بغداد تستكمل نشر قواتها على الحدود السورية: "داعش" انتهى

04 يناير 2019
قوات عراقية في مدينة القائم الحدودية (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
قال مسؤول عسكري عراقي رفيع في بغداد إنّ القوات العراقية المشتركة انتهت، يوم الأربعاء الماضي، من نشر وحدات قتالية إضافية على الحدود العراقية السورية من جهة الأنبار ونينوى وعلى امتداد أكثر من 580 كيلومتراً. وأوضح المسؤول، وهو جنرال عراقي يعمل ضمن قيادة العمليات المشتركة في بغداد، أنّ من شأن هذه الخطة ردع أي مسلح يحاول الانتقال من سورية إلى داخل الأراضي العراقية، في إشارة إلى عناصر تنظيم "داعش" الموجودين في جيوب متناثرة داخل الأراضي السورية القريبة من العراق، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ الخطة لم تتضمّن أي دور بري للقوات الأميركية، بسبب رؤية الحكومة العراقية التي تريد إبعاد الملف عن أي جانب سياسي، وحصره بالمنظور الأمني فقط.

وبحسب المسؤول ذاته، فإنّ الجيش العراقي وقوات حرس الحدود ووحدات كوماندوس عراقية خاصة، إضافة إلى فصائل مسلحة ضمن "الحشد الشعبي"، تنتشر الآن على الحدود بين العراق وسورية مع معدات دفاعية كاملة، تشمل دبابات ودروعاً ومدافع ميدان وأسلحة مساندة أخرى، فضلاً عن إطلاق عشرات الطائرات المسيرة التي تراقب المنطقة على مدار اليوم وكاميرات حرارية ليلية. ووصف المسؤول الخطة بأنّها "كفيلة بحرق أي مسلح يحاول دخول الأراضي العراقية من سورية"، مؤكداً "بناء ثكنات ومعسكرات دائمة على الحدود سيكون بمثابة استطلاع عميق للجانب الآخر من الحدود واستشعار لأي تحركات إرهابية".

ولفت المسؤول إلى أن "الخطة لم تعط أي دور للقوات الأميركية، سواء بالرصد والمراقبة الجوية أو بالوجود البري، كون العراق لا يريد أن يمنح الموضوع بعداً سياسياً، وهو يتعامل مع ملف الحدود مع سورية من منظور أمني فقط"، مستدركاً بالقول "كما أنّ الوجود الأميركي على الحدود من شأنه أن يخلق مشاكل وإرباكاً، خاصة في ما يتعلّق بالجانب الآخر"، في إشارة إلى قوات نظام بشار الأسد. وأكّد الجنرال العراقي أنّ "الضربات المدفعية والجوية العراقية ستستمرّ داخل مناطق سورية حدودية مع العراق، وهي تأتي ضمن تنسيق مع دمشق ومن خلال غرفة العمليات المشتركة (الروسية الإيرانية العراقية إضافة إلى نظام الأسد)"، والتي اعتبر أنها "ستنشط أكثر مع انسحاب الأميركيين الفعلي من البلاد".


في غضون ذلك، قال محمد العيساوي، عضو المجلس المحلي لمدينة القائم الحدودية مع سورية ضمن محافظة الأنبار، إنّ "الحدود باتت آمنة ولا مجال لأي سيناريو إرهابي لداعش على شاكلة هجوم يونيو/ حزيران 2014". وأكّد العيساوي في حديث مع "العربي الجديد" أنّ "المدن العراقية الحدودية مستقرة، ولا أعتقد أنّ هناك تأثيراً واضحاً لانسحاب الأميركيين من مناطق سورية مجاورة لنا"، لافتاً إلى أنّ "داعش أضعف الآن، والقوات العراقية أقوى، والشارع العراقي أيضاً أكثر وعياً".

بدوره، أوضح عضو المجلس المحلي في محافظة نينوى، خلف الحديدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأوضاع الأمنية في محافظة نينوى مستقرة والشريط الحدودي مؤمّن بشكل كامل، ولكن هناك نشاطاً ملحوظاً لخلايا تنظيم داعش الإرهابي، إذ تقوم باستهداف المدنيين بين فترة وأخرى، في مسعى منها إلى استغلال هذه الهجمات وإبرازها إعلامياً". وأكد الحديدي أنّ "سيناريو سقوط المدن لن يتكرر والقوات العراقية اليوم أقوى بكثير من أي قوة أخرى".

ويأتي استكمال الخطة الجديدة بعد يومين من إعلان وزارة الدفاع العراقية عن قصف مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" داخل بلدة سوسة السورية التابعة لمحافظة دير الزور، قالت إنه استهدف اجتماعاً ضمّ قيادات في التنظيم.

إلى ذلك، قال ضابط عراقي بقوات حرس الحدود في المنطقة الثانية المسؤولة عن الحدود العراقية السورية ويدعى المقدّم سعد عويد الربيعي، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "سكان البلدات الحدودية يشعرون بقلق، لكننا أبلغناهم بأنّ صفحة سقوط المدن والبلدات بيد داعش طويت ولن تعود". وأضاف "حالياً، نحن بطور التنظيف لا أكثر، وهناك جيوب صغيرة وأكثرها معزولة، ويجرى استهدافها. أمّا الحديث عن وجود خطر من داعش على العراق، فهذا بات من الماضي بكل تأكيد". وختم الربيعي بالقول إنّ "الحدود أغلقت الآن وعادت كما كانت قبل يونيو 2014، وما زلنا نواصل عمليات التطهير والتفتيش".