أردوغان: لن نسمح بمنطقة آمنة في سورية تتحول إلى مستنقع ضدّنا

21 يناير 2019
أردوغان: الأمن سيعم منبج وستُسلم المدينة لأهلها (Getty)
+ الخط -

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، إن بلاده لن تسمح بإقامة منطقة آمنة في سورية تتحول إلى مستنقع جديد ضدها. فيما ذكر وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أن جميع الجهات لديها أجندة خاصة في سورية، وأنها ليست حريصة مثل تركيا على وحدة الأراضي السورية.

وأوضح أردوغان، في كلمة له، في العاصمة التركية أنقرة: "مقترحنا بخصوص المنطقة الآمنة يهدف إلى إبعاد التنظيمات الإرهابية عن حدودنا"، مؤكداً أن "الأمن سيعم منبج بريف حلب الشرقي، وستُسلّم المدينة لأهلها".

ومضى أردوغان قائلاً "قطعنا وعداً بتحقيق الاستقرار في المنطقة المطهرة من الإرهابيين في سورية"، مبيناً أنه "لا يمكننا أبداً السماح بمنطقة آمنة تتحول إلى مستنقع جديد ضد بلدنا".

وبخصوص زيارته إلى روسيا، الأسبوع الجاري، قال أردوغان: "سأبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المناطق المطهرة من الإرهاب"، مضيفاً أن تركيا "أظهرت عزمها من خلال المبادرة التي وضعتها في إدلب".

وحول المكالمة الهاتفية الأخيرة بينه وبين نظيره الأميركي دونالد ترامب، أشار الرئيس التركي: "قلت لترامب قدّموا لنا الدعم اللوجستي، فسنقوم بالقضاء على داعش".

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، إن جميع الجهات لديها أجندة خاصة في سورية، وإنها ليست حريصة مثل تركيا على وحدة الأراضي السورية، وتحقيق الاستقرار والسلام فيها، من أجل أشقائهم السوريين.

وذكّر الوزير التركي، في كلمة له، بأن بلاده تعاونت مع روسيا من أجل إنقاذ 45 ألف سوري إبان أزمة حلب، ومن ثم أشركت إيران في الجهود من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سورية.

ولفت جاووش أوغلو إلى أن مسار أستانة جاء بفضل مبادرة السياسة الخارجية لتركيا. ومحادثات سوتشي جاءت نتيجة مبادرة روسية-تركية، وكذلك عقد قمم ثلاثية بين تركيا وإيران وروسيا جاء بفضل نفس المبادرات.

ورأى أن كل الدول بدأت بالشروع في سياسات مختلفة عقب قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من سورية، "إلا أن سياسة تركيا ثابتة، وهي تطهير سورية من الإرهابيين، وإرساء السلام والاستقرار فيها، والتوصل إلى حل سياسي، وتحقيق ما يريده الشعب السوري".

وأضاف "عبر اتفاق إدلب، لم نقم بمنع وقوع كارثة ومأساة إنسانية فقط، بل فتحنا نافذة لآخر فرصة من أجل الحل السياسي في سورية".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد، قبل أسبوع، أنّ تركيا ستتولّى تشكيل المنطقة الآمنة في شمال سورية، مشيرا إلى احتمال امتداد مساحتها إلى 20 ميلا في سورية، وذلك بعد التوافق مع نظيره الأميركي.




وتستحوذ قضية "المنطقة الآمنة" على الشريط الحدودي التركي مع شمال سورية، والتي أثارها الرئيس ترامب، قبل أيام، على جزء رئيسي من الجدل حول الملف السوري، في ظل عدم اتضاح تفاصيل هذه المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بالجهة التي ستتولى إقامتها وإدارتها.

وبينما تتواصل المشاورات حول هذه القضية، تحديداً بين الولايات المتحدة وتركيا، تتسابق الأطراف المعنية إلى تفسيرها وفق فهمها ومصالحها، فيما يلوذ الجانب الأميركي بالصمت بانتظار، كما يبدو، استكمال المشاورات داخل واشنطن، ومع الأتراك والأكراد بشأن التفاصيل.

وفي هذا الوقت، يحافظ النظام السوري وروسيا على موقفهما الرافض لأي مقترحات لا تتضمن عودة هذه المناطق بالكامل إلى سيطرة النظام، وإن كان ذلك لم يمنع كلاً منهما من الانخراط في مفاوضات (النظام مع الأكراد، وروسيا مع الأتراك) منفصلة، لمحاولة التأثير في تشكيل ملامح المرحلة المقبلة لمناطق شرق سورية الغنية بالنفط والثروات الأخرى.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع ما كشفته صحيفة "خبر تورك" التركية، بأن الولايات المتحدة الأميركية قد أعدت مع روسيا خطة مشتركة تتضمن منطقة حكم ذاتي للأكراد شرق الفرات، جنوب المنطقة الآمنة التي مُنحت لطمأنة تركيا.

وأكدت الصحيفة، في هذا الإطار، أن قرار الانسحاب الأميركي "لم يكن مفاجئاً لروسيا، حيث جرى الاتفاق عليه، فيما الآن تتركز الأنظار على التحضيرات التي تجري لعقد قمة ثلاثية تركية أميركية روسية مستقبلاً، لوضع اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق وإعلانه، وبالفعل بدأت التحضيرات لها منذ فترة".


(الأناضول، العربي الجديد)