) في الجلسة الافتتاحية مؤشر بأن المعركة ستكون قوية وستكون معركة وجود".
وأشار إلى أن رسالته للنواب الجدد هي أن "يحافظوا على التواضع وحب العمل والتعلم، فهو أساس النجاح؛ أما من سيتعالى ويعادي ويعتقد أنه صاحب الحقيقية المطلقة فلن ينجح في مهمته".
ورأى أنه "آن الآوان لترك المشعل للشباب، ولأناس جدد ليتحملوا المسؤولية، وليقودوا المرحلة القادمة؛ وهي مرحلة تحتاج إلى أفكار جديدة"، مؤكدا أن "الاعتزال لا يعني غلق المجال أمام المشاركة في الشأن العام، ولكن بوجهة نظر أخرى ومواقع أخرى"، مبينا أنه "لا يتوقع تقلد مسؤوليات سياسية مجددا"، ولكنه لن يقرر الآن بخصوصها "لأن الأولوية ستكون للراحة، وإلى تقييم مساره ككل".
وأشار إلى أنّه "يحن لمهنته الأصلية"، وهي المحاماة التي عاش معها 40 عاما، والتي قرر أن يعود إليها، على أن يظلّ ملازما للحياة العامّة، مضيفا أنه "لا يرى مكانة مؤثّرة لنفسه داخل حركة النهضة وقد يغيّر توجّهه إلى توجّه جمعوي واجتماعي".