السودان: مقتل متظاهرين اثنين في أم درمان... واحتجاجات ليلية بالخرطوم

24 يناير 2019
تظاهرات متواصلة للأسبوع السادس على التوالي (فيسبوك)
+ الخط -
قُتل متظاهران وأصيب عددٌ آخر، خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينة أم درمان السودانية، اليوم الخميس، فيما تواصلت الاحتجاجات الليلية في عدد من أحياء ولاية الخرطوم، بعدما واصل متظاهرون للأسبوع السادس على التوالي، احتجاجاتهم الشعبية في أكثر من مدينة، إذ أحصى تجمع المهنيين السودانيين اليوم، 30 تظاهرة في مختلف أنحاء البلاد وخصوصاً الخرطوم، أم درمان، القضارف، بورتسودان، سنار، المناقل وبحري.

وقال عامر محمد إبراهيم، رئيس لجنة التحقيقات التي شكلتها النيابة العامة للتقصّي حول الأحداث الأخيرة، إن عدد قتلى الاحتجاجات السودانية ارتفع إلى 29 قتيلًا بعد مقتل متظاهر اليوم.

وأضاف: "تلقينا بلاغًا بوفاة عبد العظيم أبوبكر (24 عامًا) أثناء تظاهرات اليوم في أم درمان، وتم تحويل الجثة إلى المشرحة"، دون توضيح لسبب الوفاة، بحسب ما نقلت "الأناضول".

وفي وقت لاحق، أعلنت لجنة أطبّاء السودان في بيانٍ لها، مقتل متظاهرَين اثنين في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد اليوم، هما محجوب التاج محجوب إبراهيم، طالب بالسنة الثانية بكلية الطب جامعة الرازي، وذلك إثر تعرضه للتعذيب في معتقلات النظام من قبل أفراد جهاز الأمن، حسب ما أوضح البيان، والآخر هو عبد العظيم بابكر، وقد فارق الحياة إثر رصاصة مباشرة نحو الصدر.

وقالت لجنة الأطباء إنها "تأسف وهي ترى جيش السودان يتفرج على كل هذه المجازر، ولا يتدخل لإنقاذ الوطن والشعب وحماية المتظاهرين السودانيين السلميين".

إلى ذلك، تداول ناشطون مقطع فيديو لعملية دهس قامت بها عربة يُعتقد أنها تابعة للقوات الأمنية بشارع المطار في الخرطوم، أثناء احتجاجات بمنطقة الصحافة تلت الإعلان عن مقتل محجوب التاج أحد أبناء الحي.

كما ذكر ناشطون، أن عددًا من المحتجين أصيبوا بالرصاص في عدد من المناطق. ونُقل عن أسرة رئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، أن حفيده واسمه مأمون الإمام الحلو، قد أصيب بطلق ناري في رجله خلال التظاهرات التي شهدتها مدينة أم درمان.

كما ذكر شهود عيان أن المحتجّين سيطروا الليلة، على مسافة واسعة من شارع الأربعين بأم درمان، مع غياب كامل لقوات الشرطة والقوات الأمنية الأخرى، فيما تستمر عمليات الكرّ والفرّ بين المحتجين في حيّ بري، شرق الخرطوم.


وكان مئات المحتجين تجمعوا في حي بري، استجابة لدعوة وجهها تجمع المهنيين المعارض للخروج في "موكب التنحي"، المقرر أن يتجه للقصر الرئاسي لتسليم مذكرة تطالب بتنحي الرئيس عمر البشير.

وهتف المحتجون بشعارات تطالب بإسقاط النظام، رافعين في الوقت نفسه شعارات أخرى تؤكد سلمية احتجاجاتهم وتندد بقتل متظاهرين. 

أما في منطقة شمبات، فقد أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على تجمع احتجاجي في المنطقة، كما شهد حيّ الحتانة بأم درمان تظاهرات مماثلة. 

المعارضة تعلن جدولاً جديداً في الساعات المقبلة

بدورها، علّقت قوى المعارضة السودانية على الأحداث بالقول إن "كل السودان خرج ليعلن مطلب تنحي النظام، وإن معالم الثورة لم تُدنّس بالكذب ولا الرياء ولم تُهندس بأياد غير أيادي بنيات الفريق ووليدات الحواري والزقاقات الأليفة".

ووعدت المعارضة، التي تضم تجمع المهنيين السودانيين وتحالف نداء السودان والتحالف الاتحادي وقوى الإجماع الوطني، بـ"رسم ملامح الفترة الانتقالية نحو الديمقراطية المنشودة، بدون إقصاء أو تهميش إلا لمن أبى"، مؤكدة في بيانها أنه "لا خطوة إلا نحو الأمام وألا نسلم إلا لسلطة ديمقراطية قوامها العدل والإنصاف والاعتراف بالتعدد والاختلاف الايجابي، لا الخلاف المقيت".

وأضافت أن "مشروعها للتغيير هو مشروع النماء والنهضة والاستقرار، في دارفور وكردفان والجزيرة والشرق والشمال والجنوب. وتحويل البلاد من الفقر والفساد وبيع الذمم، إلى وطن قوامه الشفافية والمصالح المتوازنة في علاقاته مع العالم؛ علاقات تؤسس للتقدم والعدالة الاجتماعية، وتؤثث بيت السودان الداخلي بتوزيع عادل للثروات والسلطات وبقبول الآخر وإحقاق الحقوق والمحافظة على الوحدة المبنية على الرضا الكامل والسلام"، على حد ما ذكر البيان.

وأوضح البيان أن جدولًا جديدًا ستصدره قوى المعارضة في الساعات المقبلة عن خطة الثورة، القادمة، مشيرة إلى أن "لجان الأحياء خط المقاومة الأول في ظل تقوقع أمن النظام، وأن التظاهرات الليلية هي الضامن لنجاح الاعتصامات والعصيان المدني والإضراب السياسي، حتى سقوط النظام".

ودخلت احتجاجات السودان، أمس الأربعاء، أسبوعها السادس على التوالي وسقط فيها 29 قتيلًا، حسب الإحصاءات الحكومية، في حين تتحدث المعارضة عن مقتل أكثر من 40 متظاهرًا منذ بدء الاحتجاجات.

بدورها طالبت الأمم المتحدة، الخميس، قوات الأمن السودانية بتجنب "استخدام القوة المفرطة" ضد المحتجين على الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحافي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك: "نحن نطالب جميع الأطراف بالامتناع عن العنف، ويشمل ذلك استخدام القوة المفرطة من قوات الأمن السودانية".