ثكنات للأحزاب ومكاتب للمليشيات: الأسلحة تخنق بغداد

21 يونيو 2018
مخاوف من التسيب الأمني (العربي الجديد)
+ الخط -



بالتزامن مع انتهاء الانتخابات العراقية واندلاع الأزمة السياسية في البلاد إثر تهم التزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات، يؤكد مسؤولون بوزارة الداخلية العراقية ارتفاع عدد مكاتب المليشيات وكذلك عدد المسلحين الذين يوفرون الحماية لمكاتب وفروع الأحزاب والكتل السياسية في العاصمة بغداد بمقدار الضعف، فضلا عن اتساع ظاهرة المركبات التي لا تحمل لوحات تسجيل وتقل مسلحين بهويات تعريف مختلفة يرفضون بسببها التجاوب مع أوامر الشرطة أو الجيش، خاصة في حواجز التفتيش ونقاط المراقبة العامة المكلفة بتوفير الأمن داخل بغداد.


ووفقا لمصادر أمن عراقية في بغداد، فإن ما لا يقل عن 240 مقرا حزبيا في بغداد يحوي كل مقر منها بين 5 إلى 10 مسلحين تابعين لحزب أو لكتلة سياسية، فضلا عن 300 مقر لفصائل مسلحة تابعة لمليشيات "الحشد الشعبي"، وجميع هذه الفصائل تخضع تلك المقرات لحمايات خاصة وتمتلك أسلحة وسيارات مختلفة ومعظم مسلحيها لا يحترمون عنصر الأمن النظامي في العاصمة.

ويشرح مسؤول بارز بوزارة الداخلية العراقية ذلك لـ"العربي الجديد"، بقوله إن "أغلب الأحزاب زادت من تعزيزاتها الأمنية حول مقراتها والمليشيات رفعت أعداد مسلحيها ببغداد، وأغلبهم إما جهلة بدور رجل الأمن أو أنهم يحاولون التقليل من قيمته وإهانته عمدا".

وتابع قائلا: "لدينا مشكلة حقيقية في هذا الإطار والتعليمات الأخيرة التي وجهناها للأحزاب والفصائل حول أهمية احترام القانون ورجل الأمن لا تلقى تجاوبا"، كاشفا عن أن 70 بالمائة من مقرات الأحزاب والفصائل المسلحة صارت داخل الأحياء السكنية.

ويقول رئيس لجنة الأمن البرلمانية، حاكم الزاملي، إنّ "بعض الأحزاب السياسية تتخذ من العاصمة بغداد مقرات لها لترويع وابتزاز المواطنين والتجار في وضح النهار"، محذرا من "خطورة ذلك وتأثيره على أمن بغداد".

وأشار في تصريح صحافي لوسائل إعلام محلية، إلى أنّ "بغداد أصبحت من أكثر المحافظات العراقية انتشارا للسلاح والهويات المزورة، فضلا عن الأرتال العسكرية التي تتحرك من دون لوحات تسجيل"، داعيا رئيس الحكومة، حيدر العبادي، إلى "عدم السماح لأي جهة أو حزب بفتح مقرات عسكرية داخل العاصمة، وأن تفرض الحكومة سيطرتها على تلك المقرات، وأن تحصر السلاح بيد الدولة"، محذرا من "عودة الأمن إلى المربع الأول".

من جهته، قال مسؤول سياسي رفيع لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه التحركات هي مواكبة للحراك السياسي وأزمة تشكيل الحكومة، إذ إنّ الأحزاب تخشى على مصالحها السياسية، وتخشى أن تخسر مناصبها في الحكومة المقبلة، لذا لجأت لتحريك أجنحتها العسكرية تحسبا لأي طارئ".

وأضاف أنّ "الحكومة اليوم لا تستطيع اتخاذ إجراءات صارمة مع تلك الأحزاب بسبب الظرف السياسي الراهن، الأمر الذي زاد من خطر تلك الجهات التي وضعت نفسها بحالة استعداد للتحرك في حال حدوث أي طارئ"، مشيرا إلى أنّه "مما يزيد الخطر أنّ المقرات الجديدة للأحزاب أحاطت بالمنطقة الخضراء، وكأنها تستعد لاقتحامها".



وشهدت بغداد، أمس الأربعاء، اشتباكات مسلحة بين عناصر مليشيات "حزب الله" الموالية لإيران، مع قوات أمن العاصمة، ما تسبب بوقوع إصابات بين الطرفين، بينما تحصنت المليشيات في أحد مقراتها وقطعت الطرق المؤدية إليه، ولم تستطع القوات الأمنية الوصول إليها.