تظاهرات في بغداد تأييداً لاحتجاجات الجنوب... وترقيات لضباط الجيش

16 يوليو 2018
دعوات للتهدئة في الجنوب العراقي (محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -
شهدت العاصمة العراقية بغداد، مساء الإثنين، تظاهرات مؤيدة للاحتجاجات التي تشهدها مدن جنوب العراق منذ عدة أيام، فيما أصدر رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بيانا أمر فيه بترقية ضباط الجيش والداخلية رتبا عليا ضمن جدول الترفيعات السنوية الذي بدا أنه قرار مبكر هذا العام.

وخرج العشرات من العراقيين المؤيدين تظاهرات الجنوب في ساحة التحرير وسط بغداد، رافعين شعارات منددة بتعامل القوات العراقية مع الاحتجاجات.

وقال أحد منظمي التظاهرة، ويدعى محمد مؤيد، إن "التجمعات الاحتجاجية في بغداد ستتكرر للتعبير عن التضامن مع أبناء الجنوب إلى حين استجابة الحكومة لمطالب المحتجين"، مبينا، في حديث لـ "العربي الجديد"، أن "التظاهرات في بغداد ستكون سلمية، ولن تقترب من دوائر الدولة والمواقع الحكومية".

ومثلت هذه التظاهرات استجابة لدعوة أطلقها ناشطون في العاصمة العراقية بغداد على موقع "فيسبوك" للتظاهر في الساعة السادسة مساء الإثنين، لمؤازرة احتجاجات مدن جنوب العراق، التي تطالب بتوفير الخدمات الحياتية كالماء والكهرباء والتعيينات ضمن المؤسسات العراقية.

إلى ذلك، شوهد عناصر من الجيش العراقي ضمن اللواء 56 ينتشرون في محيط ساحة التحرير، إضافة إلى وحدات أمنية بملابس مدنية يعتقد أنها تتبع لاستخبارات وزارة الداخلية التي يغلب على أعضائها الانتماء السياسي لمنظمة "بدر"، بزعامة هادي العامري، وتوجد على جسر الجمهورية وقرب المنطقة الخضراء.


ترقية ضباط

في غضون ذلك، أعلن مركز الإعلام الأمني المرتبط بمكتب رئيس الوزراء، ويتولى عمليا إصدار البيانات الأمنية والعسكرية، أن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة أمر بترقية ضباط في وزارتي الدفاع والداخلية.

وأضاف البيان أن العبادي أصدر أمرا ديوانيا بترقية ضباط وزارتي الدفاع والداخلية من مستحقي الترقية لعام 2018.

ويرى مراقبون أن "القرار له علاقة بالاحتجاجات الجارية في جنوب العراق، واعتماد الحكومة بشكل كلي على الجيش والشرطة في إخماد التظاهرات الجارية هناك، بخاصة أن الإعلان عن الترقية الجديدة للضباط جاء مبكرا هذه المرة، على خلاف السنوات السابقة التي عادة ما تكون مع نهاية كل عام، مع أثر رجعي في ما يتعلق بالمنافع المادية المترتبة على الترقية". 


تطورات الجنوب

أكد مصدر محلي في محافظة البصرة (جنوبا) قيام مجهولين بتفجير أبراج للكهرباء شمال المحافظة من خلال زرع عبوات ناسفة، موضحا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن قوات عراقية انتشرت في مكان التفجير خشية حدوث تفجيرات جديدة.

وأشار المصدر ذاته إلى تواصل مظاهر الاحتجاج في البصرة، مبينا أن "الاحتجاجات قوبلت بإجراءات مشددة من قبل القوات العراقية".

وقالت مفوضية حقوق الإنسان، في وقت سابق من اليوم الإثنين، إنها سجلت استخداما مفرطا للقوة من قبل الأجهزة الأمنية ضد المحتجين في البصرة، مؤكدة أن "الأمن العراقي استخدم الهروات والضرب بالعصي على عدد من المتظاهرين".

وفي سياق متصل، هاجمت مليشيا "عصائب أهل الحق" المنضوية ضمن "تحالف الفتح"، التظاهرات التي تشهدها مدن جنوب العراق، وأطلقت على فئة من المتظاهرين صفة "المندسين"، مؤكدة، في بيان، أن "هؤلاء يسعون إلى تنفيذ عمليات عنف من خلال الوجود بين جموع المتظاهرين".

وقالت إنها "ترفض ما قام به المندسون الذين يهدفون إلى تشويه صورة التظاهرات السلمية"، مطالبة الحكومة العراقية بـ"معاقبة كل من ارتكب عملا تخريبيا أثناء التظاهرة، والقيام بواجباتها لحماية أمن المواطنين ومؤسسات الدولة".

يشار إلى أن مقرات مليشيا "عصائب أهل الحق" في مدينة النجف (جنوب بغداد) ومدن عراقية أخرى كانت قد شهدت عمليات اقتحام من قبل متظاهرين غاضبين ورافضين عمل الأحزاب السياسية والفصائل المسلحة.

في السياق ذاته، أكدت خلية الإعلام الحكومي، اليوم الإثنين، أن "أي مشكلة في إنتاج النفط ستؤثر في المواطن العراقي"، فيما أوضحت أن "جميع التوصيات الوزارية بشأن محافظة البصرة سترفع لمجلس الوزراء".

وذكرت الخلية، في بيان لها، أن "الحكومة تحاول حل جميع المشاكل المتعلقة بتقديم الخدمة للمواطن بأسرع فترة ممكنة، وفق ما متوفر من إمكانيات وقدرات مالية"، موكدة أن "وزارات الكهرباء والصحة والتعليم والنفط ستبذل كل الجهود من أجل المضيء بالبلد نحو الأمام".

وأوضحت أن "وزارة النفط وفرت أكثر من 139 ألف درجة وظيفية لمحافظة البصرة من خلال شركات الإنتاج والتصدير للنفط، إضافة إلى أنها ستقوم بفتح شركة الفاو للطاقة، وستوفر 25 ألف درجة في المحافظة".

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، والذي وصل على رأس قوة كبيرة إلى كربلاء ظهر الاثنين، قوله مخاطبا المتظاهرين: "رسالتكم وصلت، وافسحوا المجال للحكومة من أجل تنفيذ طلباتكم".