بالتزامن مع خطاب مرتقب لرئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، بدأت الحشود العراقية تتوافد على ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، رغم الإجراءات الأمنية لقوات الأمن التي أحاطت بالمنطقة، استعداداً لتظاهرات غداً الجمعة.
وردد عشرات العراقيين شعارات وهتافات مناوئة لقائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني وزعيم مليشيات "الحشد" فالح الفياض، في شعارات جديدة لم تشهدها التظاهرات، بحسب ما نقلته كاميرات ناشطين ومتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد.
كما طالب المتظاهرون زعيم "الحشد الشعبي" فالح الفياض بالكشف عن القناصين الذين قتلوا عشرات المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي اندلعت في بغداد ومدن الجنوب في الأول من الشهر الحالي.
وبحسب مصادر محلية في بغداد، فإن العشرات من المحتجين بدأوا بالتوافد على ساحة التحرير بعد ظهر الخميس قبل أن يتزايد عددهم بشكل كبير خلال الليل، موضحة لـ"العربي الجديد" أن المحتجين أطلقوا شعارات رافضة للتدخل الإيراني في قمع التظاهرات، وعبارات مناوئة لتدخلات زعيم "فيلق القدس" قاسم سليماني.
وأكدت المصادر أن عناصر محسوبة على التيار الصدري تتواجد لأول مرة في ساحة التحرير قرب مكان تواجد المتظاهرين في استجابة على ما يبدو لتوجيهات زعيم التيار مقتدى الصدر بتوفير الحماية للمتظاهرين.
وبينت المصادر ذاتها، أن القوات العراقية انتشرت بكثافة في محيط ساحة التحرير، ورغم أنها لم تمنع المتظاهرين من التوافد على الساحة، إلا أنها قيدت الإعلاميين ووضعت موانع أمام بعض وسائل الإعلام التي حاولت بث الأحداث بشكل مباشر، فيما شوهدت سيارات تتبع مليشيا "سرايا السلام"، التابعة لمقتدى الصدر، وهي تجوب الطرق القريبة من ساحة التحرير مع تجمع المتظاهرين.
يأتي ذلك بالتزامن مع خطاب مرتقب لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أعلن عنه يوم أمس، يتوقع أن يعلن فيه عن حزمة قرارات جديدة تتعلق بطلبات المتظاهرين.
في السياق، أعلنت محافظتا ذي قار والديوانية أنهما لن تفرضا حظراً للتجوال بالتزامن مع التحضير لانطلاق تظاهرات واسعة غداً الجمعة.
وقال قائد شرطة الديوانية العميد داخل الحجامي إن قوات الأمن "ستقوم بتوفير الحماية لمتظاهري الجمعة"، مؤكداً في مؤتمر صحافي عقده في المحافظة عدم صدور أي قرار لحظر التجوال تزامناً مع تظاهرات الغد.
وبين الحجامي أن القوات المحلية في الديوانية "قادرة على ضبط الأمن، ولن تأتي أية قوات مساندة من خارج الديوانية"، مشيراً إلى وجود خطة متقنة لحفظ أمن التظاهرات.
إلى ذلك، حاولت الحكومة العراقية التقليل من شأن الاتهامات الموجهة إلى مدير المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أبو جهاد الهاشمي بالمشاركة في قمع الاحتجاجات.
ونفى بيان حكومي عراقي ما ورد في تقارير صحافية أميركية بخصوص علاقة الهاشمي بالأحداث التي رافقت التظاهرات، موضحة أن ما ذُكر بهذا الشأن "مجرد ادعاءات عارية عن الصحة".
ولفتت إلى أن مدير المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء كان في مهمة رسمية في السعودية وبريطانيا عند اندلاع التظاهرات مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي، ولم يباشر عمله في العراق في السادس من الشهر المذكور.
يشار إلى أن نحو 150 عراقياً قُتلوا وأصيب الآلاف من المحتجين العراقيين خلال عمليات قمع مارستها قوات الأمن وفصائل "الحشد الشعبي" خلال الفترة الممتدة بين الأول والثامن من الشهر الحالي، ووجهت اتهامات لشخصيات عدة بالمساهمة في قمع الاحتجاجات من بينها مدير أمن "الحشد" أبو زينب اللامي، ومدير مكتب إعلام رئاسة الوزراء أبو جهاد الهاشمي، الذي يعد أكثر الشخصيات الحكومية قرباً من إيران.