في الأيام القليلة الماضية، استولت مجموعات من المستوطنين على أراضٍ فلسطينية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بذريعة أنها ملك خاص لهم، بالتوازي مع الإصرار الفلسطيني المتسلح بالإرادة والأوراق الثبوتية.
وفي مسافر يطا جنوب مدينة الخليل، وبالتحديد بالقرب من قرية التوانة شرقاً، استولى مستوطنون قبل أيام على نحو 30 دونماً من أراضٍ فلسطينية تعود ملكيتها لعدد من العائلات، وهي أراضٍ زراعية قرب خربة التوانة، يستخدمها أصحابها للزراعة الموسمية لتربية مواشيهم، تحت حماية ومساعدة كاملة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأصبحت بالقوة تتبع لمستوطنة "ماعون" التي أقيمت أساساً على أراضي الفلسطينيين. المستوطنون بمساعدة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ضموا تلك الأراضي بسياج شائك على امتداد 30 دونماً (الدونم ألف متر) وقاموا بسرقتها، بذريعة أنها أملاك خاصة بهم رغم أن العائلات الفلسطينية الأربع التي تملكها، بحوزتها أوراق ثبوتية لكن الاحتلال يشن في الوقت الحالي هجمة على أراضي الفلسطينيين بغرض سرقتها.
يقول منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الخليل راتب الجبور لـ"العربي الجديد" إن "ثمة هجمة منظمة يقودها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمستوطنون لسرقة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة تحت تهديد السلاح، وكذلك التهديد بالتهجير كما يحدث مع سكان تجمع الخان الأحمر".
يطارد الاستيلاء على الأراضي خرب الفلسطينيين وقراهم في مسافر يطا وجنوب مدينة الخليل، فالاحتلال يمنع البناء في غالبية المناطق هناك، بحجة عدم الحصول على التراخيص اللازمة، وكذلك الأراضي المصادرة لصالح توسيع تلك المستوطنات التي باتت تتمدد بشكل سريع على أراضي الفلسطينيين بغرض تهجيرهم منها.
وبالتوازي مع ذلك، صادر عدد من المستوطنين بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 20 دونماً من أراضي الفلسطينيين في منطقة الحمرة ببلدة بني نعيم شرقي مدينة الخليل، ووضعوا فيها بيوتاً متنقلة وأحضروا مواشيهم لسرقتها.
هذه الخطوة الخطيرة يقول الجبور إنها "لو لم تواجه من قبل السكان وأصحاب الأراضي، لكانت تمهيداً لسرقة المزيد من الأراضي هناك، وامتدادا آخر لتجمعات استيطانية تريدها سلطات الاحتلال للانتشار في مناطق أكثر في جنوب مدينة الخليل". اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، نظمت فعاليات احتجاجية في المكان، أكد الجبور أنها في الأيام المقبلة "ستجبر سلطات الاحتلال على تفكيك بيوت المستوطنين واستعادة الأرض".
ومع ازدياد عمليات سرقة الأراضي من قبل المستوطنين والتي تتم بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثمة مضايقات كبيرة من قبل قوات الاحتلال في غالبية خرب مسافر يطا، منها عمليات الاقتحام شبه اليومية، وهدم البيوت، أو الإخطار بهدمها، وحتى إغلاق الطرق، والتنكيل برعاة الأغنام، ومصادرة وسائل الحياة البدائية هناك.