الحوارات اليمنية في تونس: بروفا لمشاورات الأمم المتحدة

02 مايو 2018
يريد غريفيث استثمار نتائج الحوارات (محمد حمود/Getty)
+ الخط -
تشارك قيادات يمنية رفيعة المستوى من مختلف القوى السياسية في جلسات حوار في تونس، بالتزامن مع الجولة التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، في المنطقة لإعداد إطار العمل الخاص بجولة مفاوضات مرتقبة، في ظل التصعيد العسكري الذي يسود أكثر من جبهة حرب في البلاد، بما في ذلك عودة التصعيد في صعدة والساحل الغربي باتجاه الحديدة.

وانطلقت الاجتماعات، أمس الثلاثاء، بتنظيم من المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات، بعد أن عقد المشاركون، مساء الاثنين الماضي، لقاءً تمهيدياً مغلقاً، بحضور قيادات من أحزاب المؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وتنظيم العدالة والبناء وحزب اتحاد الرشاد السلفي، بالإضافة إلى جماعة أنصار الله (الحوثيين)، والمجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي)، ومؤتمر حضرموت الجامع.




وتنوع تمثيل المشاركين بين قيادات حزبية ومستشارين لرئيس الجمهورية، أبرزهم مستشار الرئيس، الأمين العام السابق للتنظيم الناصري، سلطان العتواني، ومستشار الرئيس، الأمين العام لتنظيم العدالة والبناء عبدالعزيز جباري (نائب رئيس الحكومة المستقيل)، ومن قيادات الأحزاب الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني (من الجناح الموجود في القاهرة)، ومن الحزب نفسه علي حيدرة ماطر وعبدالرحيم الفتيح، وعن حزب الإصلاح مسؤول الدائرة السياسية سعيد شمسان ورئيس المكتب التنفيذي بعدن محمد عبدالملك وعضو مجلس النواب علي عشال. وحضر عن الحزب الاشتراكي الأمين العام للحزب عبدالرحمن السقاف والقياديان محمد صالح قباطي وأحمد حيدرة سعيد، فيما يمثل الناصري (إلى جانب العتواني) القيادي مانع المطري. أما عن المجلس الانتقالي، فحضر خالد بامدهف وقيادات أخرى، ويُمثل "مؤتمر حضرموت الجامع" (إطار سياسي - أهلي في حضرموت اليمنية)، النائب الأول لرئيس المؤتمر أبوبكر السري، والأمين العام عبدالقادر بايزيد، ورئيس الدائرة السياسية محمد عبدالله الحامد، وعن الحوثيين (تمثيل ضعيف) عضو "المكتب السياسي لأنصار الله" إبراهيم الديلمي وقياديان آخران وهما محمد طالب الحسني وعوض محمد فريد، بالإضافة إلى قيادات وممثلين عن مكونات أخرى.

وتتخذ الجلسات التي تمولها الخارجية الألمانية وتعقد على مدى ثلاثة أيام، طابعاً مغلقاً يحضر فيها الممثلون بصفة تجمع بين الشخصية كمدعوين من قبل المؤسسة المنظمة للمؤتمر وبين كونهم ممثلين عن القوى التي ينتمون إليها، ولكن دون تكليف رسمي من هذه الأحزاب بالضرورة. وتجري النقاشات حول القضايا المتعلقة بدعم جهود الأمم المتحدة الرامية لاستئناف مسار السلام، ومواضيع أخرى، أبرزها شكل الدستور والأفكار المطروحة للحل الأمثل للأزمة التي تعيشها البلاد.

من زاوية أخرى، تهدف حوارات تونس، بصورة غير مباشرة، إلى إذابة الجليد بين مختلف الأطراف من خلال النقاشات، كما أنها تمثل تطبيعاً من المكونات الجديدة، على غرار "المجلس الانتقالي" المطالب بالانفصال و"مؤتمر حضرموت الجامع". وتكمن أهميتها في أنها الحوارات الوحيدة التي تعترف بالقوى السياسية وتحاول تقريب وجهات النظر في ما بينها، بعيداً عن الفرز الأساسي للأزمة في اليمن، بين "الشرعية" و"الانقلاب".

وينفي المشاركون اعتبار الجلسات "مفاوضات" بل حوارات ونقاشات، تعد بصورة أو بأخرى امتداداً لاجتماعات بدأت منذ سنوات في برلين، فيما تقول المؤسىسة الدولية للديمقراطية والانتخابات إن جلسات الحوار تأتي ضمن مشروع أوسع انطلق في إبريل/ نيسان2017 وعقدت على ضوئه العديد من الجلسات منذ إطلاقه، كان أبرزها، من الـ26 إلى الـ28 من فبراير/ شباط الماضي، بحضور القوى نفسها المشاركة في الاجتماعات التي انطلقت الثلاثاء، غير أن الاجتماعات تتخذ طابعاً بعيداً عن الإعلام. ورفض منظمون للقاءات تحدثت إليهم "العربي الجديد"، الكشف عن مزيد من التفاصيل، على الرغم من أن بياناً من المتوقع أن يصدر مع نهاية الاجتماعات.

إلى ذلك، تأتي أهمية حوارات تونس اليمنية من أنها تتزامن مع الجولة التي بدأها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، والذي يشارك مكتبه برعاية النقاشات في تونس، ويسعى للاستفادة منها في الإطار الذي يعمل على إعداده لإعادة الأطراف اليمنية إلى جولة مشاورات قريبة، بما يجعل نقاشات تونس أشبه بورشة أو بروفا حوارات تساعد المبعوث الأممي في مهمته الرامية لاستئناف المفاوضات بعد أن وعد مجلس الأمن الدولي، منتصف إبريل/ نيسان المنصرم، بتقديم الإطار في غضون شهرين.
إلى ذلك، جاءت نقاشات تونس بالترافق مع عودة التصعيد العسكري بالمناطق الحدودية لمحافظة صعدة، معقل الحوثيين، وفي الساحل الغربي لمحافظة تعز، حيث كثفت قوات الشرعية بدعم من التحالف عملياتها العسكرية ضد الحوثيين، في ظل التصريحات المتواترة عن توجه العمليات العسكرية إلى مدينة الحديدة، التي تعد بمثابة شريان لأغلب المحافظات اليمنية في شمال ووسط البلاد.