وذكر بيان للرئاسة المصرية أن السيسي طلب نقل تحياته إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدا "حرص مصر على تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين وتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بينهما لدورها المحوري في دعم الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وتطلعه لتعظيم التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة حول مختلف الملفات السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك".
وأضاف البيان أن "بومبيو هنأ السيسي بالافتتاح المتزامن لكلٍ من مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح، والذي يعكس الجهود المصرية لتدعيم المبادئ الراسخة من تآخ وتعايش"، ومشيداً في السياق ذاته بـ"جهود السيسي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مصر، الأمر الذي تجلى في الطفرة التنموية الملحوظة التي تشهدها البلاد".
وأكد وزير الخارجية الأميركي، بحسب البيان المصري، اهتمام بلاده بـ"تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وكذا تكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الثقل السياسي والريادة التي تتمتع بها مصر في محيطها الإقليمي، بما يساهم في تحقيق الاستقرار المنشود لكافة شعوب المنطقة".
وتطرق اللقاء إلى ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد السيسي "إصرار مصر حكومةً وشعباً على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة ودحر تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنياً وفكرياً"، مشدداً على أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك مع الولايات المتحدة على كافة الجوانب لتدعيم تلك الجهود.
وأشاد بومبيو بـ"الجهود المصرية في هذا الإطار خلال الفترة الماضية"، معرباً عن دعم بلاده لتلك الجهود، ومؤكداً أن "مصر تعد شريكاً مركزياً في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود".
وأضاف البيان أن اللقاء شهد التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، لا سيما تطورات الأوضاع في كلٍ من ليبيا وسورية واليمن، وجهود التوصل إلى تسوية سياسية لتلك الأزمات، بما يحافظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية، ويقوض تفشي الفوضى بها، ويقطع الطريق أمام تحولها إلى مناطق نفوذ لقوى خارجية، وكذلك يوفر الأساس الأمني لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة.
كما استعرض السيسي مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أكد "موقف مصر الثابت في هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، معرباً عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية".
وقبيل اللقاء الموسع مع السيسي، اجتمع بومبيو وشكري، حيث بحثا ملفات داخلية مصرية وإقليمية عديدة إلى جانب ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين، وعلى رأسها قضايا الحريات الدينية والسياسية، ومستجدات التخطيط لصفقة القرن، والأوضاع في سورية وليبيا واليمن.
وكان السيسي قد تواصل هاتفيا منذ أيام مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتباحث معه حول عدة ملفات، قبل أن ينشر ترامب تدوينة قصيرة يشيد فيها بالسيسي وعمله على دعم الحريات الدينية بمناسبة افتتاحه أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط للأقباط الأرثوذكس بالعاصمة الإدارية الجديدة باسم "ميلاد المسيح" إلى جانب مسجد ضخم سمي "الفتاح العليم".
وفي السياق ذاته، قال بيان لوزارة الخارجية الأميركية نشرته بمناسبة زيارة بومبيو للقاهرة، إن الجهود التي يبذلها السيسي لتعزيز الحرية الدينية "تعد مثالًا يحتذى لجميع قادة وشعوب الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن "القاهرة تعد واحدة من الشركاء القدماء لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط".
وبحسب مصادر حكومية وسياسية، فإن السيسي يراهن على صمت ترامب وعدم اهتمامه بقضايا الحريات المدنية ليستطيع تمرير التعديلات الدستورية المزمعة ليتمكن من البقاء في الحكم لسنوات أخرى بعد انتهاء ولايته الحالية في 2022.
وإلى جانب التنسيق المصري الأميركي المضطرد بشأن القضية الفلسطينية، فإن السيسي حريص على تطوير التنسيق العسكري والاستخباراتي مع واشنطن وإسرائيل، لصد محاولات دوائر الحزب الديمقراطي في الكونغرس لتخفيض المساعدات الأميركية السنوية لمصر.