الجزائر: رئيس حكومة الإصلاحات يشكك في انتخابات الرئاسة ويرفض الترشح

02 أكتوبر 2019
قطع حمروش الطريق على الراغبين في ترشحه (العربي الجديد)
+ الخط -
رفض رئيس الوزراء الجزائري الأسبق، مولود حمروش، دعوات شعبية وسياسية وجهت إليه للترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وقرر عدم خوض غمارها.

ونشر حمروش بياناً، مساء اليوم الأربعاء، قال فيه: "أشكر كل الذين واللواتي عبروا عن رغبتهم في أن أنخرط في العملية الانتخابية، لأذكرهم بأن موقفي منها واضح ولم يتبدل، لكن التزامي سيبقى كاملا غير منقوص ومشاطرتي آمال المواطنين قوية لا تتزعزع".

وكان حمروش يذكر بموقف سابق له اعتبر فيه أن شروط تحقيق انتقال ديمقراطي لا تزال غير متوفرة، وأن النظام السياسي يرفض السماح بإحداث تغيير جدي، واشترط تنازل وتنحي الجيش عن سلطة القرار لتحقيق ذلك.

وأضاف: "لقد عبرت عن موقفي بكل وضوح ممكن، وأبديت وجهات نظري حول حال بلادنا وحول الآمال التي تغذي طموحات مواطنينا وكذا عن الاستحقاقات المسطرة، وكنت دائما أتحاشى الغموض وأرفض المخادعة"، في موقف يوضح استمرار شكوكه من تعهدات السلطة والجيش بإقامة انتخابات نزيهة.


ويعزز موقف رئيس حكومة الإصلاحات في التسعينيات موقف الحراك الشعبي والكتلة الديمقراطية التي تضم مجموعة أحزاب، بينها جبهة القوى الاشتراكية، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، التي ترفض إجراء الانتخابات، وتدعو إلى مقاطعتها بسبب بقاء رموز نظام بوتفليقة في الحكم.

وفي ما يشبه انتقاد توجهات السلطة الحالية التي يهيمن عليها الجيش، وفرضها مسارا انتخابيا متعثرا وبأدوات الحكم نفسها، قال حمروش: "ما زلت عند قناعتي بأن طبيعة مستلزمات المرحلة لا يمكن إنجازها بالوعود وإنما بالتزامات صريحة وقوية وواسعة".

وكان ناشطون قد قرروا التوجه يوم السبت المقبل إلى منزل حمروش، وسط العاصمة الجزائرية، وتنظيم وقفة أمامه، للضغط عليه ودفعه إلى الترشح، والمساعدة في إنقاذ البلاد من الأزمة السياسية الراهنة.

وينهي موقف حمروش الرافض للترشح تخمينات كانت تعتقد بقرب إعلانه الترشح، خاصة وأنه يحظى باحترام لدى قطاع واسع من الرأي العام والمجتمع السياسي والمدني، منذ إدارته لحكومة الإصلاحات التي نفذت سلسلة جريئة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية بين سبتمبر/ أيلول 1989، حتى أحداث يونيو/ حزيران 1991، ويعد أول من أطلق يد الصحافة المستقلة.

وسبق لمولود حمروش أن ترشح للانتخابات الرئاسية عام 1999، لمنافسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لكنه انسحب مع خمسة مرشحين آخرين في يوم الاقتراع، بسبب بروز التزوير المفضوح من قبل الإدارة لصالح مرشح الجيش والسلطة حينها بوتفليقة.