تجمع نصرة القدس في إسطنبول: مئات الآلاف يحتشدون وسط مشاركة سياسية واسعة

18 مايو 2018
أردوغان أثناء وصوله إلى مكان الفعالية (الأناضول)
+ الخط -
امتلأت الطرق والشوارع المؤدية إلى ميدان يني قابي في العاصمة التركية إسطنبول، بعد تكدس الميدان بمئات الآلاف من المتظاهرين‎ الأتراك، الذين توافدوا مع منتصف الجمعة الأولى في رمضان للمشاركة في فعاليات تجمع "اللعنة على الظلم والدعم للقدس"، الذي يعد الأول في تاريخ تركيا، من حيث مشاركة ممثلي حكومات أجنبية.

ولعل كلمة اللعنة على إسرائيل هي ما أجمع عليها الحاضرون، إذ اتخذت شعارًا للتجمع، وأجمعت غالبية الكلمات الرسمية عليها، وأكدها أيضًا المسؤولون الأتراك.

وكان ملفتًا حضور أطياف الشعب التركي، كبارًا وصغارًا، ومن مختلف التيارات، إذ من المعروف أن قضية فلسطين والقدس هي من أندر الأمور التي يتفق فيها عموم الشعب التركي وأحزابه السياسية، كما كان لافتًا انعقاد التجمع متزامنًا مع انعقاد القمة الإسلامية الطارئة، فضلًا عن المشاركة الخارجية لأول مرة في تظاهرة تجري داخل تركيا.

كما لوحظ حجم الإجراءات الأمنية المكثفة التي اتخذت في المنطقة، بدءًا من تفتيش الحاضرين بدقة شديدة وعبر أجهزة الكشف، مرورًا بقطع الطرقات وانتشار عناصر الأمن، وانتهاء بتحليق مكثف للطائرات، التي وفرت الحماية لطائرة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان مع وصوله، مساء اليوم، إلى مقر انطلاق فعاليات التجمع. 

وشارك في التجمع من الجانب التركي، رئيس البرلمان إسماعيل قهرمان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، ورئيس حزب الحركة القومية، دولت باهجه لي، ورئيس حزب الوحدة الكبرى، مصطفى دستيجي، بالإضافة إلى ضيوف أجانب موجودين في إسطنبول، للمشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة، بشأن الأوضاع في فلسطين.


وقال أردوغان، في كلمته خلال التجمع، وفق ما نقلت عنه "الأناضول": "القدس ليست مجرد مدينة، بل رمز وامتحان وقبلة، فإذا لم نستطع حماية قبلتنا الأولى فلا يمكننا النظر بثقة إلى مستقبل قبلتنا الأخيرة مكة".

واعتبر أردوغان، خلال كلمته، أن "العالم الإسلامي ليس وحده فقط من فشل في امتحان القدس، بل الإنسانية جمعاء".

وتابع: "سأتحدث بصراحة، إن المسلمين بقدر ما هم أشداء على بعضهم في صراعاتهم الداخلية، فإنهم لا يتحلون بالشجاعة أمام خصومهم".

وواصل انتقاده موقف العالم الإسلامي بالقول: "تم التطاول على قدسية القدس مرة أخرى بقرار الولايات المتحدة الأخير، ويدنس الصهيونيون المتطرفون بأحذيتهم المسجد الأقصى بشكل مكثف، والحرم الإبراهيمي لا يزال تحت الاحتلال، ونحن المسلمين لا نفعل شيئًا سوى الإدانة".

وصعّد أردوغان نبرة خطابه ضدّ إسرائيل، قائلًا إن "اللغة الوحيدة التي يفهمها الظالم عديم الأخلاق هي القوة، لذا في حال اتحد العالم وجميع المسلمين ضد هذا الظلم، فلن تتمكن إسرائيل من مواصلة ما تقوم به".

ووجه الحمدالله، بدوره، شكره لتركيا، حكومة وشعبًا، على "دعمهما الدائم للقدس وغزة والضفة ومخيمات الشتات"، مؤكدًا أن "تركيا ستبقى صوت وضمير العالم الإسلامي".

وأكد الحمدالله أن "غزة محاصرة منذ 11 عامًا"، وأن "هذا يجب أن ينتهي فورًا"، داعيًا إلى وقف العدوان على القطاع، ومطالبًا المجتمع الدولي بـ"رفع الحصار الظالم عنه".

من جانبه، أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن فلسطين قضية تركيا، وقضية شعبها، قائلًا: "فلسطين لستِ وحيدة، 81 مليون مواطن تركي إلى جانبكِ، القضية الفلسطينية قضيتنا، ستبقى إسرائيل وحيدة هي ومن يحميها. الضمير الإنساني لن يخضع للظلم".

وأضاف، بحسب ما أوردت "الأناضول": "الحكومة الإسرائيلية التي تقتدي بهتلر وموسوليني أثبتت مرة أخرى أنها دولة محتلة، وأثبتت للعالم أنها لا تعترف بالحق والحقوق، ولا بالحقوق الدولية، ولا تأبه بحق الحياة لأحد، وباسم الأمة التركية ألعن بشدة إسرائيل التي أطلقت الرصاص على الإنسان والإنسانية".

وقال زعيم "الحركة القومية" التركي، باهجه لي، خلال التجمع: "إننا في حداد بسبب صرخات الحواضر التركية والإسلامية، فنحن قلعة الكرامة حيال كل ألم واعتداء ومكيدة في تلك المناطق من كركوك إلى القدس، ومن تلعفر إلى قبرص وقشقار إلى قره باغ".

وأضاف: "في غزة ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، ألعن إسرائيل وظلمها، وأدين السياسات الأميركية الهمجية، ويجب أن يحاكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعصابته في المحكمة الجنائية الدولية، لما ارتكبوه من سفك لدماء الفلسطينيين".