المليشيات الكردية تحدّد شروطها لمفاوضات "قريبة" مع النظام السوري

25 يناير 2019
حمو: موقف دمشق إيجابي (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
فيما أعرب قائد مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية سيبان حمو عن اعتقاده بأن المحادثات مع النظام السوري بشأن مستقبل المنطقة الشمالية الشرقية ستبدأ في الأيام المقبلة بعد "رد فعل إيجابي" من نظام بشار الأسد، أعلن القائد العام لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية" مظلوم كوباني "شروطهم" للتفاوض، مشدّدًا على أن أي اتفاق مع النظام يجب أن يضمن "خصوصية" قواته.

وشدد كوباني، في مقابلة حصرية مع وكالة "فرانس برس"، على وجوب أن "يضمن أي اتفاق سياسي خصوصية" قواته التي قاتلت التنظيم "نيابة عن كل البشرية، وحتى عن الجيش السوري"، وفق أقواله، مؤكداً أنها "حمت شمال شرق سورية.. وحررت هذه المناطق، ومن حقها أن تستمر في حماية المنطقة".

وأضاف خلال مقابلة الخميس في أحد مقرات قواته قرب مدينة الحسكة (شمال شرق): "هذا هو خطنا الأحمر ولا يمكننا التنازل عن ذلك" في المفاوضات.

وأوضح القائد العام لمليشيا "قسد" أن النظام "ما زال يؤمن بأن بإمكانه العودة إلى ما قبل العام 2011، ومازال يأمل أن يسيطر عسكرياً على كل المنطقة"، وتابع "ولهذا يحتاج (النظام) إلى مزيد من الوقت لأن يفهم أن ذلك مستحيل ولا يمكن حدوثه".

وأكد أن ""قسد" تقبل أن تكون جزءاً من الجيش الوطني لسورية المستقبل بشرط الحفاظ على خصوصيتها"، وأعرب عن استعداد قواته مقابل ذلك "الحفاظ على الحدود السورية وعلى وحدة الأراضي السورية، وعلى الرمز السوري وهو العلم السوري، والقبول بنتائج الانتخابات المركزية في حال حدوثها".

من جهته، قال سيبان حمو لـ"رويترز": "هناك محاولات لإجراء مفاوضات... موقف الحكومة السورية كان إيجابيا... نعتقد أنها ستبدأ في الأيام المقبلة".

وفي تسجيل صوتي أرسله ممثلوه في وقت متأخر أمس الأربعاء، قال حمو إن "تحرك الولايات المتحدة للانسحاب كان متسرعا ولا يمكن أن يحدث، بينما لا تزال المعركة ضد مقاتلي تنظيم "داعش" مستعرة".

وسعى قادة المليشيات الكردية إلى الوساطة الروسية لإجراء محادثات مع نظام الأسد. ويخشى هؤلاء من هجوم تركيا، التي هددت بسحق "وحدات حماية الشعب". 

وذكر حمو أن المبعوث الأميركي جيمس جيفري تحدث خلال زيارة في الآونة الأخيرة معه ومع مسؤولين آخرين عن "إرضاء تركيا وحماية شمال سورية في الوقت ذاته".

وأثار تسليح الولايات المتحدة لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية"، التي تقودها "وحدات حماية الشعب"، غضب تركيا.

وتعتبر أنقرة المليشيات الكردية السورية امتدادا لحزب "العمال الكردستاني" الذي تصنفه منظمة إرهابية.

وقدمت السلطة التي تقودها المليشيات الكردية، والتي تدير مساحات كبيرة من شمال وشرق سورية، "خارطة طريق" للتوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد في الاجتماعات الأخيرة مع روسيا حليفته الرئيسية.

وقال حمو إنه "لم تجر محادثات مباشرة مع الدولة منذ ذلك الحين، لكن دمشق تلقت الاقتراح، الذي ركز على الحفاظ على حقوق الأكراد والأقليات، بما في ذلك التعليم وكذلك الحكم الذاتي".

المنطقة الآمنة

وألقت رسائل متضاربة من واشنطن بظلالها على إعلان ترامب المفاجئ الشهر الماضي، الذي أثار مخاوف بين الحلفاء الغربيين. 

وما زالت القوات الأميركية التي يبلغ قوامها 2000 جندي منتشرة في منطقة مليشيا "قسد".

وقال حمو إن "تطبيق هذا القرار (الأميركي) بسحب القوات عمليا غير ممكن على المدى القريب".

وتابع أن "داعش نحو الزوال، لكن هذا لا يعني أن الحرب ضد داعش قد انتهت. ثمة العديد من الخلايا النائمة. ستكون هناك حرب طويلة مع "داعش" في هذه المنطقة".

وأضاف أن أي منطقة آمنة في شمال شرق سورية، والتي ذكرها ترامب على "تويتر"، يجب أن تكون تحت رعاية الأمم المتحدة. 

 

ورحبت "قسد" بهذه الاحتمالية، لكنها قالت إن أي منطقة من هذا النوع ينبغي أن تبقي تركيا بمنأى.

وقال حمو "قلنا نريد أن نكون على علاقة جيدة كجيران، إلا أن الدولة التركية لا تقبل هذا الشيء، فهي لا تقبل وجود كيان كردي حر ومنطقة ذاتية آمنة، فإذا هجمت تركيا على مناطقنا سنقوم بالرد المناسب".

في المقابل، شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، على أن السيطرة الفعلية في المنطقة الآمنة التي يجري الحديث عن إنشائها في شمال سورية "يجب أن تكون بأيدينا"، مشددا على أن بلاده "غير منفتحة أمام كافة الحلول المقترحة خارج هذا الإطار"، متوقعا إنشاء المنطقة "في غضون بضعة أشهر".

وأشار أردوغان، في كلمة بإقليم أرضروم الشرقي، إلى أنه "إذا لم يتم الإيفاء بالوعود فإننا سنقيم المنطقة الآمنة شمالي سورية بأنفسنا، ومستعدون لدفع ثمن ذلك"، موضحا أن اتفاق أضنة "يتيح لتركيا دخول الأراضي السورية عند حدوث أمور سلبية تهدد أمننا".

وأضاف: "لسنا بحاجة لدعوة أحد، نحن ضمنا بالفعل حق التدخل (ضد الإرهاب في سورية) عبر اتفاق أضنة 1998"، وأن تركيا "هي القوة الوحيدة التي ستضمن أمن المنطقة (..) وإقامة المجتمع الدولي للمنطقة الآمنة أمر غير وارد".

وتستحوذ قضية "المنطقة الآمنة" على الشريط الحدودي التركي مع شمال سورية، والتي أثارها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل أيام، على جزء رئيسي من الجدل حول الملف السوري، في ظل عدم اتضاح تفاصيل هذه المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بالجهة التي ستتولى إقامتها وإدارتها.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)