قال وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج المغربي ناصر بوريطة، على هامش القمة الروسية الأفريقية التي انعقدت في اليومين الماضيين في مدينة سوتشي الروسية، إن بلاده ستحتضن منتدى عربيا روسيا خلال العام المقبل.
بوريطة، الذي أدلى بحديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية، سلّط الأضواء على البعد العربي الروسي من داخل القمة الأفريقية الروسية، وقال إن "المغرب معروف أنه أرض اللقاءات وأرض المؤتمرات عبر التاريخ"، مضيفا: "كل سنة عندنا اجتماعات، في السنة المقبلة، في شهر مارس/آذار، سنحتضن المنتدى الروسي العربي، وهو عبارة عن اجتماع وزاري ينعقد مرة في السنة، مرة في روسيا ومرة في دولة عربية. المغرب اقترح أن يحتضن الدورة المقبلة، وبالتالي الجميع يرغب دائما في أن يأتي إلى المغرب لحضور مؤتمرات، وهو منفتح للقاءات".
وأضاف الوزير المغربي، الذي حلّ بروسيا قادما إليها من واشنطن، حيث أجرى لقاءات رفيعة شملت كبار مستشاري البيت الأبيض، أن قمة روسيا-أفريقيا حدث هام، لأنه "جاء في سياق خاص يشهد اضطرابات على المستوى الدولي (..) وبالتالي منتديات مثل هذه تسمح لحدوث نوع من الحوار، نوع من الاتفاق حول رؤية لكيفية تعزيز النظام، متعدد الأطراف، كيفية العمل على نطاق هذا النظام العالمي الجديد، الذي يمكن أن يكون فيه توازن، والذي يمكن أن يكون فيه دور للدول النامية".
أضاف الوزير المغربي أن "أفريقيا تتطور وتأخذ مصيرها بيدها، وأنها قررت أن تضع أجندة لنفسها في مجال الأمن والسياحة والتنمية"، و"لتحقيق هذه الأجندة، أفريقيا يجب أن تعتمد على نفسها أولا، هناك مجموعة من المشاريع، ومنطقة تبادل حرة أفريقية، وفضاء جوي منفتح أفريقي، وإصلاحات هيكلية داخل الاتحاد الأفريقي، وهذه الجوانب يمكن أن نحلها في إطار أفريقي- أفريقي".
وزير الخارجية المغربي استدرك قائلا إن "أفريقيا محتاجة، لتحقيق أجندتها، إلى مواكبة ومصاحبة مجموعة من الفاعلين، سواء الولايات المتحدة الأميركية، أو روسيا أو الاتحاد الأوروبي، أو اليابان وغيرها".
وفي تصريح آخر لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال بوريطة إن المشاركة المغربية في القمة الروسية الأفريقية تمحورت حول أربع رسائل رئيسية، "تتمثل أولها في اهتمام جلالة الملك بتفعيل الأجندة الأفريقية، سواء في بعدها الأفرو-الأفريقي، من خلال جميع المشاريع التي يطلقها الاتحاد الأفريقي، مثل مشروع "السماء المفتوحة" أو منطقة التبادل الحر الأفريقية، أو برامج الاندماج الإقليمية، أو في أبعاد أخرى تربط أفريقيا بشركاء دوليين، حتى يتمكن هؤلاء من مواكبة هذا العمل على مستوى القارة".
أما الرسالة الثانية للمشاركة المغربية، حسب بوريطة، فتتمثل في كون "أفريقيا تفرض نفسها اليوم شريكا مرغوبا فيه بفضل ديناميتها الاقتصادية، وثروتها من المواد الخام، وبنيتها الديمغرافية، بالإضافة إلى بروز طبقة وسطى جديدة، ما يجعل أفريقيا شريكا موثوقا به".
الرسالة الثالثة لهذه المشاركة المغربية في القمة الروسية الأفريقية، جسّدها بوريطة في السياق الدولي الحالي الذي وصفه بـ"غير المنظم"، والمتسم باضطرابات إقليمية، "وبالبحث عن إقامة نظام عالمي جديد يقوم على الإنصاف والتعددية، يمكن لروسيا أن تكون شريكا مهما لأفريقيا، من خلال مكانتها كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ودورها المهم في تعزيز التعددية".
وختم وزير الخارجية المغربية بالقول إن العلاقة قوية بين المغرب وروسيا، وإن "المغرب يعد في الوقت الحالي ثاني أكبر شريك اقتصادي لروسيا في أفريقيا، وبالتالي له مكانته في ما سيتمخض عن هذه القمة".