قمة الصراحة؟

10 سبتمبر 2018
الخلافات خلال القمة نقلت على الهواء مباشرة(ميخائيل كليمنتياف/فرانس برس)
+ الخط -
تركت قمة طهران التي عُقدت بحضور الرؤساء الثلاثة، الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، انطباعاً أدهش كثيرين وأثار الاستغراب لديهم. الاجتماع شهد جدلاً علنياً وتفاوضاً صريحاً وعلى الهواء مباشرة، رآه البعض بأنه غير معهود بالنسبة للدول الثلاث ولا حتى للبلد الذي تدور المباحثات حوله.

احتلت إدلب السورية والعملية العسكرية المرتقبة ضدها العنوان الرئيس كما كان متوقعاً، لكن تشدد أردوغان العلني في هذه النقطة لم يكن في الحسبان بالنسبة للبعض. أصرّ أردوغان على إضافة بند للبيان الختامي، وهو المحضّر مسبقاً بناءً على اجتماعات عدة عقدت على مستويات أدنى، وطالب بإعلان هدنة ووقف لإطلاق النار في إدلب. مقابل ذلك، بدا أن بوتين رفض طلبه، فهو من اعتبر أن إدلب جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، ويجب أن تعود تحت راية سيادة الحكومة في دمشق.

وبدأ الأخذ والرد بينهما، والتقطت الكاميرات نظرات روحاني الذي كان يحرّك عينيه بين هذا وذاك، وحاول الرئيس الإيراني إدارة الحوار وأخذ خط الوسط بين الطرفين، وعبّر عن وجهة نظر إيرانية تؤكد على ضرورة الفصل بين التنظيمات المصنفة إرهابية والمدنيين في إدلب بغية الحد من الخسائر، ووافق أردوغان على مسألة وضع السلاح جانباً، وأيّد بوتين في تأكيده على استمرار الحرب على "الإرهاب"، معلناً أن منطقة شرق الفرات ستكون الوجهة التالية بعد إدلب.

بالنتيجة، وبعد تباين تصريحات المنابر الصحافية المتعلقة بإضافة أو تعديل أو حذف أحد البنود، لم يتحدث البيان الختامي عما يتعلق بمصير إدلب بوضوح، ونقل بالمقابل أن هذه الأطراف بحثت الوضع الراهن وستستمر بتعاونها وفقاً لمقررات سابقة صدرت عن قمة أنقرة والتي تصنف إدلب ضمن مناطق خفض التصعيد، فاتفقوا على تنفيذ مقررات قمة طهران بما يتناسب ومسار أستانة.

قيل أيضاً إن أردوغان لم يكن يعلم أن القمة كانت تبث على الهواء مباشرة، والبعض الآخر نقل أن النقاش الذي دار بالفارسية والتركية والروسية على لسان الرؤساء تسبب أحياناً في تشتت ترجمة الحوار الذي دار بشكل صريح للغاية، وآخرون اعتبروا أن ما حصل لم يكن مفاجئاً للرؤساء أنفسهم، ولن يؤثر على مسار الجهود السياسية الثلاثية، ويؤشر إلى أن طهران وموسكو وأنقرة المتمسكة بمواقفها المعلنة تعلم أن عملية إدلب آتية لا محالة.

 

 

​ 

 

 

دلالات
المساهمون