صالحي: إيران تتخذ إجراءات نووية جديدة لا تنتهك الاتفاق

05 يونيو 2018
صالحي أكد أن إيران ستبقى ملتزمة بتعهداتها (فرانس برس)
+ الخط -
قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إن المرشد الأعلى، علي خامنئي، أمر هذه المؤسسة، أمس، باتخاذ إجراءات نووية تسرّع النشاط النووي، مؤكدًا أن ما أعلن عنه المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، فجرًا، وهو ما يتعلق بالبدء برفع قدرة إنتاج غاز اليورانيوم، يأتي ضمن السياق ذاته، ولا يخالف أساسًا الاتفاق النووي.

وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم الثلاثاء، أضاف صالحي أن إيران ستبقى ملتزمة بتعهداتها، وأكد أن نشاطها النووي "سلمي ويهدف لتأمين وقود المفاعلات وإنتاج كهرباء نووية".

وذكر صالحي أنه لا يمكن لإيران أن تقبل العقوبات والاتفاق في آن واحد، وهو ما جاء على لسان المرشد وبشكل صريح يوم أمس، حسب تعبيره، مؤكدًا أن "كل نشاطات إيران النووية لن تخرج عن هذه الأطر الأربعة المتعلقة بعدم انتهاك الاتفاق، وسلمية البرنامج النووي، وأهدافه في إنتاج الكهرباء والوقود النووي، وأخيرًا رفض العقوبات بالتزامن مع تطبيق الاتفاق" .

وأشار أيضًا إلى أن "التقنيات النووية مزدوجة الغايات، والغرب مصرّ على حرمان ومنع إيران من غاية تطويرها سلميًا وتبديل هذا الهدف لنقطة ضعف، بينما هناك دولة خليجية جارة فيها ما يقارب أربعة ملايين نسمة تبني أربعة مفاعلات".

وأوضح صالحي أن "هيئة الطاقة الذرية الإيرانية كانت قد اتخذت كل الاحتياطات وأخذت بعين الاعتبار احتمال عدم وصول المفاوضات النووية لنتيجة؛ فكان عليها عدم تضييع الوقت، كما التزمت بمقررات المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، ولم تخالف تعهداتها للوكالة الدولية".


وفي هذا الصدد، أعرب صالحي عن جهوزية مفاعل نطنز للكهرباء، في الوقت الحالي، لينتج مئات الآلاف من وحدات طاقة التخصيب، كما أصبح يحتوي على وحدة شبه جاهزة لصناعة أجهزة طرد متطورة، وهي واحدة من الخطوات التي ستصبح مكتملة خلال الأشهر القادمة.

وقال صالحي: "نحن لم نضيع الوقت، ومازلنا نعتبر الاتفاق لصالح أطرافه والمنطقة والعالم، كما أنه أحد عوامل حماية معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وبحال انهيار الاتفاق فالكثير من الأمور ستتغير"، مؤكدًا أن مؤسسة الطاقة الذرية في إيران جهزت نفسها لكل السيناريوهات، وقدمت مقترحاتها مكتوبة للرئيس الإيراني، وستبدأ خطواتها عمليًا اعتبارًا من اليوم، وإذا ما لزم الأمر، وتوفرت الظروف، فقد تعلن عن بدء عمل مركز إنتاج أجهزة الطرد الجديدة في نطنز، واصفًا كل ذلك بتجهيز البنية التحتية اللازمة، وبأن الخطوات الجديدة التي أمر روحاني بتنفيذها، والتي ستصل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا تعني إفشال الحوار الحالي مع الأطراف الأوروبية.

وخاطب صالحي سفيرة أميركا في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، والتي اعتبرت أن إيران لن تستغني عن الاتفاق النووي، قائلًا: "لا ينبغي اختبار إرادة الشعب الإيراني"، وأضاف أنه "في حال انهيار الاتفاق بالكامل، فإن لدى إيران المكان المناسب لتبدأ بإنتاج أجهزة الطرد المتطورة، وأن المسؤولين النوويين جاهزون ويضعون يدهم على الزر لتنفيذ أوامر استئناف النشاط النووي".

وشرح صالحي قليلًا الخطوات التي أعلن عنها المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية فجرًا، وقال إنها لا تعني أن إيران ستبدأ بتجميع وتركيب أجهزة الطرد، لكنها تجهز أرضيات تخصيب 190 ألف "سو (وحدة قياس طاقة التخصيب)، من خلال تحضير مكان للتجميع وتجهيزه.


وكان كمالوندي، قد أعرب فجر اليوم عن أن ممثلي إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا سيسلمون المعنيين فيها، وبناء على طلب من الرئاسة الإيرانية، رسالة أعلنوا فيها البدء بزيادة قدرة إنتاج غاز اليورانيوم، وبصناعة وتركيب وتجميع معامل دارات أجهزة الطرد المركزي.

ونقلت وكالة "إيسنا" عن كمالوندي، تأكيده على تنفيذ ما طرحه المرشد الأعلى علي خامنئي، خلال كلمته بمناسبة رحيل الخميني، يوم الاثنين، إذ طالب بتجهيز أرضيات استئناف النشاط النووي ورفع التخصيب لقدرة 190 ألف "سو".

كما حذر كمالوندي من احتمال خروج أطراف أخرى من الاتفاق، بعد انسحاب أميركا منه الشهر الفائت، وقال إنه "إذا ما أراد آخرون فعل ذلك، فلدى إيران القدرة اللازمة لتسريع عملية إنتاج أجهزة الطرد، كما أنها إذا اتخذت قرار رفع نسبة التخصيب فسيكون عليها استخدام الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي".