ويوم الأربعاء، أطلق الجيش التركي بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، عملية عسكرية في منطقة شرق نهر الفرات لمواجهة المليشيات الكردية التي تصنفها أنقرة "تنظيمات إرهابية"، وذلك في ظل تجدد عمليات القصف لمناطق مختلفة تقع تحت سيطرة مليشيات "قوات سورية الديمقراطية".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم الجمعة، إن وزير الدفاع مارك إسبر، أبلغ نظيره التركي خلال مكالمة هاتفية بأنهما بحاجة لإيجاد وسيلة لتهدئة الوضع في شمال شرقي سورية "قبل أن يتعذر إصلاحه"، محذراً من أن الهجوم التركي يحمل "مخاطر عواقب وخيمة" على أنقرة.
وذكر بيان للبنتاغون، حسب وكالة "رويترز"، أن إسبر قال لنظيره التركي خلوصي أكار: "على الرغم من أن الوزير أكد تقديرنا لعلاقتنا الثنائية الاستراتيجية، إلا أن هذا التوغل يخاطر بمواجهة تركيا عواقب وخيمة"، مضيفاً أن تصرفات تركيا قد تضرّ بالجنود الأميركيين في سورية.
وقال إسبر: "في إطار المكالمة، حثّ الوزير الأميركي تركيا بقوة على التوقف عن إجراءاتها في شمال شرقي سورية من أجل زيادة احتمالات توصل الولايات المتحدة وتركيا وشركائنا إلى سبيل مشترك لتهدئة الوضع قبل أن يتعذر إصلاحه".
وأشار بيان وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إلى أن المكالمة الهاتفية جرت أمس، الخميس.
وفي سياق موازٍ أيضاً، قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، اليوم، إن على الاتحاد الأوروبي ألّا يذعن لتهديدات تركيا بإرسال ملايين اللاجئين السوريين إلى دول الاتحاد، وطالب أنقرة بوقف عملياتها العسكرية بشمالي سورية فوراً.
وقال كونتي للصحافيين، حسب "رويترز"، إن "الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يقبل هذا الابتزاز. المساعي التركية لاستقبال اللاجئين السوريين لا يمكن أن تصبح أداة ابتزاز من أجل بادرة عسكرية لا يمكننا قبولها ولا بد أن تتوقف فوراً".
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال، في كلمة ألقاها أمس الخميس، إن على الاتحاد الأوروبي "أن يتمالك نفسه"، وهدد بأنه "سيفتح الأبواب وسيرسل 3.6 ملايين لاجئ" إلى أوروبا، إن هي وصفت العملية العسكرية بالاحتلال.
هولندا تعلق تصدير شحنات أسلحة جديدة
أما وزارة الخارجية الهولندية فقد أعلنت اليوم أنها علقت تصدير أي شحنات أسلحة جديدة إلى أنقرة إثر الهجوم الذي بدأته تركيا الأربعاء.
وقالت الخارجية لفرانس برس "قررت هولندا تعليق كل طلبات تصدير المعدات العسكرية إلى تركيا في انتظار تطور الوضع".
وقال نائب رئيس الوزراء هوغو دي يونغي في مؤتمر صحافي في لاهاي، إثر الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء التي لم يحضرها رئيس الوزراء مارك روته بسبب وجوده في أستراليا، "ندعو الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى القيام بالأمر نفسه".
وأضاف المسؤول الهولندي "نحن قلقون جدا من التداعيات الإنسانية المحتملة لهذه العملية" التي تهدد "بإعاقة المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية (وتهدد) الاستقرار في المنطقة".
وفي وقت سابق اليوم، قال الأمين العام لحلف شماليّ الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، الجمعة، إن الحلفاء سيواصلون دعم تركيا، "التي تقف في الخط الأمامي لنضال مهم للحلف"، لكنه أكد أنه يتوقع من أنقرة "ضبط النفس في سورية".
وأكد ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو في إسطنبول، أنه "لا توجد دولة من دول حلف شماليّ الأطلسي تعرضت لما تعرضت له تركيا من الهجمات الإرهابية القادمة من الشرق الأوسط".
وأشار إلى أنه بحث مع الوزير التركي العملية العسكرية المستمرة شمالي سورية.
وشدّد ستولتنبرغ على أن تركيا "دولة مهمة في مكافحة الإرهاب"، مشيراً إلى مساهمة أنقرة في مكافحة تنظيم "داعش".