إقليم كردستان العراق: المعارضة الكردية نحو "تحالف كبير" لمواجهة حزب البارزاني

02 يوليو 2018
المعارضة قد تدخل الانتخابات بتحالف موحد (Getty)
+ الخط -

تستعد الأحزاب الكردية في إقليم كردستان، شمالي العراق، لخوض انتخابات البرلمان الكردي، المقرر إجراؤها في 30 من سبتمبر/ أيلول المقبل، لتحديد شكل الحكومة الكردية الجديدة ورئيس الإقليم.

وتشهد الأحزاب الكردية خصومات واضحة في كردستان، إذ تعمل أحزاب المعارضة الكردية على توحيد صفوفها والاتجاه نحو عزل الحزبين الحاكمين "الاتحاد الوطني" و"الديمقراطي الكردستاني" عن السلطة، لعدة اعتبارات، أبرزها الفشل في إدارة أزمات الإقليم الاقتصادية والشروع باستفتاء الانفصال، الذي أسفر عن عقوبات فرضتها بغداد أضرّت بالشعب الكردي.

في السياق، قالت النائبة في البرلمان العراقي عن "حركة التغيير"، شيرين رضا، إن "الأحزاب المعارضة الثلاثة ("حركة التغيير" و"الجماعة الإسلامية" وتحالف "الديمقراطية والعدالة" بزعامة برهم صالح) ستكون ضمن تحالف واحد لخوض انتخابات رئاسة إقليم كردستان"، مشيرة، في حديثٍ صحافي، إلى أنه "إذا لم نتمكن من إنشاء هذا التحالف فسيكون الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني هو الأوفر حظاً".

وأضافت رضا أن "الإعلان عن التحالف الكردي قد يكون قبيل الانتخابات في الإقليم المزمع إجراؤها في 30 سبتمبر/ أيلول المقبل"، لافتةً إلى أن "الأحزاب المعارضة تعمل الآن جاهدة على تشكيل هذا التحالف".

من جهتها، بيّنت القيادية في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، نجيبة نجيب، وهي مقربة من البارزاني، رئيس إقليم كردستان السابق، أن "تشكيل التحالفات في كردستان من قبل المعارضين هو أمر متوقع"، مشيرة إلى أن "الديمقراطي الكردستاني لا يستبعد أن تتشكل تحالفات تهدف لإبعاد البارزاني عن السلطة، أو تقليل حظوظه في الانتخابات الكردية المقبلة". 

وأضافت نجيب، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "حركة التغيير، مثلاً، أثبتت أنها لم تكن موفقة في كسب ود الشارع الكردستاني، وأنها لم تكن موفقة حين دخلت على الخط السياسي ولم تلتزم بوعودها للشعب الكردي"، لافتة إلى أن "الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني يشكلان القوة الأكبر. واتحاد المعارضة في تحالف هو حق مشروع، ولكن عليهم أن يسألوا أنفسهم هل سيتمكنون من الوصول إلى نتيجة في كردستان من حيث مقاعد برلمان الإقليم؟".


 

وتابعت أن "الشعب الكردي عانى كثيراً، ولديه الكثير من الملاحظات على أداء الحكومة التي ترأسها الحزبان الديمقراطي والوطني، لكن المواطن الكردي لديه أمل كبير فيهما، لأن المعارضة لم تتمكن من تحقيق برامجها وأهدافها ووعودها للشعب، لذلك تبقى الحصة الأكبر لهذين الحزبين".

وعن الحوار مع بغداد وأحزابها، قالت نجيب إن "التحالفات مع أحزاب العاصمة ستكون مبينة على أساس المصالح المشتركة، وتوفير الحقوق الشرعية للمواطن الكردي. بعد تأمين التحالف الكردستاني الجديد، سندخل مع أحزاب شيعية وسنية في تحالف كبير لتشكيل الحكومة الجديدة.. سندخل مع من يقدم الضمانات لتطبيق الدستور والبرامج السياسية التي تتفق مع مصالح الشعب الكردي بالشراكة والتوافق، وليس بمفهوم الأغلبية".

بدوره، رأى المحلل السياسي العراقي، محمد شفيق، أن "الانتخابات الكردية المقبلة لن تخلو من المشاكل والأزمات، وقد تشهد تداعيات سياسية لا تختلف عما حصل في بغداد بعد الانتخابات النيابية الماضية".

وبيّن شفيق لـ"العربي الجديد"، أن "الأحزاب الكردية المعارضة لم تتمكن، حتى الآن، من أن تصبح في السلطة كي تفكر بالعمل على إقصاء مسعود البارزاني، أو إبعاد وزرائه ومنع وصوله أو حزبه إلى منصب رئيس البرلمان"، مضيفا أن "على البارزاني ألا يرشح نفسه في الانتخابات الكردية، وألا يطرح شخصية بديلة عنه".