وبالتزامن مع حادثة الاغتيال في غزة، أعلنت حركة الجهاد الاسلامي أنّ منزل عضو مكتبها السياسي أكرم العجوري في حيّ المزة قرب دمشق تعرض لقصف اسرائيلي، ما أدى لاستشهاد أحد أبنائه.
وأبو العطا بات الاسم الأشهر في التهديدات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، جراء تحميله إسرائيلياً مسؤولية عدد من الهجمات العسكرية الأخيرة التي انطلقت من غزة.وأعلنت سرايا القدس "استشهاد أحد أبرز أعضاء مجلسها العسكري وقائد المنطقة الشمالية القائد الكبير بهاء أبو العطا وزوجته"، وأشارت في بيان مقتضب إلى رفع حالة الجهوزية والنفير العام في صفوف مقاتليها ووحداتها.
وشددت السرايا على أنّ "الرد على هذه الجريمة لن يكون له حدود وسيكون بحجم الجريمة التي ارتكبها العدو المجرم وليتحمل الاحتلال نتائج هذا العدوان".
وللمرة الأولى، سارع جيش الاحتلال الإسرائيلي لإعلان تفاصيل العملية على غير عادته. وقال الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي على صفحته في "تويتر": "في عملية مشتركة للجيش وجهاز الأمن العام، تمّ في الساعة الأخيرة استهداف مبنى تواجد في داخله أبرز قادة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة بهاء أبو العطا".
واتهم أدرعي أبو العطا بأنه "نفذ عملياً معظم نشاطات الحركة في قطاع غزة، وكان بمثابة قنبلة موقوتة"، وزعم أنّه "تورط بشكل مباشر في العمليات ومحاولات استهداف مواطني إسرائيل وجنود الجيش بطرق مختلفة، ومن بينها إطلاق قذائف صاروخية وعمليات قنص وإطلاق طائرات مسيرة وغيرها".
Twitter Post
|
وفي وقت لاحق، أعلنت سرايا القدس عبر سلسلة بيانات مقتضبة، أنها أطلقت عدة رشقات صاروخية تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت إنها قصفت "سديروت وأسدود والخضيرة والقدس".
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن مواطنين اثنين، أحدهما سيدة، استشهدا، فيما أصيب آخران، في انفجار شرقي مدينة غزة.
كما أغلقت وزارة التربية والتعليم ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" المدارس في وجه الطلبة والمدرسين حتى اشعار آخر.
وأخلت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة مقارها أيضاً، وباتت المؤسسات الحكومية تعمل في حالة الطوارئ.
وعلمت وكالة "الأناضول"، أن قيادة الحكومة التي تديرها حركة حماس بغزة، قررت "إخلاء كافة المقرات الحكومية والمقدرات الهامة والمركبات مع إخلاء كافة الموقوفين في السجون".
من جانبه، قال رائد فتوح، مسؤول تنسيق دخول البضائع لقطاع غزة (حكومي)، في تصريح مقتضب، إن إسرائيل أبلغت الجانب الفلسطيني، بقرارها إغلاق معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد للقطاع.
بدوره، قال الناطق باسم وزارة الداخلية، بغزة، في بيان: "تُتابع وزارة الداخلية والأمن الوطني تداعيات استهداف الاحتلال الإسرائيلي لأحد قادة المقاومة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة فجر اليوم الثلاثاء، وقد اتخذت الأجهزة الأمنية والشرطة التدابير اللازمة".
فصائل غزة: اغتيال أبو العطا لن يمرّ من دون ردّ
من ناحيتها، أكدت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، أن اغتيال أبو العطا، لن "يمرّ من دون عقاب، وسيدفع الاحتلال ثمن ذلك".
وحمّلت "حركة حماس" في بيان صحافي صادر عنها، وصل "العربي الجديد" نسخة عنه، الاحتلال كلّ النتائج المترتبة عن هذا التصعيد والاستهداف الخطير، مشيرة إلى أن استهداف أبو العطا وعائلته فجر الثلاثاء لن يوقف مسيرة المقاومة، التي ستبقى مستمرة ومتصاعدة.
وأضافت الحركة في بيانها: "إن شعبنا الفلسطيني إذ يودع اليوم قائداً مجاهداً لحق بركب القادة الشهداء، فإننا نؤكد في "حركة حماس" أن العدو الصهيوني يتحمل كل التبعات، وأن مسيرة الجهاد والمقاومة مستمرة ومتصاعدة، وجريمة اغتيال القائد أبو سليم لن تمر من دون عقاب".
في السياق ذاته، أكدت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أن الاحتلال يتحمّل المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة وما يترتب عنها، والمقاومة بكافة الأذرع العسكرية لن تتوانى عن الردّ على جريمة الاغتيال والتصدي للعدوان.
ودعت الجبهة في بيان صحافي صادر عنها جماهير الشعب الفلسطيني إلى انتفاضة غضب عارمة وشاملة ضد الجرائم الإسرائيلية في القطاع، وتأكيداً على خيار المقاومة، وتحديداً في الضفة المحتلة الذي يقع على عاتقهم الآن الاشتباك المفتوح مع الاحتلال في جميع مواقع التماس.
في الأثناء، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الحداد والإضراب العام في جميع مرافق قطاع غزة، ما عدا وزارة الصحة، استعداداً لمواجهة أي عدوان إسرائيلي جديد، مطالبة أبناء الشعب وجميع المقاومين على وجه الخصوص بتوخي الحذر من أي غدر احتلالي جديد.
وقالت القوى في بيانها إن هذه الجريمة المبيتة، والتي تعكس في جوهرها العقيدة الإسرائيلية الإجرامية، لها أهداف سياسية، تؤشر على حالة الإرباك والإفلاس، مطالبة أبناء الشعب الفلسطيني بالالتفاف حول خيار المقاومة والتعبير عن غضبهم ضد هذه الجريمة وسياسة الاغتيالات.
وشددت على أن هذه الجريمة لن تنجح في قتل إرادة المقاومة والصمود، وسيواجهها الشعب في القطاع بصلابة وإيمان عميق بالمقاومة وبحتمية الانتصار.