استشهد شاب فلسطيني وأصيب آخرون، في القرية البدوية شمالي بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، عقب قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة مواطنين في المكان، ليرتفع عدد شهداء القطاع منذ فجر اليوم إلى أربعة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إنّ الشهيد هو زكي محمد عدنان غنامة (25 عاماً)، مشيرة إلى ارتفاع عدد الاصابات في صفوف الفلسطينيين إلى نحو 20، بينهم حالات خطرة.
وقبل غنامة استشهد الشاب محمد عطية مصلح حمودة (20 عاماً) عقب قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي دراجة نارية كان يقودها مواطنان في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.
وفجر الثلاثاء، استهدفت طائرات حربية إسرائيلية منزلاً في حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد القيادي في سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا (42 عاماً) وزوجته أسماء محمد أبو العطا (39 عاماً).
وشيع آلاف الفلسطينيين جثمان أبو العطا وزوجته في موكب جنائزي كبير وسط مدينة غزة، وتعهد خلال التشييع قادة من الذراع السياسي لحركة الجهاد بـ"الانتقام لدمائه والثأر من قاتليه".
ورداً على العدوان، استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية في قصف مواقع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته في "غلاف غزة". وأعلنت سرايا القدس في أكثر من بيان مقتضب أنّ مقاتليها أطلقوا عشرات الصواريخ على الأراضي المحتلة رداً على اغتيال أبو العطا.
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأخيرة، مواقع عسكرية تتبع لحركة الجهاد الإسلامي في مناطق مختلفة من شمال وجنوب قطاع غزة.
فصائل المقاومة: العدو تجاوز الخطوط الحمراء
وفي الأثناء، اعتبرت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، أنّ "ما جرى من قبل العدو هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وهو يضع العدو أمام المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هاتين الجريمتين بالتزامن في غزة ودمشق، وسيتحمل الاحتلال كافة التبعات عن هذه الجرائم، وسيدفع الثمن غالياً بعون الله".
وأشارت الغرفة المشتركة، في بيان، إلى أنها ستبقى في حالة استنفار وانعقاد دائم لبحث سبل مزيد من الرد المناسب على هذه الجريمة، لافتةً إلى أنّ "الرد الأولي للمقاومة هو رسالة واضحة بأن دماء الشهداء لن تضيع هدراً، وإن المقاومة على قدر المسؤولية والتحدي بإذن الله".
ولفتت كذلك إلى أنّها على ثقة بأن "وحدة صف المقاومة وكلمتها وجهدها هو الضمان الأساس لردع الاحتلال وتلقينه الدرس القاسي، وجعله يندم على ارتكابه لهذه الجريمة الغادرة".
وقالت مصادر في غزة لـ"العربي الجديد"، إنّ أمين عام حركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة أعطى أمراً بتوسيع دائرة الرد على العدوان الإسرائيلي. لكن الواقع على الأرض حتى ظهر الثلاثاء، يوحي بأنّ موجة التصعيد الحالية ستبقى محدودة، وخاصة مع تدخل سريع للوسطاء المصريين والأمميين.
وقال، في بيان أرسل للصحافيين للتعليق على اغتيال القيادي في سرايا القدس بهاء أبو العطا واستهداف القائد العسكري للجهاد في دمشق أكرم العجوري واستشهاد نجله معاذ، إنّ "هذه الجريمة وما تبعها من جرائم للاحتلال، غير منفصلة عن محاولاته تصفية القضية الفلسطينية وضرب صمام الأمان والجدار السميك في مواجهة هذه المحاولات متمثلًا في فصائل المقاومة وقادتها في الداخل والخارج".
وشدد هنية على أنّ هذا العدوان سوف يدفع الشعب الفلسطيني إلى مزيد من التمسك بثوابته وحقوقه كاملة، وتعزيز خياراته الاستراتيجية ممثلة بالمقاومة ضد الاحتلال، وتعزيز تحالف فصائل المقاومة في الخندق الواحد.
ولفت إلى أنّ "هذه الجرائم للاحتلال تأتي في الوقت الذي اقتربت فيه قوى وفصائل شعبنا من إعادة ترتيب البيت الفلسطيني واستعادة وحدتنا الوطنية، للوقوف صفاً موحداً في معركة القدس والأقصى والاستيطان والأسرى، حيث يحاول قادة الاحتلال خلط الأوراق في محاولة يائسة لقطع الطريق على استعادة وحدتنا الوطنية، خاصة في ظل الأجواء الإيجابية التي سادت ساحتنا الفلسطينية خلال الأيام الأخيرة".