قراءات روسية للغارات الإسرائيلية بسورية: رسائل لواشنطن والخليج؟

21 يناير 2019
يرجح الروس أن تستمر إسرائيل بضرباتها(Getty)
+ الخط -
تصدرت الضربات الليلية التي نفذتها إسرائيل مستهدفةً الأراضي السورية، عناوين الإعلام الروسي، اليوم الاثنين، وسط ترجيحات بأن تستمر تل أبيب في شنّ غاراتها دون أي رد يذكر، لتوجه بذلك رسائل إلى واشنطن وحلفائها في الخليج، بشأن موقفها من الوجود الإيراني في سورية.

وفي مقال حمل عنوان "سورية تحت النيران: ماذا وراء الضربات السورية؟"، اعتبرت صحيفة "غازيتا. رو" الإلكترونية أن ضربات إسرائيل الأخيرة "تحمل في طياتها رسائل سياسية، للتأكيد على استعدادها للاستمرار في مواجهة إيران، رغم الانسحاب الأميركي من 

سورية". 

وذكّر كبير الباحثين في مركز "الدراسات العربية والإسلامية" في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير ساجين، بأن "ضربات سلاح الجو الإسرائيلي على المواقع الإيرانية على الأراضي السورية مستمرة منذ فترة طويلة، وقد تجاوزت الـ200 غارة جوية وصاروخية".    

ورأى ساجين، في حديث لـ"غازيتا. رو"، أن إسرائيل لن تتوقف عن شنّ مثل هذه الغارات، مذكراً بأن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، رغم علاقاته الشخصية الجيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووجود قوات روسية في سورية، أكد مراراً أن وجود تشكيلات إيرانية بالقرب من الحدود الإسرائيلية يمثل بالنسبة إلى إسرائيل "مسألة حياة أو موت".

من جهتها، أشارت مستشارة رئيس "المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية" في موسكو، يلينا سوبونينا، إلى أن "ردع إيران في الشرق الأوسط، بما في ذلك على الأراضي السورية، لا يزال من المهام العسكرية - السياسية ذات الأولوية لدى إسرائيل وأقرب حلفائها، أي الولايات المتحدة".

وأوضحت سوبونينا لـ"غازيتا. رو" أن إسرائيل تسعى بأعمالها الأخيرة لإصدار رسالة مفادها أنها ستواصل مهمتها لإبعاد إيران بصرف النظر عن الانسحاب الأميركي من عدمه، معتبرة أن الضربات الإسرائيلية تحمل في طياتها رسائل إلى الولايات المتحدة وأهم حلفائها في المنطقة، لا سيما السعودية والإمارات.

بدوره، استبعد رئيس قسم البحوث في معهد "حوار الحضارات"، أليكسي مالاشينكو، احتمال أي رد على الضربات الإسرائيلية باستثناء استخدام وسائل الدفاع الجوي.

وقال مالاشينكو: "أعتقد أنه لن يكون هناك أي رد عسكري من قبل القوات المسلحة السورية، باستثناء عمليات قوات الدفاع الجوي، ولكن هناك تساؤلات حول مدى فاعليتها".

وأضاف: "لا أتصور على أي موقع قد يشن السوريون ضربة جوابية"، قبل أن يتساءل: "على الأراضي الإسرائيلية؟ هذا أمر مستحيل".


وفي وقت سابق، اليوم، أقر مركز التحكم العسكري الوطني الروسي بأن إسرائيل شنت ثلاث غارات جوية ليلية على الأراضي السورية، بينما لم تبد القيادة الروسية أي استنكار أو تنديد بالهجوم. وقال المركز في بيان تداولته وكالات إعلام روسية: "لقي أربعة عسكريين سوريين مصرعهم، وأصيب ستة آخرون بجروح. نتيجة للغارة، لحق ضرر جزئي بالبنية التحتية لمطار دمشق الدولي".  

وحتى الآن، لا تزال موسكو تغض الطرف عن أي أعمال عسكرية إسرائيلية في سورية، بما فيها واقعة إسقاط طائرة الاستطلاع "إيل-20" في سبتمبر/أيلول الماضي بواسطة قوات الدفاع الجوي التابعة للنظام السوري التي كانت تستهدف الطيران الإسرائيلي في المنطقة ذاتها التي كانت الطائرة الروسية تحلق فيها، وهو أمر اعتبره بوتين آنذاك مجرد نتيجة لـ"سلسلة من الظروف المأساوية".

وفي حديث سابق لـ"العربي الجديد"، أشار نائب مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا في موسكو، مكسيم شيبوفالينكو، إلى ما قال إنه "انعدام رؤية روسية واضحة لمن هو صديق ومن هو عدو لها في المنطقة في ظل تعامل روسيا مع إيران وسورية على أنهما حليفاها، والسماح في الوقت ذاته لإسرائيل بتصفية الحسابات معهما داخل الأراضي السورية".  

  ​

المساهمون