سياسيون وناشطون يحملون النظام والروس ما يحدث في السويداء

10 اغسطس 2018
النظام استقدم "داعش" إلى حدود السويداء (فرانس برس)
+ الخط -
حمّل عشرات السياسيين والناشطين السوريين مسؤولية الأحداث الأخيرة في السويداء ومحيطها، بجنوب سورية، للنظام والروس، متهمينهم بأن هدفهم "من وراء ذلك إرهاب المدنيين وترويعهم، وزيادة الفجوة والانقسام بين السوريين"، داعين السوريين إلى "التصدي بعقلانية لتلك المخططات، مبتعدين عن ردّ الفعل".

ورأى الموقعون على بيان صدر اليوم أن "ما تمرّ به محافظة السويداء حاليًا؛ لا يمكن فصله عن السياق العام للأحداث التي عصفت بسورية خلال سبع سنوات ونيف، منذ أعلن السوريون ثورتهم لنيل حريتهم، والعيش في وطنهم بكرامة وعدل في ظلّ دولة القانون".

ولفتوا إلى أنّ "أبناء محافظة السويداء حافظوا على التزامهم بأهداف الثورة المتمثلة بتحقيق دولة المواطنة على كافة الأراضي السورية، وذلك من خلال التزامهم العمل السلميّ المنظم؛ المدنيّ والسياسيّ، إضافة إلى امتناع غالبيّتهم عن مشاركة النظام في حربه على الشعب السوري".

واعتبروا أنه لكون "غالبية سكان المحافظة ينتمون إلى الطائفة الدرزية، لم يستطع النظام خوض معركته فيها بشكل مباشر، لتناقض ذلك مع البروباغندا الإعلامية له (باعتباره حامي الأقليات ويكافح الإرهاب)، ولأجل إخضاعها لسلطته، فقد عمد إلى استقدام تنظيم (داعش) الإرهابي من عدة مناطق سورية، إلى حدودها الشرقيّة، والشرقيّة الشماليّة، بصفقات فاضحة، عمل عليها بإشراف روسيّ، بهدف زعزعة الأمن الاستقرار والسلم الأهلي، الذي أرساه أهالي السويداء فيما بينهم وبين ضيوفهم من بقية المحافظات السورية، وبالتالي محاولة النظام إعادة السويداء إلى بيت طاعته".

وذكر البيان بأن السويداء "رفضت التعفيش على المستويين الاجتماعي والديني، حيث امتنع الأهالي عن شراء المعفش، وصدر بيان تحريمه من مشيخة العقل. وهذا ما لم يرق للنظام وأدواته في المحافظة".

وقالوا إنه "بات واضحاً للأهالي في السويداء أنهم تركوا وحيدين لمواجهة (داعش)، بعد رفضهم الشروط الروسيّة بتقديم شبابهم كخزان بشريّ جديد لجيش النظام، يعوّض به بعض خسائره، خاصة مع احتماليّة الانصياع الإيراني للضغوط الأميركية بسحب جزء من مليشياته عن الأرض السورية".

وأضافوا: "لقد توصل أبناء السويداء إلى قناعة تامّة بضرورة درء خطر (داعش) بأنفسهم، وحيدين منزوعي السلاح، إلا من بعض الأسلحة الفرديّة الخفيفة، في مواجهة تنظيم يمتلك أسلحة حديثة ودعمًا لوجستيًا. فعملوا على حراسة المحافظة وحدودها، وقاموا بأسر بعض عناصر داعش، فسارع النظام إلى نزعهم من بين أيادي الأهالي بحجة محاكمتهم. كما قامت الفرقة الرابعة بتسليم أحد المعتقلين لديها (الجاعوني) إلى مليشيا الحزب القومي السوري الاجتماعي التابعة للنظام، التي أعدمته على قوس المشنقة، وقامت بأعمال مدانة أخلاقياً، وتتنافى مع قيم الجبل، وما ذلك إلا استكمال لسياسة النظام المتعمّدة، والمتواصلة لزعزعة السلم الأهلي بين شرائح المواطنين المختلفة من دروز وبدو ونازحين ومع الأهالي في محافظة درعا".

وبينوا أنه، وفي هذا السياق، "قامت مليشيات النظام وعناصر من الفرقة الرابعة بتعفيش قرية حوش حماد التابعة لمحافظة درعا، وسرقة أغنامها بعد إنذار الأهالي بإخلائها خلال ساعتين أو يتمّ قتلهم. إلا أن أهالي قرى السويداء رفضوا شراء الأغنام من ضباط في جيش النظام و(قائد قوات النمر) سهيل الحسن، رغم أنهم عرضوها بأسعار بخسة".

واعتبروا أن "النظام يرمي من وراء ذلك إلى إرهاب المدنيين وترويعهم، وزيادة الفجوة والانقسام بين السوريين، وبالتالي وضعهم أمام خيارين، إما هو أو (داعش)، ومن ثم إنهاء وتصفية كافة أشكال العمل المدنيّ المؤسساتيّ، الذي عمل عليه الناشطون في السويداء خلال السنوات الماضية".

وناشد الموقعون على البيان "السوريين جميعاً، وكافة الأهالي في جبل وسهل حوران، التصدي بعقلانية لتلك المخططات، مبتعدين عن ردّ الفعل، وذلك بالتمسك بمبادئ مجتمعنا السوري وأخلاقه النابذة للعنف والعنف المضاد، والعمل على مكافحة تلك الأعمال اللاإنسانية بكافة الوسائل، وفضحها وتعرية مرتكبيها. وتفويت الفرصة على النظام بتخريب ما استعصى عليه حتى الآن في النسيج السوري".

المساهمون