تنظيمات متشددة ترفض اتفاق "سوتشي" حول إدلب

20 سبتمبر 2018
عاد آلاف النازحين إلى منازلهم عقب اتفاق سوتشي(Getty)
+ الخط -

رفضت تنظيماتٌ متهمة بالتطرف شمال غربي سورية، اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا، الذي نجح في نزع فتيل الحرب، وجنّب ملايين المدنيين في إدلب ويلات عملية عسكرية واسعة النطاق، حيث أعلنت أن تسليم السلاح "محرم"، ما يفتح الباب أمام صدامٍ عسكري معها.

ونقل "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، عن مصادر متقاطعة، أن فصائل "جهادية" عدة، رفضت الاتفاق التركي - الروسي الأخير بشأن إدلب، مشيراً بالتحديد إلى "حراس الدين" و"أنصار التوحيد" و"أنصار الدين" و"أنصار الله" و"تجمع الفرقان"، إضافة إلى فصائل "جهادية" أخرى، عاملة ضمن "هيئة تحرير الشام".

وأوضح "المرصد" أن هذه الفصائل رفضت الانسحاب من خطوط التماس مع قوات النظام، الممتدة من جسر الشغور إلى ريف إدلب الشرقي، مروراً بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي الشرقي، وأبدت استعدادها لمجابهة أي طرف يسعى لسحب سلاحها وإجبارها على الانسحاب من نقاطها.

من جهتها، قالت وكالة "اباء" الإعلامية التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" إن مخرجات لقاء سوتشي بين الأتراك والروس تضمنت بنوداً "تتنكر لمبادئ الثورة، وتدعو إلى إضعاف الثوار والمجاهدين من خلال خطة نزع السلاح منهم"، مشيرة إلى أن من أسمتهم بـ"المشايخ" أفتوا بعدم جواز تسليم السلاح.

ويعتبر ما ذكرته وكالة "اباء" رفضاً مبطناً من قبل "هيئة تحرير الشام" لاتفاق سوتشي، وهو ما يفتح الباب أمام صدام عسكري بين فصائل المعارضة السورية المرتبطة بتركيا والتنظيمات المتشددة. وتسيطر "الهيئة" التي تعد "جبهة النصرة" ثقلها الرئيسي، على قسم كبير من محافظة إدلب، ومناطق في أرياف حلب وحماة واللاذقية، فيما تتمركز تنظيمات متشددة أخرى، أبرزها "حراس الدين"، في ريف اللاذقية الشمالي، وفي مناطق داخل محافظة إدلب.

ميدانياً، يسود الهدوء شمال غربي سورية باستثناء قصف مدفعي محدود في ريف حماة الشمالي، حيث أفاد ناشطون محليون اليوم الخميس بأن قوات النظام تقصف بالمدفعية قرية أبو رعيدة في ريف حماة، فيما لم تسجل غارات جوية من قبل طيران النظام ومقاتلات روسية.

في السياق، أكدت مصادر محلية عودة آلاف النازحين إلى منازلهم، عقب خروجهم منها على خلفية تهديد النظام بشن هجوم على إدلب أجهضه اتفاق سوتشي الإثنين الماضي.

إلى ذلك، دعا نشطاء ثوريون وفعاليات مدنية ومنسقو الحراك الشعبي السلمي في الشمال السوري، للنزول إلى الساحات بتظاهرات سلمية غدا الجمعة تحت شعار "لا دستور ولا إعمار حتى إسقاطك بشار"، للتعبير عن الرفض لوضع دستور جديد لسورية أو إعادة إعمار البلاد، قبل التوصل إلى حل سياسي وفق مرجعيات دولية ذات صلة.
المساهمون