ترامب: سندفّع تركيا الثمن ولن ندفع شيئاً لإطلاق سراح القس برانسون

17 اغسطس 2018
ترامب يواصل تهديداته لتركيا (أوليفر كونتريراس/Getty)
+ الخط -
رفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، من حدّة خطابه ضد تركيا، الذي يُترجم بما تصفه أنقرة بـ"الحرب الاقتصادية ضدها"، مهدداً إياها بـ"تدفيعها الثمن"، جراء رفضها إطلاق سراح القس أندرو برانسون، ومضيفاً أن بلاده "لن تدفع شيئاً" لتركيا من أجل إطلاق سراح برانسون الذي وصفه بأنّه "رهينة وطني عظيم"، ما استدعى رداً سريعاً من وزارة التجارة التركية التي أكدت أنها سترد بالمثل إذا ما فرضت واشنطن عليها عقوبات جديدة.

وغرد ترامب على "تويتر" قائلاً: "لن ندفع شيئاً من أجل إطلاق سراح رجل بريء، لكننا سندفّع تركيا الثمن".

من جهتها، أعلنت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان، اليوم الجمعة، أن بلادها ستردّ في حال قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة. ونقلت وكالة "الأناضول" عن بكجان قولها: "نحن ردّينا (على العقوبات الأميركية) بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية، وسنواصل القيام بذلك".

وتُطالب الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن برانسون الذي وضع قيد الإقامة الجبرية في تركيا، بعد اعتقاله عاماً ونصف العام لاتهامه بـ"الإرهاب" و"التجسس".

وقررت المحكمة الجنائية الثانية في إزمير، الأربعاء، رفض الطلب المقدم من محامي القس لإطلاق سراحه من حبسه الإجباري في المنزل، والسماح له بمغادرة البلاد، وأحالت الموضوع إلى المحكمة الجنائية الثالثة.


وأوقف القس المتحدر من كارولاينا الشمالية، والمقيم في تركيا منذ عشرين عاماً، في 9 ديسمبر/ كانون الأول 2016، في إطار حملات نفّذتها السلطات التركية بعد محاولة الانقلاب في يوليو/تموز من العام نفسه.

ويُحاكم برانسون بتهم التجسس وارتكاب جرائم لصالح "حركة الخدمة" بزعامة فتح الله غولن، و"حزب العمال الكردستاني"، المصنّفين "منظمة إرهابية" من قبل أنقرة، تحت غطاء رجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما.

وفرضت واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، على خلفية عدم الإفراج عن القس الأميركي، وهو ما ردت عليه تركيا بالمثل.

وقام ترامب، الأسبوع الماضي، بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب التركية، ما أدى إلى تهاوي سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية، بينما ردت تركيا، الأربعاء، بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات أميركية؛ منها سيارات الركاب والكحوليات والتبغ، وفق مرسوم وقعه الرئيس رجب طيب أردوغان.


وأمس الخميس، توعَّد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، بأنّ الولايات المتحدة ستفرض مزيداً من العقوبات على تركيا، إذا لم يتم الإفراج سريعاً عن برانسون.

وقال منوتشين، خلال اجتماع لمجلس الوزراء: "لدينا المزيد الذي نخطط للقيام به إذا لم يفرجوا عنه سريعاً"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

في المقابل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، الخميس، إنّ بلاده لا ترغب في وجود مشكلات مع الولايات المتحدة، مضيفاً أنّ الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي يمكنهما بسهولة التغلب على الخلافات، لكن ليس في ظل النهج الأميركي الحالي.

وأوضح جاووش أوغلو: "يمكننا حل الخلافات مع الولايات المتحدة بسهولة، لكن ليس بالنهج الحالي".