شينزو آبي... بطل الأرقام القياسية في اليابان

20 سبتمبر 2018
شينزو آبي محتفلاً بفوزه أمس (مارتن بوريو/فرانس برس)
+ الخط -
بات رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، على أعتاب تسجيل رقم قياسي جديد في مسيرته السياسية الطويلة، وذلك بعد أن أعيد انتخابه، يوم الخميس، رئيساً لحزبه الليبرالي الديمقراطي الحاكم. وهو ما يمهّد الطريق أمامه نحو ثلاث سنوات أخرى زعيماً للحزب، وكذلك ليكون أطول رؤساء وزراء اليابان بقاءً في منصبه، الذي سيسعى من خلاله إلى ترسيخ إرثه، بما في ذلك مواصلة تعديله، الذي طال انتظاره، الدستورَ الذي وضعت مسودته الولايات المتحدة، رغم العقبات الكبيرة أمام ذلك. وتغلّب آبي، البالغ من العمر 63 عاماً، على منافسه الوحيد، وزير الدفاع الياباني السابق شيغيرو إيشيبا، إذ حصل على 553 صوتاً مقابل 254 صوتاً لمنافسه. وبلغ عدد الأصوات 810 منها 807 صحيحة.

وكان آبي قد عاد إلى السلطة في عام 2012، حين عزّز السيطرة على حزبه وحصل على دعم من المحافظين لتحقيق الاستقرار واستمرارية السياسات الاقتصادية والدبلوماسية، بعد أن تعهّد بإنعاش الاقتصاد وتعزيز الدفاع. وإذا ظلّ آبي في السلطة حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019، فسيكون قد تجاوز الفترة التي أمضاها رئيس الوزراء الأسبق، تارو كاتسورا، في المنصب، أوائل القرن العشرين، وهي 2886 يوماً.

ويعدّ آبي أوّل رئيس وزراء مولود بعد الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) وانتهاء الاحتلال الأميركي للبلاد آنذاك، وذلك في 21 سبتمبر/أيلول عام 1954. وهو يتحدّر من عائلة سياسية عريقة في اليابان، ولها محطات سياسية مهمة ومنها مع رئاسة الوزراء. فهو ابن شينتارو آبي، وزير الخارجية الأسبق الذي تولّى المنصب بين عامي 1982 و1986، وهو أيضاً حفيد السياسي والبرلماني القديم البارز كان آبي. كما أنّ جدّه لأمه، نوبوسوك كيشي، كان رئيساً للوزراء في اليابان من عام 1957 إلى عام 1960. كما شغل إيساكو ساتو، عم والدة آبي (يوكو كيشي)، منصب رئيس الوزراء أيضاً من عام 1964 إلى عام 1972.

وبدأت حياة آبي السياسية فعلياً في عام 1982،عندما شغل بعض المناصب بينها مساعد لوزير الخارجية، فضلاً عن مناصب أخرى في الحزب الليبرالي الديمقراطي. وفي عام 1993، انتخب نائباً في البرلمان، وذلك بعد وفاة والده عام 1991. وفي عام 2003، عيّن أميناً عاماً للحزب الديمقراطي الليبرالي.

ويبدو أنّ شهر سبتمبر/أيلول كان مفصلياً بالنسبة إلى آبي، في أهمّ محطات مسيرة حياته السياسية. ففي 20 سبتمبر 2006، انتخب رئيساً للحزب. وبعد ستة أيام، أي أيضاً في سبتمبر، اختير رئيساً للوزراء عندما كان يبلغ من العمر 52 عاماً، ليصبح أصغر مَن يحتل المنصب منذ الأمير فوميمارو كونويه عام 1941. إلا أنّ آبي اضطر في الشهر نفسه (سبتمبر) من عام 2007، للاستقالة من منصب رئاسة الوزراء بعد قضائه سنة فيه، وذلك لأسباب صحية وتفرّغه للعلاج، فضلاً عن التدني الكبير في شعبية حكومته وتعرّض حزبه لنكسة كبيرة في انتخابات المجلس الأعلى (مجلس المستشارين) في البرلمان، حيث فقد غالبيته للمرّة الأولى منذ 52 سنة.

وبعدما اعتقد الكثير من المراقبين أنّ ما حصل مع آبي يمكن أن يكون بمثابة نهاية لمسيرته السياسية، استعاد الرجل في شهر سبتمبر أيضاً من عام 2012 منصب رئيس الوزراء بعد الانتصار الكاسح لحزبه في الانتخابات العامة، وبعدما كان عاد إلى زعامة حزبه متغلباً على شيغيرو إيشيبا وقتها أيضاً. وآبي بذلك صار أوّل رئيس وزراء بعد الحرب العالمية الثانية، يعود إلى منصب رئيس الوزراء بعد أن يغادره. إنجاز حققه قبله رئيس الوزراء شيغيرو يوشيدا عام 1948. وبعد ذلك، أعيد انتخاب آبي رئيساً للوزراء للمرة الثالثة في الانتخابات العامة التي أجريت عام 2014.

واليوم، وفي سبتمبر أيضاً، وبعد إعادة انتخابه لرئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي، فإنّ تحديات كثيرة تنتظر آبي وفترة حكمه، ولا سيما في ما يتعلّق بالملفات الاقتصادية. وقد قال آبي نفسه يوم الخميس: "أمامنا العام المقبل تغيير الإمبراطور، ثم قمة مجموعة العشرين للمرّة الأولى (في اليابان)، وعام 2020 لدينا دورة طوكيو للألعاب الأولمبية والبارالمبية". وأعرب عن أمله في تكرار أداء 1964 حين أعطت دورة طوكيو الأولى للألعاب الأولمبية دفعاً اقتصادياً ومكانة دولية لليابان. ووعد "سنضطلع بالتحدي القاضي باستحداث موقع جديد لليابان من خلال تجديد البلاد". 

دلالات